تصور انك تمر بظرف طارئ ووجدت اى جوارك اهلك وعائلتك يسالون عنك ويطمئنون عليك... تصور ان عائلتك تمتد من الخليج الى المحيط وانهم رسموا بكلماتهم وأمنياتهم دائرة أنت فى مركزها يتمنون لك كل الخير... انا تصورت ذلك خلال اليومين الماضيين رغم ان المى كان شخصيا.. ولم يكن بحجم الام اخرين يعيشون بيننا وربما لا نراهم رغم انهم ملئ العين والبصر.. ما بالنا بالام شعوب تتوجع وتئن من الظلم والفساد والاضطهاد على يد طغاه فى الداخل وطامعين معتدين اثمين من الخارج تصور اننا فى بلادنا كافراد وجماعات تمكنا ان نعيش على قلب رجل واحد.... فكيف نكون وكيف ينظر الينا غيرنا.... تصور انك تنتقل من عاصمة عربيه الى اخرى دون ان تطلب منك تأشيره... تصور انك ستجد فرصه ثانيه تثبت فيها وجودك فى مكان اخر بين أخوه يتحدثون نفس لغتك بلا عناء... تصور انك ستجد من يدعمك اذا كنت فى احتياج.... او انك ستجد من تدعمه اذا كانت لديك الرغبة.... تصور ان فرص ابنائك فى التعليم والسكن والعلاج والعمل والسياحة تمتد من حيث شروق الشمس على خليج العرب الى حيث مغربها فى مياه الاطلسى .... هذا ما دار بخلدى اثناء مرض يوم واحد... فما بالنا على مدى مئات السنين نحلم وتتكسر احلامنا على صخور قلوب وعقول اهلكتها الانانيه والتلاعب بمشاعرنا.. لم لا نحاول ان نلمم ما تكسر ؟؟... لم لا ننظر الى الامام ونجرى باقصى سرعه لنلتقى ولو من خلال منتديات الانترنت لم لا نتعارف ونتالف دون صراع ايديولوجى ثبت فشله او انحرف عن مساره.. او حتى تحطم بفعل العماله الداخلية وقوى الشر الاجنبيه.. لم لا نحلم حلما جديدا لم لا نفكر فى مسار جديد.. لم لا نتواضع امام افكار اخرين يعيشون معنا ونعيش معهم.. لم لا نعلى قيم الانسانيه على كل قيم.. الاسلام والمسيحيه روحنا والعروبه جسدنا... نعلى شان الدين ليسمو فوق كل شيئ نستمد منه قوانين حياتنا... دون مذهبيه او طائفيه... بالاتفاق وليس بالقوه... ونتعامل بقيم العروبه فى الحرب والسلام مع جيراننا... الاصدقاء والاعداء... نعترف بحقوق اخرين من غير العرب فى حياه حره كريمه كشركاء فى الوطن واخوه فى المصير... نحب لهم ما نحب لانفسنا مشكلتنا الاساسيه لم تاتى من بين ظهورنا كأفراد ولكنها دائما كانت تأتى ممن رغبوا فى ركوب مطالبنا لتحقيق أمجاد شخصيه او امتيازات عرقيه.... مشكلتنا ان كلا منا أصبح لا يصدق الأخر... بل يكذبه ويخونه ومن السهل ان يبيعه... او حتى يتنازل عنه دون مقابل وربما دفع هو للغريب الجاحد حتى ينتهى من شقيقه . احلامنا كمواطنين عرب بسيطه وعميقه.. دون الاستناد الى فكر مسبق مهما كانت عظمته... احلامنا بسيطة لا تتعارض مع طموحات سكان القصور وأصحاب العروش... بل انها ستثبت عروشا عادله وتحمى قصورا محرره.... مطالبنا كأفراد وجماعات بسيطه تتمني تحقيق التقارب والتقريب بين وجهات النظر والنظر الى الإمام بعيون لم تفقد بصيرتها بايديولوجيه جامده او فكر متحجر.... فقط نتعاون فى كافه المجالات بمنطق المصلحة. المزيد من مقالات ابراهيم سنجاب