وصل إلي إسرائيل أمس الرئيس الأمريكي باراك أوباما في زيارة لتل أبيب, سوف تأخذه أيضا إلي مدينة رام الله بالضفة الغربيةالمحتلة ليلتقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبومازن. والواقع أن زيارة أوباما للمنطقة تأتي في وقت تغرق فيه العديد من دول الربيع العربي في حالة من الفوضي وعدم الاستقرار والوضوح السياسي لمسيرة التحول الديمقراطي بعد انهيار النظم الديكتاتورية السابقة, ليس هذا فقط, بل إن الوضع في سوريا الثورة ينحدر من سييء إلي أسوأ, ولا يبدو أن ثمة نتيجة أو حلولا أو نهاية للوضع البائس الذي يعيشه الشعب السوري يوميا. ووفقا لواشنطن, وأغلب المحللين, فإن أوباما يأتي هذه المرة خالي الوفاض, ولا يحمل معه أي جديد, لا فيما يتعلق بالفلسطينيين والإسرائيليين, ولا فيما يتعلق بالتحديات السياسية والاجتماعية والأمنية التي تعيشها دول المنطقة منذ اندلاع الثورات الشعبية ضد نظم الحكم الديكتاتوري المنهارة. وعلي الرغم من الآمال الواسعة التي حلم بها الفلسطينيون وبعض العرب بعد خطاب أوباما الشهير في جامعة القاهرة في يونيو عام2009, فإن تلك الآمال تبخرت تدريجيا لتصل إلي ما يشبه الغياب الأمريكي التام عن عملية السلام في الشرق الأوسط, ولم تخرج من فم أوباما أو من البيت الأبيض كلمة واحدة عن مبدأ حل الدولتين الذي اقترحته وتبنته واشنطن لسنوات طويلة, بل لم يتحدث أحد عن ضرورة استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد أن غطت أحداث وتطورات الربيع العربي علي كثير من الملفات والقضايا التقليدية. ووفقا لتصريحات المسئولين الأمريكيين, فإن أوباما سوف يتجنب القضايا الخلافية في محادثاته مع قادة إسرائيل, ومع الفلسطينيين, وسوف يتحدث بشكل عام عن ضرورة إحلال السلام أو استئناف مفاوضاته بين الطرفين دون أن يثير قضية الاستيطان في الأراضي العربية. إذن, فقد جاء أوباما إلي المنطقة لتحسين صورته لدي يهود الدولة العبرية كما يقول المحللون وليس من أجل سلام المنطقة, وهو ما كشفت عنه صراحة وبدهشة غريبة صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية في استطلاع غريب نشرته أمس الأول يكشف أن36% من الإسرائيليين يرون أوباما منحازا للفلسطينيين مقابل26% قالوا إنه منحاز لإسرائيل, في حين رأي26% أنه محايد!! لمزيد من مقالات راى الاهرام