المستندات المطلوبة للتقديم على منازل وأراضي سيناء الجديدة    آخر موعد للتسجيل في مبادرة سيارات المصريين بالخارج.. بتخفيضات جمركية 70%    بيراميدز يتصدر الدوري المصري بفوزه على البنك الأهلي    حفل ختام برنامجي دوي ونتشارك بمجمع إعلام الغردقة    إعدام 45 كيلوجرام مواد غذائية.. وتحرير 14 مخالفة خلال حملة على مطاعم مطروح    تغطية جنازات الفنانين.. خالد البلشي: توزيع قائمة بقواعد محددة على الصحفيين    زيلينسكي: روسيا تسعى لعرقلة قمة السلام في سويسرا    البابا تواضروس يهنئ بالأعياد الوطنية ويشيد بفيلم "السرب"    للتهنئة بعيد القيامة.. البابا تواضروس يستقبل رئيس الكنيسة الأسقفية    نوران جوهر تتأهل لنصف نهائى بطولة الجونة الدولية للإسكواش    عاجل - متى موعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024 وكيفية ضبط الساعة يدويا؟    روسيا تندد بالدعم الأمريكي لأوكرانيا وإسرائيل وتحمل واشنطن مسؤولية خسائر الأرواح    إدخال 215 شاحنة إلى قطاع غزة من معبري رفح البري وكرم أبو سالم    "كولومبيا" لها تاريخ نضالي من فيتنام إلى غزة... كل ما تريد معرفته عن جامعة الثوار في أمريكا    مخاوف في تل أبيب من اعتقال نتنياهو وقيادات إسرائيلية .. تفاصيل    بروتوكول تعاون بين «هيئة الدواء» وكلية الصيدلة جامعة القاهرة    وزير الاتصالات يؤكد أهمية توافر الكفاءات الرقمية لجذب الاستثمارات فى مجال الذكاء الاصطناعى    نقلًا عن مصادر حكومية.. عزة مصطفى تكشف موعد وقف تخفيف أحمال الكهرباء    سبورت: برشلونة أغلق الباب أمام سان جيرمان بشأن لامين جمال    تردد قناة الجزيرة 2024 الجديد.. تابع كل الأحداث العربية والعالمية    هل تقتحم إسرائيل رفح الفلسطينية ولماذا استقال قادة بجيش الاحتلال.. اللواء سمير فرج يوضح    مدير «مكافحة الإدمان»: 500% زيادة في عدد الاتصالات لطلب العلاج بعد انتهاء الموسم الرمضاني (حوار)    مستقبل وطن يكرم أوائل الطلبة والمتفوقين على مستوى محافظة الأقصر    مهرجان أسوان يناقش صورة المرأة في السينما العربية خلال عام في دورته الثامنة    بالفيديو.. أمين الفتوى: موجات الحر من تنفيس نار جهنم على الدنيا    دعاء الستر وراحة البال والفرج.. ردده يحفظك ويوسع رزقك ويبعد عنك الأذى    خالد الجندي: الاستعاذة بالله تكون من شياطين الإنس والجن (فيديو)    أمين الفتوى: التاجر الصدوق مع الشهداء.. وهذا حكم المغالاة في الأسعار    حكم تصوير المنتج وإعلانه عبر مواقع التواصل قبل تملكه    محافظ الإسكندرية أمام مؤتمر المناعة: مستعدون لتخصيص أرض لإنشاء مستشفى متكامل لعلاج أمراض الصدر والحساسية (صور)    متحدث «الصحة» : هؤلاء ممنوعون من الخروج من المنزل أثناء الموجة الحارة (فيديو)    أزمة الضمير الرياضى    منى الحسيني ل البوابة نيوز : نعمة الافوكاتو وحق عرب عشرة على عشرة وسر إلهي مبالغ فيه    بعد إنقاذها من الغرق الكامل بقناة السويس.. ارتفاع نسب ميل سفينة البضائع "لاباتروس" في بورسعيد- صور    تعرف على إجمالي إيرادات فيلم "شقو"    منتخب الناشئين يفوز على المغرب ويتصدر بطولة شمال إفريقيا الودية    البورصة تقرر قيد «أكت فاينانشال» تمهيداً للطرح برأسمال 765 مليون جنيه    سيناء من التحرير للتعمير    فوز مصر بعضوية مجلس إدارة وكالة الدواء الأفريقية    أوراسكوم للتنمية تطلق تقرير الاستدامة البيئية والمجتمعية وحوكمة الشركات    10 توصيات لأول مؤتمر عن الذكاء الاصطناعي وانتهاك الملكية الفكرية لوزارة العدل    العروسة في العناية بفستان الفرح وصاحبتها ماتت.. ماذا جرى في زفة ديبي بكفر الشيخ؟    