استطاعت المذيعة دينا عبدالرحمن أن تجعل لبرنامجها «صباح دريم» مذاقا خاصا بفضل الأداء المتزن بعيدا عن المبالغة أو الاستعراض، وبلغة يمكنها اختراق الطبقات الاجتماعية والثقافية المختلفة، ونجح البرنامج في أن يقاوم موجة التراجع التي داهمت الكثير من البرامج الصباحية، دينا تؤمن بدورها كمذيعة وترفض فكرة المذيعة النجمة، ومن هنا تضع الكثير من ضوابط لشكل ظهورها على الشاشة، كما تفرض عشرات المحاذير على فكرة تعاملها مع الصحافة، ورغم ذلك اختصت «الشروق» بهذا الحوار الذي تكشف فيه عن العديد من الآراء والأخبار التي تعلنها لأول مرة. في البداية سألناها عن كيفية الصمود أمام موجه هبوط برامج التوك شو الصباحية؟ أجابت.. لا أعلم إن كان هناك تراجع فى برامج التوك شو الصباحية وليس لدى تقرير موثق من جهة ما اعتمد عليه في إطلاق هذا الكلام، ولكن لدى مؤشراتي التي اعتمد عليها في القول بأن برنامجي يحقق مساحة جيدة بالتواصل مع المشاهدين سواء في مصر أو الدول العربية، وأعتقد أن هذا يرجع لأننا كفريق عمل نتعامل مع البرنامج باهتمام شديد، ولا نترك أى تفصيلة إلا وقمنا بدراستها والتدقيق فيها سواء كانت معلومة أو خبر أو ترتيبا مسألة الضيوف والاتصالات التليفونية، أو ما يتعلق بجماليات الصورة. ولكن هناك من يرى أنك تقطعين الحديث على ضيوفك خاصة مع الاتصالات التليفونية؟ أغلق مجال الحوار عندما أشعر بأنني التقط النقاط التي تخدم الموضوع المطروح، وما يأتي بعدها هو مجرد تكرار أو تأكيد على نفس المعنى، أو عندما أشعر بأن المتحدث أخذ مساحة كبيرة من الوقت ولم يضيف الكثير وبدأ يجور على وقت البرنامج، لأن دوري تنظيم الوقت بين فقرات الضيوف بحيث لا يجور أحد على الآخر، ولكن هناك بعض المسئولين والشخصيات المهمة التي تشتبك مع القضية المطروحة في البرنامج، وتريد أن تتحدث كما تشاء دون أن نحاورهم أو نراجعهم فى معلومة، وهؤلاء هم من يرون أنني أقاطع الضيوف. ومتى تنحاز دينا عبدالرحمن لأحد أطراف القضية المطروحة؟ أنحاز في حالة واحدة، وهى في حالة غياب أحد أطراف القضية التي نطرحها، ومن هنا أحاول القيام بعرض وجهة النظر التى غاب أصحابها حتى لا يتحول البرنامج لعرض بيانات جهة ما. وأنا أعتمد على دراستى للموضوع الذى نطرحه والمعلومات التى أذاكرها مع فريق الإعداد قبل الحلقة، وأرفض لعب دور المذيعة على الشاشة، كما أرفض فكرة أن تكون المذيعة مجرد واجهة يحركها آخرون من خلف الستار، ومن هنا أخوض كل يوم مغامرة إدارة الحوار وأتحمل وحدى نتائجها ومسئوليتها. البعض يأخذ على صباح دريم غياب النجوم؟ النجم عندي هو المشاهد والموضوع الذي يهمه، ويسعى لمعرفة تفاصيله وتداعياته بموضوعية ودون تحيز لوجهة نظر محددة، وأنا قدر الإمكان أستعين بضيوف هم نجوم في مجالاتهم من خلال فقرة فنجان شاي التي تستضيف نجوما مصرية حقيقية فى الأدب والثقافة والفكر، أما إن كنت تسأل عن نجوم الفن والرياضة، فأعتقد أنه من الصعب عليهم النزول في الصباح الباكر للظهور في برنامج تليفزيوني. معظم برامج التوك شو أغلقت نفسها على مناقشة قضايا شديدة المحلية فكيف يكون لبرنامجك بعد عربي بحكم إذاعته على قناة فضائية؟ تنبهنا مبكرا إلى أننا قنوات يشاهدها كل العرب على القمر الصناعي المصري، ومن هنا خصص برنامج «صباح دريم» فقرة أسبوعية لمتابعة الأحداث المهمة في الدول العربية، وناقشنا تجربة الانتخابات في تونس، والتجربة الديمقراطية في الكويت، واليمن، وحالة الانفتاح الإعلامي في السعودية، وتابعنا الأحداث في ليبيا والجزائر وسوريا والأردن. وماذا عن أقاليم مصر بعيدا القاهرة والإسكندرية؟ نحاول من خلال فقرة «ديوان المظالم» أن نقدم مشاكل وهموم المواطن المصري في الأقاليم، وقدر الإمكان اشتبكنا مع القضايا والأحداث المهمة، ومن هنا كان لمحافظات مصر المختلفة ظلال في «صباح دريم» وأن كانت طموحاتنا أكبر مما تحقق ولكننا نحاول ويكفينا شرف المحاولة. وهل يفرض عليكم مناقشة موضوع بذاته فى وقت من الأوقات؟ نختار موضوعاتنا من خلال اهتمامات الناس والتي تعبر عنها الصحافة اليومية، ودون تدخل من احد، ولا يتدخل أي طرف فيما نقدمه في البرنامج، ونحن بطبيعة الحال نلتزم بمعايير إعلامية تجعلنا نتجنب الصدام ولكننا في دريم نختلف ونتفق بينما يظل هناك إيمان من الجميع بأن المذيع لن يستطيع تقديم موضوع هو نفسه لا يؤمن به ولا يستشعر أهميته، ومن هنا لم يفرض علينا احد استضافة شخصية معينة أو الحديث فى موضوع بذاته. تنتمين لمدرسة كلاسيكية في الأداء بما يتعارض مع التلقائية التي تتمتع بها برامج التوك شو فهل هذا بحثا عن الاختلاف؟ في الحقيقة أنا لا انتمى لمدرسة فى الأداء ولكنى أحاول تقديم البرنامج وفق رؤيتي، وبما يتناسب مع الموضوع المطروح، وأتعامل مع الأمر بشخصيتي الحقيقية، ولا أتقمص شخصية مختلفة على الشاشة، ولا أتعمد أن أكون مختلفة، وأترك الحكم للمشاهدين، وهم من يقرر إن كانوا سيقبلونني أم سينصرفون عن متابعة برنامجي. وأين تقف دينا وبرنامجها بين نجوم التوك شو؟ لا أهتم بأمور النجومية التي يتمتع بها بعض مقدمي البرامج ولا تشغلني هذه الأمور إطلاقا لأنني أرى أن هذه النجومية ليست لمقدمي البرامج، وإنما هي أمر يمكن أن يتمتع به الممثلون والمطربون وغيرهم من أهل الفن، ولكن من وجهة نظري فإن اهتمام المذيع أو المذيعة يجب أن تنصب على تقديم أشياء تهم الناس، وتقدم لهم الخدمة والمعلومة، وتصل بصوتهم وأحلامهم لصناع القرار، وتقديم حلقة جيدة يمثل بالنسبة لي متعة خاصة، ودعني أقول إن بعض المذيعين يقوم بأشياء ربما تكون خارجة عن حدود عمل المذيع من أجل التمتع بهذه النجومية، وأنا ضد هذا الاتجاه على الشاشة العربية. ألم تفكري في الانتقال إلى برنامج مسائي حيث نسب المشاهدة الأعلى؟ تلقيت عروضا عديدة من قنوات عربية ومصرية لها وزنها، ولكنى أفضل أن تكتمل تجربة «صباح دريم» لأن البرنامج كان فكرتي في الأساس وكنت من البداية متحمسة لها بشدة ويصعب على أن أتركها، وكذلك استشعرت وجود جمهور ينتظر البرنامج ولا يمكن أن أخذله بعد الدعم الذي قدمه لي على مدار ثلاث سنوات ومن هنا لم أرد وأد التجربة وهى مازالت في البداية. وأي من برامج التوك شو الأخرى تحرصين على متابعتها؟ لا شاهد برامج التوك شو الأخرى لأنني أخاف أن أتأثر بها أو أقع فى فخ المنافسة الذي قد يفقد برنامجي خصوصيته ونظامه الذي اعتاد عليه الجمهور وأحبه كما هو، ولكنى أتابع أخبار برامج زملائي في القنوات الأخرى عبر ما تنشره الصحافة.