دائما ما أرق الخلود فكر الإنسان, فهو يبحث عن سر الحياة في كل الكائنات الحية وغير الحية. نعم وغير الحية, ففي إطار سعيه لإيجاد من يحمل عنه عبء عمل عدد من الوظائف التي لا يرغب في القيام بها, وفي إطار شغفه الدائم بكل جديد, وسعيا منه لإيجاد الصديق, اتجه العقل البشري إلي صنع هذا الصديق بالمواصفات التي يريدها, فجاء أي كاب, وهو روبوت متطور, عمل علماء الاتحاد الأوروبي علي تطويره بحيث تكون له نفس الاستجابة التي للبشر. كانت ولادة أي كاب في معامل الروبوتات المتطورة بجامعة بيليفيلد الألمانية حيث قام لارس شيلينجمان المتخصص في مجال تقنية المعلومات ومعه مجموعة من الباحثين بتطوير أي كاب حتي يتمكن من فهم الأوامر التي تطلب منه. ولحرص شيلينجمان وفريقه علي الوصول لقلب الجمهور جعل شكل أي كاب شكلا محببا, فهو ليس كفرانكنشتين المرعب, وليس مجموعة من الأسلاك والمعدن الأصم, بل هو روبوت طوله يساوي تقريبا طول طفل في الثالثة من عمره, وله رأس بلاستيكي أبيض وعيون سوداء كبيرة وخد سمين, ويدين وذراعين خاصتين, يستطيع بهما التجاوب مع الأشياء التي تطلب منه. ولم يتوقف العمل في أي كاب علي الألمان فقد شارك نحو20 معملا بحثيا في تطويره, وتعليمه كيف يحبو كالأطفال, ثم كيف يكتشف الأشياء المحيطة به, وكيف يدرك أبعادها ويتعامل معها, فبات أي كاب الذي يبلغ عمره الآن نحو7 سنوات قادرا علي التمييز بين الألوان من خلال كاميرا, يري عبرها الأشياء, وعبر مكبر الصوت يمكنه سماع ما يقال له, وتحريك أطرافه عبر59 موتورا تسهل له حمل الأشياء ونقلها من مكان إلي آخر. ومن خلال الكاميرا والمايكروفون تمكن أي كاب من تحديد الألوان وترتيب الأورواق الملونة التي عرضت عليه, بل واستطاع أيضا إعداد إفطار الصباح من خلال وضع حبوب الكورن فليكس في القدح المخصص لها. وفي إطار الفردية التي يعاني منها الغرب, أكد شيلينجمان أن مستقبلا قد تتجاوز العلاقة بين الروبوت والإنسان مجرد استجابة الأولي لأوامر الأخير, بل أهمية قد يتطور الأمر في النهاية لدرجة قد تجعلنا نتحاور مع الروبوت كما نفعل مع الإنسان. وكان لقدرات أي كاب المتميزة وشكله اللطيف,ومتعة مشاهدته وهو يتحرك ويستجيب لما يصدر له من توجيهات, جميعها كانت أسباب جعلته محطا لإهتمام السياسيين فحرصت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل, وعدد من الساسة الإيطاليين أن يأخذوا صورا معه, فهو بات النجم الأوروبي القادم.