عيد الربيع .. هاني شاكر يحيى حفلا غنائيا في الأوبرا    توقعات برج الثور في الأسبوع الأخير من إبريل: «مصدر دخل جديد و ارتباط بشخص يُكمل شخصيتك»    حكم الاحتفال بشم النسيم.. الإفتاء تجيب    هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية: تلقينا بلاغ عن وقوع انفجار جنوب شرق جيبوتي    تضامن الغربية: الكشف على 146 مريضا من غير القادرين بقرية بمركز بسيون    خدماتها مجانية.. تدشين عيادات تحضيرية لزراعة الكبد ب«المستشفيات التعليمية»    مديريات تعليمية تعلن ضوابط تأمين امتحانات نهاية العام    تأجيل محاكمة 4 متهمين بقتل طبيب التجمع الخامس لسرقته    تفاصيل مؤتمر بصيرة حول الأعراف الاجتماعية المؤثرة على التمكين الاقتصادي للمرأة (صور)    الصين تعلن انضمام شركاء جدد لبناء وتشغيل محطة أبحاث القمر الدولية    مهرجان الإسكندرية السينمائي يكرم العراقي مهدي عباس    تقديرات إسرائيلية: واشنطن لن تفرض عقوبات على كتيبة "نيتسح يهودا"    وداعاً للبرازيلي.. صدى البلد ترصد حصاد محصول البن بالقناطر| صور    القبض على 5 عصابات سرقة في القاهرة    ضبط 16965 مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    «التابعي»: نسبة فوز الزمالك على دريمز 60%.. وشيكابالا وزيزو الأفضل للعب أساسيًا بغانا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دوائر عدم الإمكان!
السم في العسل
نشر في الأهرام اليومي يوم 16 - 03 - 2013

يستيقظ كل صباح مع زقزقة عصافير الحديقة الغناء ليحتسي كوبا من مياه أفيان, يعقبه بكأس من عصير الكيوي يزدرد خلاله قرصا مستوردا بخلاصة الفيتامينات, يلحقه بملعقة مقررة من رحيق الملكات,
وبعدها يلف التراك في ناديه الارستقراطي, ويستسلم لجلسة المساج, ويخرج من بخار الساونا لينزلق بالتريننج في باطن العربة الفارهة التي تقله إلي جناحه الخاص في فيللا الكومباوند لأخذ الشاور, ثم الاسترخاء وتناول الشطائر المعدة مسبقا قبل مجيء الأستاذ, وقراءة سريعة لجميع الصحف الصادرة حكومية ومستقلة, محلية وعالمية, إلي جانب الاطلاع علي التقارير والنشرات والإيميلات التي ترد تباعا بختمها الخاص.. وعين فاحصة للدعوات المحلية والدولية الواردة لتنسيق مواعيدها تبعا للرؤي الخاصة والموجهة.. بعدها التوجه لمهمته الخلاقة بتدبيج مقاله الصحفي الرنان بافتتاحيته المذهلة بقوة حجتها في نقد النظام والاستشهاد بنصائح كتبها مسبقا للقائمين عليه حتي لتظن أنه المتنبئ لفكر جبهة الإنقاذ, وما أن يصعدك معه لحافة الانفجار الساخن حتي يأخذ بيدك مع سطوره التالية بسلاسة بليغة المتاهات والتوريات والتشبيهات والتأريخات للهبوط بمؤشرك الانفعالي إلي حد الاعتدال البارد المتدرج لسفح الهدوء المشوب بالدعة ليسقيك بكامل القبول والرضا السم في العسل, لتجد نفسك مع خاتمة المقال واقفا معه, وياللعجب العجاب, علي الرصيف الآخر.. مودعا إياه ببالغ التوقير والاحترام!
