هو ظاهرة انتشرت في مجتمعنا منذ ثمانينات القرن الماضي.. نراه دائما في الشارع.. قد نلتفت إليه ونعطف عليه.. وقد لا نعيره اهتماما.. إنه طفل الشارع.. الظالم والمظلوم إلا أنه بعد ثورة25 يناير أصبح يهدد بشكل واضح الأمن والأمان ولهذا نظمت قوي مدنية من أحزاب سياسية ومنظمات أهلية في مقدمتها الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي, ومؤسسة بنات الغد والشبكة العاملة في حقوق أطفال الشوارع والائتلاف المصري لحقوق الطفل في إطار الاحتفال باليوم القومي يوما للتضامن مع أطفالنا في الشارع بمقر نقابة الصحفيين. أكدت رانيا فهمي المدير التنفيذي لمبادرة بنات الغد بناتي في بداية كلمتها خلال المؤتمر أن70% من الأطفال الذين يلجأون للشارع هم هاربون من العنف الأسري وبالتالي يتحولون لأطفال شوارع نتيجة المعاملة الأمنية الخاطئة. وأضافت ان الهدف من المؤتمر هو المطالبة باستغلال إيجابي للقدرات التي يمتلكها أطفال الشارع وتوفير حياة تقوم علي المساواة بينهم وبين الجميع. وأشارت إلي أن بعض مؤسسات رعاية الطفل تمارس عمليات الترهيب والإساءة جسديا ومعنويا للطفل, ونحن هنا الآن من أجل إعطائهم الفرصة للتعبير عن آرائهم, مشيرة إلي أنه يوجد بينهم من حصل علي الجوائز الدولية في الرسم والغناء والشعر وأنهم لديهم مواهب وطاقات إبداعية عظيمة يريدون تنميتها, والدولة لا تكفل لهم ذلك بل وتنتهك حقهم عن طريق الاعتقالات والحبس غير الآدمي وبدون وجه حق بالرغم من أن القانون كفل لهم ذلك.وطالبت أميرة قطب المتحدث الرسمي لمبادرة مناديل ورقس بتفعيل قانون الطفل لسنة2008, موضحة أن اللجان المختصة بحماية الطفل ورعايته بجميع المحافظات غير مفعلة بالرغم من أن القانون كفلها للطفل, ولو فعلت ذلك ما وجد طفل بالشارع, وأكدت أن الدولة الآن تحمل الطفل مسئولية الدمار والخراب الذي يحدث خلال الفعاليات المختلفة من تظاهرات واعتصامات, وهي علي دراية كاملة بمن يقوم بذلك. ومن ناحية أخري قال أحمد مصيلحي المستشار القانوني للائتلاف المصري لحقوق الطفل أن عمرس أيدي القوات المسلحة, حتي ولو كان عن طريق الخطأ يبين مدي كمية الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال في الشارع, مشيرا إلي أن الدولة لا توفر المؤسسات المعنية بحماية ورعاية الطفل ومدي الانتهاكات التي وصلت غير عادية وغياب كامل للدولة في رسم سياسات وخطط ومنهج للوصول بالطفل لرعاية مناسبة.وأضاف مصيلحي أن تحميل الأطفال كل الجرائم التي تحدث في الميادين المختلفة في الشاشات لتصدر المشهد, انتهاك صارخ لحقوق الطفل, وهذا استغلال سياسي يستوجب المعاقبة عليه, وأشار إلي أنه يوجد في القاهرة أكثر من4176 طفلا و2130 في الأسكندرية تم إلقاء القبض عليهم بدون وجه حق والاعتداء عليهم بالضرب والإهانة, وتقديمهم للمحاكمة دون عرضهم علي نيابة الطفل, ويوجد604 أطفال فقط, تم إلقاء القبض عليهم في أحدث محيط السفارة الأمريكية ومجلس الوزراء ووزارة الداخلية, واحتجازهم في أماكن غير مخصصة للآدميين.وقد شهدت سلالم نقابة الصحفيين وقفة احتجاجية قبل بداية المؤتمر, رفع الأطفال عددا من اللافتات خلال السلسلة التي تم تشكيلها منهم مكتوبا عليها نفسي أتعلم وألعب عايزة حماية من الناس اللي بتستغلنيذ ذ ذنبي إني بقيت طفل في الشارع صوتك مهما كان ضعيف مع صوتنا أكيد هيضيف متقفلش شباك العربية إبتسم في وشيذ ذ بلدي؟ وأعقب الوقفة عرض فيلم تسجيلي عن أطفال الشوارع وما يتعرضون له من انتهاكات وسياسة قمعية من الجهات الأمنية.