يتساءل المصريون المغتربون في المملكة العربية السعودية عن دور الإعلام المصري الرسمي الضائع في فضاء مشحون بالغضب والفوضي والعشوائية التي تصدرت كامل المشهد الإعلامي , خاصة في ظل عدم الشعور بالقناة الفضائية المصرية التي تقاعست عن تقديم صورة مصر التي يفتقدونها, ومن ثم أصبح لا سبيل لهم إلا التوجه لقنوات أخري كالجزيرة والعربية, وأحيانا القنوات المصرية الخاصة كالحياة والمحور ودريم. وخلال زيارتي للملكة العربية السعودية لأداء مناسك العمرة فوجئت وكثيرون مثلي بأنه لا تواجد للفضائية المصرية بالشكل المطلوب كما تبدو متابعتها ضعيفة جدا من جانب هؤلاء المغتربين المصريين الذين حاولت الاستفسار منهم عن الوسيلة الإعلامية التي تربطهم بمصر وهم في' المدينة المنورة' أو' جدة' أو بداخل' مكة' وجاءت الإجابات واحدة لتعبر عن شعور بالأسي لعدم ارتباطهم بقناة مصرية تتبع الإعلام الرسمي كي تلبي رغباتهم وتعبر عنهم ويجدون فيها ضالتهم في متابعة شئون وشجون بلدهم خاصة في تلك الآونة التي تتسم بالأحداث الساخنة والمتلاحقة. وحول الإعلام المصري وكيف يراه المغتربون كانت لنا تلك اللقاءات التي يعبر فيها عدد من المغتربين المصريين هناك عن رؤيتهم للإعلام المصري في المكان الذي يعيشون فيه بعيدا عن بلدهم: يقول' أحمد عبيد': أتابع قنوات الحياة والمحور ودريم وأجد من خلالها تغطية وافية لكل ما أريد معرفته, وذلك من خلال برامج' التوك شو' اليومية وأحرص علي ألا يفوتني برنامج' العاشرة مساء' للإعلامي وائل الإبراشي الذي ينقل كل صغيرة وكبيرة ويشبع رغبتي في التعرف علي التفاصيل في بلدي مصر وأنا بعيد عنها, وأضاف: من البرامج التي أهتم بمشاهدتها أيضا' البرنامج' لباسم يوسف علي قناةcbc, فهو برنامج مختلف وغريب لم أشهده من قبل في جرأته وأسلوبه الساخر في برامج أخري. ومن جانبه يقول حسن علوي: أتابع الأخبار بشكل مهني من خلال القنوات المصرية الأولي والفضائية المصرية, ولا أعتقد أنه ينقصني شيء لمعرفة الأخبار مادامت قد تابعتها من خلال هذه النشرات, ولكن هذا فقط هو كل ما أستطيع الاستفادة به من الفضائية المصرية, وكنت أتمني آن أشاهد علي شاشتها ما يغنيني من برامج عن الشاشات الأخري كقنوات' دريم والمحور وcbc' التي أتابع' التوك شو' من خلالها, وأعتقد أنه قد تكون هناك مزايدات من جانب القائمين علي بعض البرامج, نعم هناك بعض التهويل وإن كنت غير قادر علي الحكم لابتعادي عن الأحداث في مصر ولكنني أقارن بين كم الفروق بين ما تعرضه القنوات الأولي والفضائية والقنوات الخاصة, ولذلك أشعر ببعض التهويل في القنوات الخاصة, كما أعتقد أن بعض النخب السياسية تجد طريقها الأسهل والأسرع في القنوات الخاصة لتوافر ظهورها علي شاشتها. أما' سليم عبد الله' فيتمني تفعيل دور الفضائية المصرية, ويقول: أعتمد في متابعتي لها من خلال النشرة الإخبارية فقط, ولكن لابد من توفير برنامج' توك شو' علي شاشتها بحيث تنافس القنوات الخاصة التي تجذبنا, فبرغم من التغيير الذي ألحظه خلال الفترة الأخيرة إلا أنني أطالب بالمزيد من أجل الاعتماد علي قناة مصرية رسمية نثق فيها وفي ما تعرضه لنا ونذهب إليها دائما في كل التوقيتات, خاصة أن هناك بعض البرامج التي ترسم صورة غريبة لمصر وبعيدة تماما عنا ولذلك فالملاذ الحقيقي هو قناة مثل' الفضائية المصرية' ولكن بتفعيلها بشكل مهني. وعلي ذات الدرب يبدي المواطن' جمال جاويش'الدهشة والعجب من أخبار كثيرة يراها بالقنوات الخاصة ويغفلها التليفزيون المصري خاصة' الفضائية المصرية' ويري أن هناك حالة اختلاف كبيرة بين ما تعرضه الفضائية المصرية وما تعرضه القنوات الخاصة, فلماذا لا تضعنا الفضائية المصرية في اعتبارها وتتوجه لنا بما يغنينا عن مشاهدة غيرها مما قد يثير الفتن والقلق. ويشعر بالمتاهة' صادق علي' بسبب ما تقدمه القنوات المصرية لذلك ينتابه شعور بالتوجه فقط للقنوات الرسمية كالأولي والفضائية حيث يجد فجوة كبيرة بين الاثنين, فجوة ما بين الهدوء والقلق والتوتر, ولذلك فيتمني أن يكون هناك خط وسط ومتوازن من خلال قناة مصرية تستطيع تحقيق تلك المعادلة في عدم الاستهانة وعدم التهويل وقد يتحقق ذلك أحيانا ولكن ليس في كل الأوقات وهذا الشعور لا يحسه إلا مغترب بعيد عن الوطن.