علت الأصوات خلال الفترة الماضية بين عدد من الإعلاميين للمطالبة بضرورة ربط مصر بدول القارة الأفريقية وهو ما يستلزمه ضرورة التواجد بشكل فعال لشئون قارة أفريقيا علي الشاشات المصرية وهو أمر غير متوفر الآن بشكل مناسب. وعن ذلك يقول د.عبد الله زلطة أستاذ الإعلام بكلية الآداب جامعة بنها: إنه من خلال متابعته للمواد الإخبارية والبرامج السياسية وغيرها في التليفزيون المصري فقد لاحظت قصورا شديدا في الإهتمام بالقضايا الأفريقية رغم أهمية القارة الأفريقية كعمق استراتيجي لمصر وبصفة خاصة فيما يتعلق بقضية مياه وادي النيل ومنابع النيل فهي إحدي القضايا التي يجب الإهتمام بها وإبرازها وقد يكون هناك برنامج وحيد بإذاعة البرنامج العام وهو برنامج أسبوعي يبث منذ سنوات ولكنه عير كاف لتغطية كل الأمور في الشأن الافريقي, كما يلاحظ القصور الشديد في التليفزيون المصري باستثناء قناة النيل للأخبار التي تقدم برنامجا أسبوعيا عن القارة الأفريقية وهو أيضا غير كافي, ولذلك فلابد ان يكون هناك توجيه من جانب وزير الإعلام صلاح عبد المقصود وإسماعيل الشيشتاوي رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون لرؤساء القطاعات بالإهتمام بقضايا أفريقيا علي الشاشة وتدعيم العلاقات المصرية الافريقية بشكل دائم وليس في المناسبات فقط, ويضيف: لقد بدأت شبكة الإذاعات الموجة في مصر عام1953 ببرنامج موجه إلي أفريقيا وكان يجب ان يستعد المجال خلال الستين عاما الماضية ويتصاعد الإهتمام ولا يتوقف عند برنامج ولكن يا حبذا لم تم إنشاء قناة تليفزيونية تخاطب القارة الإفريقية. واتفق معه د.محمد معوض أستاذ الإعلام بجامعة عين شمس قائلا: انتمائنا الأول عربي ثم أفريقي وهو انتماء أساسي ومصالحنا الأكبر مع القارة الأفريقية ويقوم اتحاد الإذاعة والتليفزيون بوزارة الإعلام بعمل دورات تدريبية للأفارقة ليكتسبوا الخبرات ونساهم في تأسيس محطات إذاعية وتليفزيونية لديهم وعوامل أكثر من ذلك تشجع علي أنه لابد من ربط التواصل معهم ولابد من التوجه لهم بقناة خاصة لتعميق العلاقات المصيرية الأساسية بين مصر ودول القارة الأفريقية وهو ما أكده د.ناصر فرغل كبير معدي قناة القاهرة يقول: تقدمت بمشروع متكامل لوزير الإعلام صلاح عبد المقصود لإنشاء او تحويل مسار إحدي القنوات المكررة والمتشابهة لتكون موجهة إلي أفريقيا لتكون أول قناة في الشرق الأوسط تتخصص في قضايا الشأن الأفريقي فلن يتصدي لهذه الفكرة إلا قناة تتبع إعلام الدولة, وذلك بناء علي ما أوصت به دراسة قمت بها بضرورة إطلاق مصر لقناة فضائية أفريقية موجهة لأفريقيا لخدمة قضاياها, وكانت الدراسة حول التناول الإعلامي للقضايا الأفريقية في القنوات الفضائية وكشفت عن قصور شديد في تغطية قناة النيل للأخبار في متابعة أحداث القارة الأفريقية بما لا يتناسب مع مستوي العلاقات السياسية والاقتصادية والتاريخية مع دول القارة بعكس الاختلاف الشديد عما نادت به ثورة 25 يناير, ووجدت ان قناتي النيل للأخبار والجزيرة تعتمدان علي مصادر الاخبار الغربية بشكل كبير وخاصة وكالات الأنباء الأربعة الكبري, وقد أوصت الدراسة بضرورة تعميق دور الاعلام العربي باتجاه أفريقيا وتفعيل العلاقات الإعلامية ونشر عدد أكبر من المراسلين بدول القارة الأفريقية وخاصة دول حوض النيل وضرورة الاعتماد علي المصادر المحلية الوطنية.