المستقبل
عايز تطلع إيه يا حبيبي؟!
- ضابط
عفارم عليك.. بوليس ولا جيش؟!
- اللي بيربي ذقنه
يبقي بوليس يا روح بابا.
لا ده ولا ده.
هو فيه حد ثالث؟!
- أيوه عمو اللي بجلابية قصيرة وزبيبة!
ابتسامة
وأخذ يبتسم ويبتسم ويبتسم, ويجيب عن السؤال المباشر بلا أو نعم بلحاف من كلام تتعثر في تلافيفه وتفقد البوصلة, فتنبهه فيبتسم.. وتعيد السؤال فينتظر إعادتك له مرة أخري وأخري مبتسما.. وتمسك أعصابك تستجدي إجابة مباشرة فيبتسم.. وتفقد أعصابك حتي تكاد تطبق علي زوره فيبتسم ويبتسم ويبتسم تبعا لتعاليم جماعة مسطورة علي الجبين منها: كيفية إصابة محاورك بالنقطة وأنت المؤمن المسلم المطيع الراضي المبتسم؟!
استقالة
جلس يكتب استقالته لأولي الأمر, فلما لم يجد أحدا يكتب إليه لأن ولاة الأمر خرج الأمر من يدهم, أغلق قلمه وخرج بدوره ولم يعد!
بردة الرسول
من بعد عشرين عاما من الضني والجهد المتصل ومكابدة الأهوال أصبح الذين طاردوا بالأمس محمدا أتباعا خاضعين, والبيوت التي أغلقت في وجهه تفتح اليوم والأسوار تلين, ولكن لا أكاليل الغار, ولا الملك, ولا شيء من هذا كله كان من بين ما يبحث هو عنه! لقد جاء يحمل كلمات مضيئة للناس... وما كان يلتمس غير الحقيقة وكل ما ينشده أن يجمع العرب المتنافرين ليكونوا أمة واحدة يتحرر فيها الإنسان من سيطرة كل قوي الظلام.. وها هو ذا في مدينته التي اختارها منذ عشرين عاما للحياة والموت, ومازال يوجع جسده الحصير.. ومازال يقعد في البيت حتي يغسل ثوبه, ومازال يشد بطنه علي الجوع.. ووفود القبائل من هنا وهناك تقبل إليه في الحرير والبرد المنسوج بخيوط الذهب, تلتمس منه أمارة تشير إلي رضاه!.. ويدخل عليه عمر بن الخطاب ليقول: يا رسول الله إن الناس يزيدهم حرصا علي الإسلام أن يروا عليك زيا حسنا من الدنيا فانظر إلي البردة التي أهداها لك سعد بن عبادة فألبسها.. ونظر محمد إلي أبي بكر فيؤيد كلام عمر ويضيف( فليروا اليوم عليك زيا حسنا), ويبتسم نبي الله قائلا:( افعل والله, لو أنكما تتفقان علي أمر واحد ما عصيتكما في مشورة أبدا).. ويقبل الشاعر الكبير كعب بن زهير بن أبي سلمي, وكم تمني رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يكسب الإسلام هذا الشاعر, والشعراء الآخرين الذين تتغني الجزيرة بأشعارهم مثل لبيد, وعمر بن معد يكرب, كما كسب الإسلام حسان بن ثابت من قبل.. لقد تألفت قلوب بعض سادة القبائل بمئات من الإبل وإنه ليبذل أكثر من هذا ليتألف قلوب هؤلاء الشعراء.. فما من سيف أمضي من قصائد الشعراء في المعارك الكبري.. وما من طعنات كانت أقسي عليه من هجاء أعدائه الشعراء! وقام مرحبا لاستقبال كعب بن زهير الذي أنشده قصيدة طويلة بدأها بقوله:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول..
