اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس إسرائيل أمس بأنها تريد نشر الفوضي في الأراضي الفلسطينية, مؤكدا أن وفاة المعتقل الفلسطيني عرفات جرادات لا يمكن أن تمر ببساطة. وقال في خطاب في مقر السلطة الفلسطينية في رام الله, إن الاسرائيليين يريدون الفوضي عندنا, ولن نسمح لهم بذلك.وبعدما اشار الي ان الفلسطينيين يمرون بايام صعبة, اكد الرئيس الفلسطيني قضية مقتل جرادات لا يمكن ان تمر ببساطة وأن السلطه لن تسمح بان يقضي الاسري حياتهم وعمرهم في السجون.واضاف, نحن نريد السلام والحرية لاسرانا ومهما حاولوا ان يجرونا لمخططاتهم لن ننجر. في حين, دعا مسئولون اسرائيليون أمس السلطة الفلسطينية الي السيطرة علي المتظاهرين, بعد أن اشتدت حدة التوتر بين متظاهرين فلسطينيين وقوات الجيش الاسرائيلي, عقب وصول جثمان الاسير الفلسطيني عرفات جرادات إلي مسقط رأسه بقريه سعير بالضفه الغربيه, وطالب مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي في القدس بمنع التحريض والعنف اللذين لن يؤديا الا لتفاقم الوضع الحالي, في اعقاب وقوع اشتباكات بين عشرات الشبان الفلسطينيين و قوات الأمن الاسرائيلية في قرية بيت عينون بالضفة الغربية قرب قريه سعير. و أكد عيسي قراقع وزير شئون الأسري في السلطة الفلسطينية أمس الإصرار علي التوجه إلي المحكمة الجنائية الدولية بالتنسيق مع السلطة لمقاضاة المسئولين الإسرائيليين الذين تسببوا في قتل الأسير عيسي جرادات, مؤكدا أنها جريمة قتل كاملة الأركان وفقا لنتائج عمليه التشريح الطبي التي تظهر بوضوح انه قتل نتيجة التعذيب. وقال قراقع إنه أجري مشاورات مع أكثر من مؤسسة حقوقية دولية أبدت تأييدها لمساعدة وملاحقة الاحتلال الإسرائيلي في المحاكم الدولية, مضيفا, هذا حقنا وحق أسرة الشهيد جرادات ولن نسكت عليه, مشيرا إلي أن تهمة جرادات التي قتل بشأنها علي يد المحققين الإسرائيليين هي رشق حجارة علي سيارات تابعة للاحتلال الإسرائيلي. و-توعد الجناح العسكري لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالرد علي مقتل الاسير الفلسطيني, وقال البيان الذي وزعته كتائب شهداء الاقصي في قرية سعير قرب الخليل جنوب الضفة الغربية, إن هذه الجريمة البشعة لن تمر دون عقاب ونتوعد الاحتلال الصهيوني. وفي الوقت الذي انتشر عدد من النشطاء الملثمين والمسلحين من الحركة علي اسطح المنازل في القرية, توجه الاف الفلسطينيين الذين حمل معظمهم الأعلام الفلسطينية وأعلام حركة فتح للمشاركة في جنازة جرادات, بينما انتشرت قوات الامن الاسرائيلية خارج القرية تحسبا لوقوع مواجهات بعد الجنازة. وعلي صعيد آخر, ذكرت مصادر اسرائيليه ان قوات الجيش أعلنت حالة التأهب القصوي, وكثفت من وجودها في أنحاء متفرقة من الضفة الغربيةالمحتلة استعدادا لاي مظاهرات تتزامن مع تشييع جثمان الشهيد عرفات جرادات وأضافت, ان جيش الاحتلال عزز قواته بصورة اكبر في الخليل جنوب الضفة حيث يشيع الجثمان وأقامت عددا من الحواجز العسكرية علي مداخل رئيسية بالمحافظة. وفي سياق متصل, أكدت لجان المقاومة الفلسطينية في غزه, أن التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي أصبحت هشة بعد قتل الأسير عرفات جرادات في سجن مجدو,وشدد أبو مجاهد الناطق باسم لجان المقاومة علي أن هذه التهدئة لن تكبل يد المقاومة إذا ما أتيحت أية فرصة لتحرير الأسري, معتبرا اغتيال جرادات جريمة نفذها الاحتلال ليعرف ردة فعل الفصائل والشعب الفلسطيني تجاه الأسري وما يحدث لهم في السجون.مؤكدا أن كل الخيارات لدي المقاومة باتت مفتوحة تجاه تحرير الأسري, والمقاومة ستنصرهم بكل ما تملك من وسائل بغض النظر عن أية تهدئة. في الوقت نفسه, قال صلاح البردويل القيادي في حركة حماس, خلال مسيرة في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة, نحن علي مشارف انتفاضة فلسطينية جديدة بعنوان انتفاضة الأسري, مطالبا الشعب الفلسطيني بالمشاركة الفاعلة في جميع النشاطات الجماهيرية دعما لقضية الأسري في سجون الاحتلال. وطالب المقاومة الفلسطينية بالعمل علي خطف جنود إسرائيليين ومبادلتهم بأسري فلسطينيين لتحرير الأسري من سجون الإحتلال.ودعا السلطة الفلسطينية إلي مقاطعة المفاوضات السرية والعلنية مع الاحتلال, ومن جانبها, دعت حركة الأحرار في قطاع غزة إلي مواصلة الانتفاضة الثالثة التي انطلقت شرارتها في الضفة الغربية, وطالبت بإطلاق يد المقاومة في الضفة الغربية. من جهته قال رئيس البرلمان العربي احمد محمد الجروان إن سلطة الاحتلال الصهيونية قامت وتقوم بمخالفة التزاماتها لاتفاقيات جنيف والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الأسري والمعتقلين,ودعا المنظمات الدولية لتحمل مسؤولياتها لإطلاق سراح الأسير الفلسطيني سامر العيساوي وزملائه المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الصهيوني. كما أدانت منظمة التعاون الإسلامي مقتل الأسير الفلسطيني, وحملت المجتمع الدولي مسئولية الضغط علي إسرائيل للافراج عن الأسري الفلسطينيين.واستنكر الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلي بشدة وفاة الأسير الفلسطيني عرفات جرادات في السجون الإسرائيلية.