شهرة الأديب والكاتب الصحفي محمد سلماوي, لم تكن مقرونة أبدا بالمنصب الرفيع الذي يشغله الآن وهو رئاسة إتحاد كتاب مصر يعتز بالمنصب, ويجتهد كثيرا في مهمة تطوير الاتحاد وإعادة تأهيل مبناه, ليصبح مكانا يليق بعقول مصر, ومفكريها. قطع في ذلك شوطا كبيرا ولا يتبقي إلا وضع اللمسات الجمالية الأخيرة. محمد سلماوي حالة متفردة, صنع اسمه في عالم الثقافة وفي بلاط صاحبة الجلالة باجتهاده وثقافته الواسعة. ارتبط بعلاقة صداقة متميزة مع أديب نوبل نجيب محفوظ جعلته الأقرب إليه ومنحته فرصة الفوز بالوقوف أمام الأكاديمية السويدية في لستوكهولم لإلقاء كلمة محفوظ بعد فوزه بالجائزة. هو الآن غاضب من المشهد السياسي, يحمل ملاحظات عدة علي نظام الحكم القائم, ويري أن الثورة سرقت والمناخ العام لا يدعو للتفاؤل. في شارع حسن صبري بالزمالك مقر اتحاد كتاب مصر وسط أعمال الطلاء والتجهيز للجمعية العمومية المقبلة جري هذا الحوار, وفيه كشف عن أن تهمة ازدراء الأديان انعكاس للمناخ السائد, وأن اتحاد الكتاب لن يقف مكتوف الأيدي إزاء ملاحقة الكتاب والمثقفين, وتحدث عن علاقته بنجيب محفوظ, وما الذي يفتقده فيه الآن؟ وأهم أعماله الأدبية؟ وانتخابات الاتحاد التي ستجري نهاية الشهر الحالي. وهذا نص الحوار: كيف استعد اتحاد كتاب مصر لانتخابات التجديد النصفي التي ستجري بعد أيام؟ الاتحاد جاهز لهذه الانتخابات بشكل طبيعي, وهناك إقبال كبير من الأعضاء علي شرف الفوز بعضوية مجلس الاتحاد. هل تعتقد أن التوقيت في مصر مناسب لإجراء الانتخابات ؟ لا توجد أي موانع لدي الاتحاد علي الرغم من المشهد السياسي الصعب وحالة عدم الاستقرار التي تعيشها مصر علي مدي العامين الماضيين. والاتحاد بعد الثورة مباشرة كان من المقرر أن يجري انتخابات التجديد النصفي كهذه, ولكن لأنه يمثل الأدباء والمفكرين والكتاب الذين هم ضمير الأمة, فقد استشعر أهمية المرحلة والظرف التاريخي الذي تمر به مصر في حينه, لذلك طلبت بصفتي رئيسا للاتحاد حل المجلس بالكامل, لكي تجري الانتخابات علي جميع المقاعد. كيف تنظر إلي حالة الإقبال الكبيرة من الأعضاء وتقدم69 مرشحا؟ أري أن الظاهرة إيجابية وأن المرشحين لديهم افكار وبرامج ومواقف, وهذا أهم ما في الموضوع. هل تري ضرورة في تداخل الاتحاد مع ما يجري من أحداث سياسية في مصر؟ اتحاد الكتاب منذ اليوم الأول للثورة وهو متداخل تماما, لأن الأديب لا ينفصل عن القضايا المصيرية التي تواجه أمته, وأتذكر في اليوم التالي للثورة مباشرة, وهو يوم26 يناير2011 دعونا لاجتماع استثنائي لمجلس الاتحاد بحثنا فيه الموقف وأصدرنا أول بيان تأييد للثورة يصدر عن نقابة مصرية, ونظمنا بعد ذلك مسيرة إلي ميدان التحرير. بعد مرور عامين علي الثورة هل ما زالت بنفس الحماس لها أم المشاعر مختلطة؟ الحماس ما زال علي نفس الدرجة, أتفهم جيدا وجود مظاهر سلبية كثيرة يئن منها المجتمع بعد الثورة, ولا يسعد بها أحد, ولا بوجودها, لكن هذا لا علاقة له بالثورة, بل هو نتاج لتطورات لاحقة عليها, وهو يدفع الإنسان إلي مضاعفة الجهد من أجل تحقيق المطالب الرئيسية التي جاءت من أجلها الثورة. إذن الحماس للثورة لم يتراجع؟ العكس صحيح, الحماس أكبر مما كان عليه, أنا افهم أن الحماس قد يفتر لو كانت أهداف الثورة تحققت, لكن هذا لم يحدث. معني هذا أن الثورة لم تحقق أهدافها حتي الآن؟ الثورة لم تحقق أهدافها, وخصوصا فيما يتعلق بالتحول الديمقراطي, فكل المظاهر تكشف عن غياب الديمقراطية, فالنظام الحاكم الآن يتهم المعارضة بالكفر والخيانة والمناخ ليس صحيا, ولا يمكن الحديث عن نتائج الصندوق في الانتخابات. برايك ما أسباب ظاهرة العنف في مصر؟ العنف أمر مرفوض تماما, لكنه يجيء الآن نتيجة أن المواطن العادي يري بحسرة عدم حدوث تغيير حقيقي وملموس في المجتمع بعد الثورة, وأن التضحيات الكبيرة التي قدمها من أجل غد أفضل ذهبت أدراج الرياح, وأن حياته ساءت ولم تتحسن معيشته, فالعدالة الاجتماعية التي كانت غائبة قبل الثورة بعدت أكثر من ذي قبل, وزادت معاناة الناس, ثم إن هناك عدم وضوح للرؤية أو للمستقبل. هل كنت تتوقع أن يتم اتهام الدكتور يوسف زيدان عضو اتحاد الكتاب بازدراء الأديان علي عمل صدر في عام2009 ؟ - لم أتوقع في أي لحظة اتهام كاتب بازدراء الأديان لا علي عمل صدر قبل أربعة أعوام ولا بعد ذلك, وما يحدث هو أمر خطير أرفضه بصفتي الشخصية وكرئيس لاتحاد كتاب مصر. أين يبدأ ومتي ينتهي دور الإتحاد في مثل هذه الحالة؟ دور اتحاد كتاب مصر هو دعم كل مبدع في مواجهته لهذه النوعية من الاتهامات بكل الوسائل, وعلي المستويات, فنحن ندعمه معنويا وقضائيا إذا لزم الأمر. لكن ما حدث هو إصدار بيان بالرفض والإدانة؟ الإدانة أحد الوسائل المعبرة عن رفض هذا الاتهام والتنديد به, كيف يتم اتهام كاتب علي إنتاج صدر في عام2009 الآن؟ ومن الذي له الحق في استنباط أفكار من داخل العمل ليحدد إن كان هذا ازدراء للأديان من عدمه. تقرير الاتهام أصدره مجمع البحوث الإسلامية أهم هيئات الأزهر الشريف فهل تقبل به؟ أحترم مؤسسة الأزهر بكل هيئاتها, ولكن العمل الأدبي أو الفكري ليس من اختصاص الأزهر, وكل واحد منا يستطيع أن يقرأ العمل بطريقته الخاصة ووفق ما يتصور, ومن هنا يحدث سوء الفهم. ومن المسلم به أن أقدر الناس علي تقييم العمل الأدبي أو الفكري هم أهل الأدب أنفسهم من النقاد المتخصصين, ولهذا يجب أن تستعين الدوائر القضائية في مثل هذه الحالات بخبراء من بين أعضاء اتحاد الكتاب كما يحدث في كل المنازعات في القضايا الأخري, هل يعقل أن اتهاما كهذا يتم صرف النظر عنه في ظل النظام السابق, ويعاد فتح ملفاته في ظل النظام الحالي بعد ثلاث سنوات من قيام الثورة التي نادت بالحرية والديمقراطية؟ برأيك ما الفرق بين اتهام الدكتور الراحل حامد نصر أبو زيد والدكتور يوسف زيدان؟ كتاب' اللاهوت العربي' للباحث يوسف زيدان, يندرج تحت حرية التفكير والإبداع, أما الدكتور نصر أبو زيد فقد كان يتعرض لقضايا لها علاقة وصلة بالدين, وإن كنت أقف مع حقه في الاجتهاد. يبدو أنك تحترم حكم القضاء في اتهام الدكتور نصر حامد أبو زيد ولهذا لا تربتط بينه وبين يوسف زيدان. في كل الأحوال, ورغم الاختلاف بين الحالتين, لا أوافق علي معاقبة كاتب أو باحث, وفي مقدمة هؤلاء الراحل الدكتور نصر حامد أبو زيد وهذه الأحكام كانت في عهد النظام السابق. وما علاقة النظام السابق بأحكام القضاء؟ لا يخفي علي أحد أن السلطة السياسية كانت تسعي دائما في ظل النظام السابق للتأثير علي القضاء, تماما كما تفعل الآن, لذلك كانت هذه الأحكام فضيحة دولية, والنظام يجب أن يوفر المناخ العام حتي ينعكس هذا المناخ بصورة إيجابية علي كل شيء, والنظام السابق كان يحد من حرية التعبير والتفكير حتي في ظل وجود نصوص القوانين التي تحمي هذه الحرية, والنظام السابق في عهد مبارك وفي عهد السادات يتحمل المسئولية. وماذا عن عهد الرئيس جمال عبد الناصر في سجل الإبداع؟ كان عهد عبد الناصر مسئولا عن سجل حافل بالإبداع الفكري والفني والأدبي والثقافي, وكل ما نعيش عليه الآن هو نتاج لنهضة الستينيات. أما فيما يتعلق بالحريات فعصر عبد الناصر كان مختلفا, لأنه كان عصرا ثوريا, والثورة لها شرعيتها التي تفرض أوضاعا بعينها من أجل تحقيق أهدافها, ولا يمكن أن نقارن عهد عبد الناصر بعهدي السادات ومبارك. مصرالآن أيضا في عهد ثوري? الثورة انتهت تماما, نحن الان في عهد من سرق الثورة, وبكل وضوح لا توجد معالم الآن للثورة, الديمقراطية لم تتحقق, والعدالة الاجتماعية غائبة, والكرامة الإنسانية مهدرة, وكل الشعارات الجميلة التي نادت بها ثورة25 ينايرأصبحت غير موجودة الآن. من يحدد حرية الإبداع؟ الإبداع لا يقف عند حدود, وحرية الفكر والإبداع منصوص عليها في كل المواثيق الدولية, وأذكر أن الأزهر الشريف في وثيقته التاريخية التي- للأسف- لم يتم الالتزام بها, حدد الحريات بأربع, هي: حرية العقيدة وحرية التعبير, وحرية الإبداع الأدبي والفني, وحرية البحث العلمي, وللأسف فإن أمام كل من هذه الحريات ما اصبح يهددها في الوقت الحالي. من قبل تعرض الأديب العالمي نجيب محفوظ لموقف مماثل في رواية أولاد حارتنا. هذا صحيح, والأيام أثبتت أن الاعتراض علي أولاد حارتنا كان خاطئا, وان كبار العلماء أشادوا بالعمل فيما بعد مثل الدكتور أحمد كمال أبو المجد, والدكتور سليم العوا, والشيخ الغزالي, وغيرهم. ما الذي تتذكره عن نجيب محفوظ الآن؟ - أتذكر علاقة طويلة وممتدة لسنوات وسنوات, وحوارات ممتدة أحتفظ بها في أكثر من500 ساعة من التسجيلات الخاصة بصوته لم تنشر بعد ولم أتمكن حتي الآن من تفريغها بسبب أنني كلما هممت لفعل ذلك واستمعت لنبرات صوت نجيب محفوظ, تذكرت تفاصيل اللقاء ومكانه, وتأثرت لذلك وتجمع الدمع في عيني, فأوقف التسجيل وأغلق الكاسيت. وقد كان من الممكن أن أعهد إلي غيري لتفريغ هذه التسجيلات, لكني لا أثق في أنه سيستعيد الظروف المحيطة بكل لقاء, وببعض التفاصيل التي قد أستعيدها بالاستماع إلي كلمات الأستاذ. ألا تخشي من مرور الوقت قبل أن تنتهي من هذه المهمة؟ بكل تأكيد, لكنني في اشد الحيرة والأعمار بيد الله ولو لم أتمكن في حياتي من نشرها وتفريغها ربما يتولي المسئولية بعد رحيلي غيري. فأنا في جميع الأحوال سأتركها لمتحف نجيب محفوظ المزمع إقامته سواء تمكنت من تفريغها أم لا. أطال الله في عمرك وتنتهي منها. أتمني ذلك. كيف جاءت فكرة سفرك نيابة عنه لالقاء كلمته في احتفال تسلم جائزة نوبل؟ كنت بصحبة رئيس لجنة الجائزة في مكتب الأستاذ نجيب بجريدة الأهرام لإقناعه بضرورة السفر لتسلم الجائزة بعد أن كان قد اعتذر عن عدم السفر, وعندما وصلنا مكتبه وكرر رئيس اللجنة الطلب علي الأستاذ فاجأني نجيب محفوظ قائلا: تسافر أنت بدلا مني. وهل وافق رئيس اللجنة مباشرة؟ - تقضي لوائح جائزة نوبل بألا تقدم الجائزة إلا من يدي ملك السويد, وأنه في حالة عدم تمكن الفائز من السفر للعاصمة السويدية لتسلم الجائزة, أن يختار بنفسه من ينوب عنه في هذه المهمة. من كتب الكلمة ؟ الأستاذ نجيب محفوظ طبعا, أما دوري فقد اقتصر علي ترجمتها وإلقائها. إذن فما ألقيته كان ما كتبه الأستاذ نجيب محفوظ بالنص. الحقيقة أنني أجريت تعديلا علي الكلمة سمحت لنفسي به لأنه كان شكليا, ذلك أنني بعد سفري برفقة كريمتيه ام كلثوم وفاطمة, اتصل بي رئيس لجنة نوبل بشكل عاجل, فأحسست وقتها بحدوث ازمة متوقعة لمعرفتي المسبقة بأن الكلمة تنص, لأول مرة, علي حق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة, وهو الموضوع الذي كان يثير حفيظة إسرائيل والغرب بشكل عام, لذلك ربطت بين هذا النص وتحفظ اللجنة السويدية, وفي الاتصال الذي تم بيني وبين رئيس اللجنة تشبثت برأيي قائلا إنني لن أستطيع تغيير حرف كتبه نجيب محفوظ, فقال لي إن الموضوع أبسط من ذلك, وهو أن مقدمة الخطاب تشكر لجنة نوبل التي اختارته للجائزة, في حين أن الذي يختار الفائز هو الأكاديمية السويدية, ويقتصر دور اللجنة علي منح الجائزة لمن اختارته. ماذا تفتقد في نجيب محفوظ الآن؟ نجيب محفوظ فخر للحضارة العربية وهو في مستوي شكسبير وجوته وموليير وغيرهم, وهذا تراث باق وسيظل متاحا وتزداد قيمته مع الوقت, لكن ما أفتقده هو نجيب محفوظ الإنسان, ذلك الرجل الجميل البسيط المتواضع المنظم دمث الخلق, الذي يتمتع بروح الدعابة, والشعور بالكرامة. لقد كان نجيب محفوظ يجسد كل الصفات الجميلة في الشخصية المصرية والتي قل أن توجد في رجل واحد. علاوة علي ذلك فقد كان يتسم بالجلد والمثابرة, فقد كان يكتب لمدة ثلاث ساعات يوميا, وفي أوقات محددة لا تتغير. هل يمكن أن يمارس الأديب فعل الكتابة يوميا؟ لقد سألت نجيب محفوظ هذا السؤال, فقال لي: أحيانا أنتهي من قصة قصيرة, وأحيانا أخري أجلس الساعات الثلاث والقلم في يدي ولا أكتب كلمة واحدة, والموقف يتكرر كثيرا, لكنني لا ابرح مكاني, فأنا موظف مهنتي الكتابة مثل أي موظف في مكان عمله لا يستطيع مغادرته سواء كانت هناك عمل أو لا.. وكان يقول: وحي الكتابة اصبح يعرف مواعيدي, وأنني أنتظره في هذه الأوقات, فهل يصح أن يأتي ولا يجدني؟ تلك هي عبقرية نجيب محفوظ. متي كان يكتب؟ في ساعات الصباح, ولكن في فصل الصيف كان يسافر إلي الإسكندرية ويخصص ذات الساعات للقراءة, لا يكتب في هذه الشهور لكنه يقرأ, والقراءة بالنسبة للكاتب علي نفس درجة أهمية الكتابة. ما هي نقاط قوة نجيب محفوظ ؟ كل ما قلته لك. وما هي نقاط ضعفه ؟ لا أدري. ألم تكن بناته نقطة ضعفه؟ حب الأب لأبنائه ليس ضعفا. متي يكتب محمد سلماوي ؟ الكتابة هي المرحلة الأخيرة بالنسبة لي في العملية الإبداعية, فأنا أعيش مع العمل فترة طويلة, اشعر به واتلمس خطوطه واخطط له, دون أن اشرع في الكتابة, وأنتظر اللحظة التي يكتمل فيها العمل تماما كالجنين, وعندما تأتي هذه اللحظة أعتزل الناس, كمن يصاب بمرض الإنفلونزا, واعكف في بيتي اسبوعين أفرغ فيها الشحنة كاملة, وبعدها اعود إلي ممارسة حياتي, بشرط أن استمر في استكمال الكتابه فيه بمعدل ساعة أو ساعتين يوميا إلي أن ينتهي, فأنا احتاج اسبوعين للدفعة الاولي بعد ذلك كل يوم ساعة, لكني في جميع الأحوال يجب أن أستسلم للحظة الميلاد هذه حين تكتمل المعالم الرئيسية للعمل في ذهني. فلو ضاعت هذه اللحظة ولم يستغلها الكاتب ربما لا تعود, تماما كالجنين الذي لا يولد في الموعد المقرر له, فإذا ولد مبكرا كان مبتسرا, وإذا ولد بعد فوات الأوان ولد ميتا. ما هو اقرب عمل إلي نفسك من بين رقصة سالومي وأجنحة الفراشة والخرز الملون والجنزير؟ كل عمل له قيمة عندي, فمثلا مسرحية فوت علينا بكرة التي عرضت عام83 تمثل أهمية خاصة عندي, فهي التي وضعتني علي خريطة الحركة المسرحية في مصر, كما اعتز برقصة سالومي الأخيرة التي فازت بجائزة مهرجان قرطاج, وبمسرحية الجنزير التي تحدثت عن سيطرة وإرهاب الإسلام السياسي, والخرز الملون التي عالجت القضية الفلسطينية, وأخيرا اجنحة الفراشة التي تنبأت بثورة25 يناير. أما من بين كتبي عن نجيب محفوظ فأنني أعتز بكتاب المحطة الأخيرة بشكل خاص. معني هذا أن جميع الأعمال في نفس المكانة؟ هناك مقولة بأن الأعمال كالأبناء لا تستطيع أن تفاضل بينهم, وإنما لكل منهم مكانة خاصة, والبعض يقول إن آخر عمل هو دائما الأهم, لكن الكاتب سرعان ما يكتشف أن كل ما نشره لا يشفي غليله, فيعود للكتابة من جديد.