متيم إثرها لم يضر مكبول
ثم مدحه بأبيات كثيرة حتي إذا بلغ من القصيدة قوله:
إن الرسول لنور يستضاء به..
مهند من سيوف الله مسلول
هتف محمد معجبا. فقام إلي كعب يعانقه وخلع عليه بردته.. البردة الرائعة التي أهداها إليه سعد بن عبادة.. وعاد ابن زهير يعلن إسلامه في كل مكان ويكتب القصائد في فضائل الدين الجديد.
بالأمس تم الاحتفال بالمدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام..2013 المدينة دار الهجرة ومهبط الوحي ومدارج النبوة ومثوي رسول الله فيها مسجده الشريف ثاني المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال, والصلاة فيه خير من ألف صلاة فيما سواه, ومسجد قباء حيث الصلاة فيه تعدل عمرة, وبقيع الصحابة والشهداء.. وفي هذه البقعة المباركة قامت أول دولة إسلامية, ومنها انطلقت الدعوة إلي الإسلام, وحتي عندما تحول الثقل السياسي عنها إلي عاصمة الخلافة الأموية في دمشق, ثم العباسية في بغداد ظلت فيها شعلة الثقافة متوقدة علي مر العصور.
أمير الأمراء
من فوق موكب فراره أسقطت طائرات الناتو قذيفتين موجهتين بالليزر وزن الواحدة5 آلاف رطل فاشتعلت الشاحنات المحملة بالذخيرة الحية, فلجأ هروبا من الجحيم يصاحبه ابنه المعتصم ووزير دفاعه وحارسه الشخصي إلي منزل مهجور للبحث عن ماء وكيس مكرونة لسد الرمق والجوع, ويضيق عليهم الخناق فيهرع القذافي عبر ساحة مفتوحة لأنبوب صرف صحي ليصاب بقذيفة في رأسه, ويحيط غضب الثوار بالديكتاتور الذبيح ليخرج الأمر عن نطاق العقل والسيطرة, فيحمل الجثمان الممثل به شبه عار في عربة إسعاف مفتوحة, وكان من قبل زحفه مرتديا قميصا واقيا من الرصاص ومسدسه في جيبه وسلاحه الآلي ملك يمينه.. و..يدفن أمير الأمراء في موطن غامض بالصحراء, لا ناقة فيه ولا جمل, وهو الذي كان يشرب لبنا سائغا من ضرع ناقته الحلوب المصاحبة له أينما حل بخيمته وصخبه ونسوة حراسته الأفارقة في زياراته العالمية!
أنفاق
ويغمر جنودنا أنفاق التهريب والتنكيل والسرقات بالماء فتستورد حماس الشفاطات علي الجانب الآخر لشفط المياه مما يذكرنا بنداء بائع إبر تصليح وابور الجاز زمان المتعلق علي سلم التروماي: هنا توليع وهنا تسليك!
موهيك؟!
العين الطراءة تطرأك من كتر ما عم تقطش وتلحش, حارتنا زغيرة وبنعرف بعضينا, ولابق للشوحة مرجوحة ولأبو بريص قبقاب, شو شفناك فوق وشفناك تحت, أفعت معي روح اندفس نام خد مني ولا تعطيني واسمعلي شوية لخلص حكي.. يا حبيب قلبي أنا خايفة عليك كتير ماتجيلك رصاصة ولا شي مجرم من شي زاروبة, ولا شي حدا يشلحلك مصرياتك, روح انضب في البيت, والله طلع الدم لراسي وانهز بدني وانسدت كل الطرقات بوشي ما عم شوف اللي قدامي بعيوني, وفطسانة من الشوب, ودير بالك علي حالك وامشي من الحيط للحيط, وبلاها الحكي مو مدوزن علي مراءك, إنشالله ريتك تكفني وتقبرني وتدعس علي قبري, ولا بدك شي كام ضربة شحاطة علي راسك ياوش المعزة, لكن قبل ما يصيرشي لازم إلك شغلة يا بك, ما أنا اللي حبيتك ورميت حالي عليك يا بك.. انت اللي قتلت حالك لاطلع فيك نظرة, وأنا كلك علي بعضك ما كنت شايفتك وهللا إذا صرت زلمة معدل أبصير معك متل ما بدك, وهللا إذا أنت صرت منيح أنا كتير منيحة, وكتير صايرة عم مشتقلك ومابعرف ليش إيش لون.. وماشي.. ياخانو ويابيك.. كرمالك.. موهيك؟!!
