جنة ومنة وشهد.. ثلاث زهرات صغيرات ورثن موهبة الرسم والتلوين عن جدهن الفنان التشكيلي الكبير محسن درويش الذي حرص علي رعايتهن ودعمهن ومتابعة إبداعاتهن وتشجيعهن علي ممارسة هوايتهن.. والنتيجة كانت مجموعة رائعة من اللوحات بألوان الماء والشمع والرصاص والفلوماستر, يرسمن فيها الزهور والحدائق والناس في حياتهن اليومية وفي احتفالاتهن بشم النسيم وعيد الأضحي والمولد النبوي الشريف, وتنبض لوحاتهن بالحياة والحركة, وتنطق ألوانهن بالجمال, وتظهر قدرتهن علي استخدام الألوان المائية رغم صعوبتها. وبالرغم من أن هؤلاء الزهور الموهوبات وجدن فنانا كبيرا يرعاهن بحكم القرابة; إلا أنه يجب أن نتساءل: ماذا عن المواهب الأخري التي لم تجد من يرعاها؟ وهل المشرفون علي التربية الفنية بالمديريات والإدارات التعليمية والمدارس يقومون باكتشاف الموهوبين ورعايتهم؟, وهل توفر المدارس لهم الفرصة لممارسة هواياتهم؟ ربما تكون هذه التساؤلات ترفا ورفاهية في ظل الظروف التي تمر بها البلاد الآن, لكن ذلك مردود عليه بأن جدران مصر وأسوارها تشهد بأهمية الفن الذي كان له أثر كبير في إشعال الثورة والتعبير عنها من خلال الجرافيتي, الذي رسمه شباب وصغار استخدموا مواهبهم في التعبير عن ثورتهم. كما أن رعاية الموهوبين فنيا بالمدارس سترتقي بالعملية التعليمية والتربوية, ولن تمثل تكلفتها شيئا يذكر, ويمكن عمل معارض بالمدارس لعرض الناتج الفني للموهوبين, وتزيين الجدران والفصول بإبداعاتهم, وفي هذه الحالة لن يبخل فنانونا التشكيليون برعاية هذه المواهب حتي يظهر جيل جديد من المبدعين الذين هم ثروة هذا البلد.