أتوقع ألا يصدم وقع كلمات الحوار السابقة آذاننا فربما اعتدنا عليها بعدما غزت هذه الأيام لغتنا لمحوها من الجذور, من بعد قبوع جميع أفراد الأسرة علي مدي الأربع وعشرين ساعة أمام شلال المسلسلات وسيل اللقاءات وبرامج الأطفال التركية الناطقة بالشامية, وكأننا لامؤاخذة أصبحنا عاجزين في كل شيء حتي في مجال الدبلجة بلهجتنا المصرية.. موهيك؟!!
الطيبة!
فتحت الباب فقال لي محصل الغاز كل سنة وانت طيبة, ووقفت أشاور للتاكسي فطاردني المنادي كل سنة والحاجة طيبة, ودفعت الأجرة مضاعفة لأني في السنة التي أرادني الأسطي فيها طيبة, ولاقاني الساعي في العمل باللازمة الطيبة, وفي السوبر ماركت شيعت بطيب السنة, وحياني البواب في عودتي بعبارته التي يلقيها جزافا علي مراوح الأيام والشهور والسنين فتجعلها كلها غصبا وعنوة طيبة, وأكل صبي المكوجي ما تبقي من الحساب بالتوازي مع الدفع السنوي غير الطيب.. وقفلت بابي بالطيبة وأنا سنة!!!
ساويرس الذي بكي
في بلدنا نجم كوميديا عالمي.. عادل إمام..كدرناه!.. وعلي أرضنا عقلية اقتصادية عالمية عاشقة لمصر.. نجيب ساويرس.. طفشناه وأبكيناه!.. وعلي ضفاف النيل استوزرنا للثقافة كفاءة عالمية.. فاروق حسني.. قرفناه وطاردناه!.. وفي الأقصر أقام نهضة عالمية.. سمير فرج.. فأقلناه!.. وفي علم الآثار يشار إليه عالميا بالبنان.. زاهي حواس.. حددنا إقامته ومن السفر منعناه!.. وللعدل كانت مستشارة لدستورية عالمية.. تهاني الجبالي.. أطاح بها الشوري بقانون علي مقاسها فتهافتت علي خبراتها الدول الشقيقة بالمناداة!.. وفي الحق كانت صيحة لبي نداءها عالميون.. البرادعي وأبوالغار وعمرو موسي وغنيم.. حائط الصد الذي لم يزل يدرأ بسلاح المقاطعة الفتنة ما بين الأوس والخزرج!
تحذير!
في زيارته الأسبوعية كل خميس لمستشفي القوات المسلحة بالمعادي أطفأ فريد الديب المحامي الشهير السيجار قبل دخول الأسانسير لملاقاة مبارك فوجده حزينا علي مصر وأحوالها مطالبا المصريين بالالتفاف حول الرئيس المنتخب محذرا من الهوة السحيقة التي تنحدر إليها البلاد!!.. وفي المؤتمر العربي الأول لتنمية الوعي القانوني والوطني في بغداد حذر رئيس وزراء مصر الأسبق الدكتور عصام شرف من غياب دولة القانون موضحا أنه رفض أداء اليمين في ميدان التحرير متمسكا بأدائه أمام المجلس الأعلي للقوات المسلحة احتراما للقانون والدستور.. وفي تونس حذر الرئيس التونسي المنصف المرزوقي جماهير بلاده من أن تقع تونس في الهاوية التي وقعت فيها مصر وبقينا في التردي مثلا موضحا أن عملية الانتقال إلي الديمقراطية عويصة للغاية, وأصعب بكثير مما كان يتوقع... وحذر المطران الأيرلندي مالاكي كبير أساقفة مقاطعة أرماج في مخطوطة عمرها8 قرون من أنه من بعد الباباوات ال111 وهذا الرقم كان للبابا بنديتكت الذي استقال لن يكون هناك حبر أعظم في الفاتيكان, وأن البابا رقم112 ستخرب في زمنه مدينة التلال السبع روما لتبدأ نهاية العالم... وحذرت مجلة فوربز الأمريكية من صعود نجم النساء الصاروخي في عالم البلايين بعدما بلغت ثروة ليليان بيتانكون صاحبة مصانع لوريال للصبغات وأدوات التجميل 30 بليون دولار لتغدو أغني نساء العالم متقدمة عن الأمريكية كريستي والتون وريثة متاجر والمارت للأزياء التي بلغت ثروتها28 بليون دولار في الطابور النسائي الطويل الزاحف للتسيد علي الاقتصاد العالمي المكون من138 بليونيرة علي مستوي العالم لا تقل ثروة الواحدة منهن فيه عن20 بليون دولار..
هذا ولم يزل كارلوس سليم اللبناني الأصل صاحب إمبراطورية الاتصالات أغني أغنياء العالم, حيث بلغت ثروته73 بليون دولار متقدما علي بيل جيتس أحد مؤسسي مايكروسوفت صاحب ال67 بليون دولار فقط, في حين شق الإسباني أمانثيو أورتيجا الصفوف من الأرباح التي جناها من محلات زارا للأزياء, حيث بلغت ثروته57 بليونا.. هذا ولم تزل مصر بسكانها البالغ عددهم92 مليونا في انتظار ما تسفر عنه المفاوضات اللامجدية علي مدي عامين مع قرض صندوق النقد الدولي الذي تبلغ قيمته48 مليار دولار, مع التحذير مما سينتهي إليه الحال في غضون ثلاثة أشهر إذا ما أدار لنا صندوق المال ظهره ومضي وبقي لنا الصندوق الآخر لتستخدمه الجماعة عمال علي بطال لإغاظتنا وفلفلتنا وكيدنا.. و.. يا حليلة احنا اللي كسبنا وأنتم لأ!!
علي الرصيف
في قنوات بلدنا اصطدم في الأولي بمذيع يقول عن الأعمي إنه مفتح, وفي الثانية أن الفشل خطوة علي الطريق, والثالثة أن ثورة السولار مفتعلة وأن غالبية الثوار بلطجية, وأن ذنب التحرش يقع علي النساء المتهورات المندسات في الميادين, وفي الثقافية أن الحوار مفتوح من بعد صدور القانون, وفي قناة الذراع السياسية أن الميليشيات ليست بدعة وأنها جاءت وفقا لنص المادة38 التي فسروها بمعرفتهم علي أنه إذا لم تستح فأفعل ما شئت.. أما القنوات الدينية فقد رفعت شعار: من النهاردة مفيش بوليس أنا البوليس.... أغلق التليفزيون وقفز من شرفة الدور التاسع وانطلق يعدو.. شبحا.. تاركا جسده علي الرصيف!
الحلقة الماسية!
كان يوم أسود من قرن الخروب عندما كتبوا فيه اسمي كوزير في كشوف المسئولين الذين يتلقون هدايا الأهرام سيئة السمعة التي لوثت نصف البلد مع طلعة كل عام جديد, وبما أن الوزير منا كان مؤبدا في وزارته لأن طبع الرئيس كان الاستقرار وعدم قلقلة جهاز الحكم, فالبلد لا ينقصها هزات, وبالتالي فكمية الهدايا التي دقت بابي علي مدي سنوات طويلة مصحوبة ببطاقة معايدة أنيقة مع خالص التقدير والاحترام والاعتراف بأيادي البيضاء علي مجريات الأمور كانت كثيرة ومتنوعة وأشهد بحسن اختيارها, ورهافة ذوقها, ودقة تلبيس فصوص مجوهراتها, وحداثة موديلاتها, وعالمية ماركاتها, وندرة خاماتها, وشفافية كريستالها, وخواص تركيبة بارفاناتها الحريمي والرجالي النادرة.. ورغم استهلاك الأسرة جمعاء لغالبية تلك الهدايا والإهداء منها للأقارب والأصدقاء عندما يتكرر الموديل أو يمضي علي موضته العام, فقد كنت مجبرا لا بطل ضمن21 متهما تم رصدهم علي سداد قيمة جميع تلك الهدايا, التي تجاوز ثمنها للمهدي إليهم من أكابر القوم ذوي النفوذ والمخلصاتية في الكشوف100 مليون جنيه من ميزانية مؤسسة الأهرام خلال الفترة من1984 حتي2011, وقسما بالله, وحياة رأس ميدو ابني, لو خيرت لما اشتريت شيئا منها بحر مالي لأن شيئا منها لم يخطر ببالي ولم يكن يلزمني من الأصل, خاصة تلك الشاشة الضخمة التي تصلح لنادي والعربة الإسبور التي لم تعجب ميدو, ولا كل تلك الكرافتات الكلاسيكية الغامقة وكأن جميع خروجاتي جنازات, وكدت مرة ولكني أحجمت في آخر لحظة في إحدي السهرات الحميمية التي تجمعني بموزع الهدايا أن أطالبه باسم محل الساعات التي يشتري منه الطلبية كي أساوم صاحبه سرا في إعادتها أو تبديلها كما كنا نفعل بساعات دول الخليج والإمارات قبل أن يتنبهوا فيها إلي فعلتنا فأصبحوا يطبعون فيها صورة الأمير أو الملك بالميناء علي واجهتها فيتم رصدها لتبقي في حوزتك كالرصد والعمل الرضي.. ولا كان يخطر علي بالي حيازة ذلك الكوليه الألماظ بفصوص الزفير الذي كانت تضعه حرمنا وهي لم تزل شابة حول جيدها الناصع في السهرات فأفاخر بها وبه, أما الآن وقد تهدلت رقبتها لينغرز الكوليه بين طياتها فإنني أستعيذ بالله من شر وسواس خناس يأتيني مع السرحان بمشهد رومانسي لحرمنا المصون التي عقدت خلقها وخلقتها وقد ابتلعت طبلة ديك رومي فوقفت في حلقها ليتعرض شهيقها وزفيرها للضغط من جراء الحلقة الماسية من الخارج والطبلة الاحترازية من الداخل.. والعياذ بالله!!
بدون محرم
تسبب راكب سعودي هذا الأسبوع في تأخير إقلاع طائرة داخل بلاده لعدم وجود محرم مع المضيفة, وأصر ضاربا بعرض الحائط بمسألة التوقيت ومصالح الركاب, علي طرد المضيفة الناشز خارج الطائرة.. وكانت المطرودة قد بدأت عملها بالفعل في تأدية حركات الإنقاذ المتعارف عليها!!! وهنا لنا وقفة نستظل فيها كنسوة كسيرات الجناح تلاحقهن أبالسة التحرش بمظلة غضبة الجيش والشرطة معا التي كشرت عن أنيابها لمجموعات الميليشيات المسلحة التي بدأت طلائعها, تظهر بفورية ممنهجة في الطرقات, تلبية لقرار النائب العام, بإعطاء المواطنين حق الضبطية القضائية, مناشدة المواطنين ذوي النزعة الإسلامية الحرة, بتدوين أسمائهم كأعضاء جدد في الكشوف الغيورة علي دينها في المساجد..
وفي وقفتنا هنا بلا محرم نتساءل: إذا ما اتسعت دوائر مثل هذا التفكير والتكفير التي تواصل اتساعها وتغولها في بلادنا بلا رابط فكيف تستطيع ملايين المصريات التوجه بمفردهن إلي أعمالهن في المكتب والمصنع والجامعة والمستشفي ومجلس الشوري ورئاسة الجمهورية, خاصة إذا ما كان الزوج قد توفاه الله أو رمي عليها يمين الطلاق, أو زهق وخرج ولم يعد, أو يفضل الجلوس في البيت, أو ذهب يا مسلمين يا موحدين بالله إلي عمله مثل زوجته ليستطيعا بمرتبيهما معا النجاة من بلدوزر الفقر الذي يدهس في طريقه كل شيء..
http://sanaaelbssi @ymail.com


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.