حسن عز الدين يوسف مالك شهرته حسن مالك.. هو أحد أبرز رجال الأعمال المنتمين لحركة الإخوان المسلمين, لديه صروح اقتصادية عملاقة, وهو رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لتنمية الأعمال ابدأ . يعمل في صمت ودأب وصبر, لا يحب الأضواء ولا يحب صخبها.. يتكلم بهدوء ورزانة وتحفظ.. يخفي أكثر مما يبوح ويصمت أكثر مما يتكلم.. لديه أسرار.. وأسرار.. يزن كلماته بنظام عقلي حريص.قد يكون لنشأته الأولي في حي الأزهر ورحاب الحسين, حيث كان والداه هناك من كبار التجار, قد أضافت علي سماته الشخصية حب مصر المدنية.. الوسطية.. التاريخية.. السمحة.. تشعر أنه يقدر معني القاهرة ويحملها بداخله, برغم انتمائه السياسي. في أثناء الحوار, قفزت إلينا كلمات العظيم نجيب محفوظ في إحدي رواياته حب الحياة نصف العبادة, وحب الآخرة نصفها الآخر. بدأ الحوار.. الوقت المحدد لم يكن كافيا لهدير الأسئلة.. لم يتخل عن ثباته وحرصه, برغم محاولاتنا المستمرة للبحث عن أرض أبعد مما نقف عليها.. ونريد الوصول إليها.. بصراحة قال: الأزمة كبيرة, والمرحلة حرجة, والوضع صعب, ولكنه متفائل. وبهدوء قال: مستعد لطرح مبادرة علي الإعلاميين من أجل مصلحة الوطن.. وباستنكار قال: لم أسمع أن الاحتياطي النقدي سينتهي خلال شهرين. وبصراحة قال: لا يملك أحد التنازل عن حق الدم. وبحزم قال: من يرفض الحوار, فعليه تحمل المسئولية التاريخية تجاه الوطن في مرحلة لا تتحمل رفاهية تعطيل الإنتاج. وإليكم نص الحوار.. يلاحظ الجميع ندرة ظهورك الإعلامي لماذا؟ لأن هدفي الأساسي هو العمل من أجل مصلحة البلد وتنميته في هذه المرحلة الحرجة, بالإضافة إلي أنني لا أتوجه بالحديث بصفة مستمرة إلي وسائل الإعلام لأن تسييس مهنة الإعلام في رأيي يؤدي أحيانا إلي تغيير بعض الحقائق وعلي الرغم من تقديري واحترامي لكل وسائل الإعلام إلا ان الكثير منها لا يمارس عمله بحرفية. ما هو وصفك للأزمة الاقتصادية في مصر حاليا؟ يجب أن نعرف أولا اين نقف حتي لا نجلد أتفسنا وخاصة أن مصر خارجة من ثورة بوضع اقتصادي حرج أرتفع فيها الدين الخارجي, بالإضافة إلي أن الدعم يكلفنا ما يبلغ80% من ايرادات الدولة, وكذلك زيادة نسبة البطالة وازدياد حجم استيرادنا عما نصدره فنحن بلد عليه التزامات كثيرة وعلينا ايضا ديون مرتفعة, في ظل احتياطي نقدي متدهور, وبالرغم من ان انخفاضه في السبع شهور الماضية كان أقل بكثير مما كان عليه طوال العامين الماضيين فانخفاض الاحتياطي النقدي حاليا ليس سريع وانما أقل بصورة كبيرة مما سبق. وهل يعني ذلك أن الأزمة صعبة والوصول بها لمرحلة الأمان أمر صعب؟ مصر اقتصاديا قابلة للنهوض من خلال امكانياتها وفرصتها العالية. كيف نحقق ذلك النهوض ومتي يكون واعدا؟ بأن يعرف المصريون ان بلدهم ستنهض بهم ويعلموا اهمية التوافق والاستقرار السياسي والعمل والانتاج وإذا تم ذلك فستمر مصر بسهولة جدا في هذه المرحلة. فاعتمادنا علي أنفسنا وارد وكل ما علينا حاليا أن نعمل وننتج. إذن تري ان الاستقرار السياسي شيء مهم للنهوض بالاقتصاد؟ نعم يجب ان نستقر سياسيا ونستكمل المؤسسات السياسية ويحدث هدوء بالشارع السياسي, بجانب الوضع الأمني بمصر لأن ذلك مهم جدا, وبداية حل للمشكلة الاقتصادية. كيف نستطيع الوصول للاستقرار السياسي من وجهة نظرك؟ هذا السؤال يوجه للسياسيين, وأري ان بداية التنمية الحقيقية مع استكمال المؤسسات السياسية والديمقراطية بالبلد وهدوء وتوافق الشارع السياسي. التوافق السياسي في يد من بالتحديد؟ التوافق السياسي في يد الجميع ولو فطن أهل السياسة لخطورة الوضع الاقتصادي ومدي خطورته علي المواطن العادي لتحسنت الأوضاع وتحقق التوافق. أتعني ان التوافق في يد المعارضة والحكم ؟ بالتأكيد.. في يد الطرفين. ومن المسئول عن تحقيق التوافق أكثر؟ في الحقيقة لا أحب أوجه اتهامات, وإنما أقول ان الوضع الاقتصادي لا يتحمل ما يجري من خلافات في الشارع, فصورتنا خارجيا في مجال الاستثمار غير جيدة, علي الرغم أنها كانت أفضل في بداية الثورة وبعد الانتهاء من اجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية. وكان المستثمرون مقبلين بشكل كبير جدا لانهم يعلمون أن في مصر فرصة استثمارية عظيمة نظرا لامكانياتها الاقتصادية, وأننا نسوق جيد للإنتاج والاستهلاك ايضا فهي منطقة مليئة بالموارد اضافة إلي موقعها الاستراتيجي ورأوا في بلدنا فرصة جيدة وكانوا علي اتم استعداد للأقبال بشكل كبير أما وضعنا الحالي غير جيد. فلماذا عدم التعاون علي بداية نهضة والنظر للمواطن البسيط المحتاج للتنمية وفرصة عمله والاستثمار وهذا ما له الأولوية ولذا فالدور يقع علي عاتق الجميع. ولكن هناك انتقادات توجه للرئيس لأنه لم يصارح الشعب بحقيقة الأزمة؟ الرئيس دعا للحوار عدة مرات وأنا كرجال أعمال شاركنا في حوار حول الاقتصاد المصري وشارك في ذلك الاجتماع منذ أيام ما يزيد علي130 من كبار رجال الأعمال بمصر وتحدثنا عن مشاكلنا ومشاريعنا. أليس هذا حوارا ودعوة لفصيل من أهم فصائل المرحلة التي نحن بصددها حاليا, ولقد صارحنا الرئيس بكل شيء واستمع الينا وأعتبر ذلك أهم حوار وعلي السياسيين إن يفطنوا إلي خطورة الوضع الاقتصادي وأهمية المرحلة حتي لا نخسر كثيرا. ما هي أهم نتائج ذلك الحوار؟ نحن وصلنا لنقاط جيدة جدا فالرئيس أكد لنا انه داعم بشدة للقطاع الخاص والمستمر بين المصريين الذين لهم رغبة في تنمية بلادهم. ما هي أهم المشروعات التي اقترحتموها علي الرئيس للمرحلة المقبلة؟ اقترحنا تكوين شركة وطنية للاستثمار يكتتب فيها كل المصريين بدون حد أدني للاكتتاب, وبحد أقصي يحول دون استحواذ أحد عليها وتختص تلك الشركة بعمل المشروعات القومية علي أن تنشأ شركات تتبعها تعمل في جميع المجالات الاستثمارية الأخري, هذا بالإضافة إلي مقترحات بمشروعات تختص بتوليد الطاقة والتنمية الزراعية والإسكان والتعليم. وهل الرئيس وعدكم بتنفيذ تلك المشروعات؟ الرئيس استمع للجميع وأوضح أنه سيلتقي رجال الأعمال من خلال لجنة أسبوعية وشهرية بنفس ذلك التجمع ووعد بحل أي مشاكل تواجه رجال الأعمال. وذكر الرئيس لرجال الأعمال بعض المشروعات القومية والاستثمارات ووضع آفاق جديدة وابدي تحفيزه ودعمه لهم من أجل ايجاد فرص عمل جديدة. هل تناولتم مع الرئيس موضوع المصالحة مع رجال الأعمال الآخرين؟ نعم تم تناول التسويات والتصالح في الاجتماع وأوضح الرئيس أن من عليه حق عام فعليه سداده وطالبنا بعمل لجنة تبدي رأيها في وضع حلول حول نقاط الاختلاف بين الدولة ورجال الأعمال من أجل التسوية. لماذا لا يصل كل هذا للشعب, ولماذا لا يقتنع به؟ لا يصل لأنه لا يذاع عليهم, بالرغم من أي ما حدث علامة من علامات الحوار وخصوصا أنني أري أننا كرجال أعمال واقتصاديين في مقدمة المسئولين عن المرحلة المقبلة. ولذا توجهنا للحوار مع الرئيس وتحدثنا بمنتهي الصراحة حول المشاكل الموجودة, وهناك من وجه النقد للرئيس وأجاب الرئيس علي كل ما وجه له وتم حل مشاكل كثيرة واتخذ قرارات جيدة فالحوار مفتوح. جبهة الانقاذ اعلنت أخيرا رفضها الحوار فما رأيك في ذلك؟ من يرفض الحوار عليه تحمل المسئولية التاريخية تجاه الوطن, فمن يرفض حاليا الحوار ويستخدم اسلوب تهييج الشارع فأقول له انه يتحمل المسئولية التاريخية.. أمام الوطن والشعب والله في مرحلة لا تتحمل رفاهية أن نتعطل عن الانتاج يوما أو ساعة أو دقيقة, فنحن في مرحلة حرجة وننتقل انتقالا خطيرا جدا في وقت به وضع اقتصادي صعب, ولذا هناك أولويات أولاها المواطن البسيط الذي يرغب في توفير وظيفة. ولذا أناشد الجميع أن يتم التحرك نحو التوافق أيا كان مبرره لنمر بالمرحلة. هل لديك تصور لكيفية المرور بهذه المرحلة وخصوصا ان الاحتياطي النقدي لايكفي سوي شهرين فقط؟ لم أسمع أن الاحتياطي يكفي شهرين فقط. ولكن ما سمعته عبارة عن تطمينات كبيرة من محافظ البنك المركزي وأعلم أنه قادر ولديه الامكانية ليتخطي بالبنك المركزي والاحتياطي ومشاكل الدولار المرحلة التي نمر بها. ومن وجهة نظري أري أن الخطط والرؤي تعتمد علي الافراد ونحن لسنا أقل خبرة أو امكانات من اي شعب آخر. وعلينا أن نبدأ في الانتاج من خلال مشروعاتنا الكبيرة, وامكانياتنا وامكانيات شعبنا. تفاؤلك يسعدنا ولكن يري البعض أن الأزمة كبيرة وصعبة؟ نعلم بان الازمة كبيرة وتلك المقدمة هي تحد لبداية النجاح فالخطورة أن لا نعلم أن الازمة كبيرة والوضع صعب وليس معني أني متفاءل ألا أتيقن صعوبة الاوضاع والمرحلة حرجة وتحتاج للتحدي. ألا تري ان القيادة من الدولة لها دور فهي المسئولة عن تحقيق التوافق؟ أري أن القيادة قامت بدورها في التوافق بالعقل وأري الامل من وجهة نظري, لانني عندما طلبت توافقا مع رجال الاعمال لم أجد أعتراضا وعندما طلبوا تواصلا مع مؤسستي الرئاسة والحكومة تمت الاستجابة وساعدونا في ذلك, وبعرض المشاكل التي تواجهنا تم حل جزء كبير منها وأتساءل لماذا لايفعل رجال الاعلام والسياسة مثل ذلك؟ لأني أري ان الازمة مفتعلة بالرغم من يقيني ان الاعلاميين لن يعترضوا علي مصلحة البلد وكذلك الرئاسة. ولكن هناك استهجان من الاعلام الرسمي وما يفعله وزير الاعلام بان تعرض شاشته شيئا والقنوات جميعا تعرض أمرا أخرا وبه بعض الحقائق فما رأيك في ذلك؟ لذا أري أن علي القنوات الخاصة طرح مبادرة للتوافق من أجل المصلحة الوطنية فاقتناعي أن أي جهة لديها احساس بالمسئولية عليها أن تتقدم بخطوة للامام فلماذا لاتفعل. فأنا شخصيا علي أتم استعداد لطرح مبادرة علي الاعلاميين بهذا الخصوص فنحن مع حرية الاعلام والتي تعد مكسبا للشعب ولانريد أن نخسرها, وقد أكد لنا الرئيس عندما تناولنا بالاعلام انه علي استعداد لتحمل بعض الشيء من جانبه, ولن يأخذ موقف من الاعلام, ولن يخسر الشعب مكسبا حصل عليه. كيف تفسر حالة الانقسام الحادة حاليا ؟ لقد ضربت مثلا سابقا بالحوار الذي شاركنا به والخطوات التي اتخذناها وعلي كل طرف أن يلزم بالحوار لأننا نمر بمرحلة صعبة. والهدم ليس من حق أحد وكذلك التطاول والحرق فيجب أن نتفق علي قواعد وخصوصا في هذه المرحلة فهناك كثيرون من أصحاب المصانع طالبوا الرئيس بفرض حالة الطواريء لكي يستطيعوا العمل والانتاج ومع ذلك الرئيس رفض بشدة وقال من يطلب ذلك حاليا سيكون أول العاتبين علي اذا اتخذت ذلك الاجراء, وأكد أنه لن يتخذ اي أسلوب يقهر مواطنا ويريد أن يري الانجازات التي تمت. أين تلك الانجازات؟ يجب عندما نحصر الانجازات أن نعي أين كنا وأين أصبحنا فلدينا الآن رئيس منتخب مدني ولم يكن لدينا رئيس منذ8000 عام وليس منذ60 سنة فقط ولانه انتخب بإرادة شعبية بالاضافة إلي وجود علاقة واضحة مابين مؤسسات الدولة كسلطة مدنية وقوات مسلحة وعلاقة محترمة ولدينا دستور تم الاستفتاء عليه بارادة الشعب وحتي لو به بعض الخلافات نستطيع التحاور حولها, والوصول بها إلي حلول ولدينا كذلك مجلس من المجالس النيابية ولدينا حرية إعلام. وكل هذه مكاسب وانجازات فيجب ان تقدر لانها تصب في دولة تحترم من قبل الجميع في الداخل والخارج ولذا علينا استكمال هذا آيا كان من هو في السلطة فانا لا أدافع إلا عن مؤسسات ضيعنا من أجلها سنوات من عمرنا من أجل بنائها ونعلم أن لدينا صعوبات نستطيع التغلب عليها, لو قدرنا قيمة المرحلة التي تمر بها فاهلا بالحوار للجميع وكل شيء قابل للحوار ولكن عندما تقدر كل الاطراف حرج وأهمية المرحلة. ذكرت أنك وجهت دعوة لبعض رجال الاعمال باسمائهم لاجراء تفاوض معهم حول اجراء مصالحة أمثال نجيب ساويرس ورشيد محمد رشيد فما حقيقة ذلك؟ في البداية أود أن أوضح شيئا مهما أن دعوتي لم يذكر فيها أسماء أشخاص لم أدعو أحدا باسمه وقد قيل أني إتصلت برشيد وهذا لم يحدث, علي رغم أني لا أمانع الاتصال به أو غيره لاسمعهم وما قلته في هذه الدعوة تم تغيير سياق حديثي به بشكل أو بآخر وهذا ممكن أن يؤثر. ولكني مع هذا علي أتم الاستعداد أن أستمع لاي شخص يتصل بي طالما سيتحدث في مصلحة مصر وحول التوافق الذي من شأنه ايجاد طريق لاخراج البلد وحل مشاكل كبيرة في البلد. فمبادرتي كانت للجميع بأن مصر أولي بأولادها وهم أولي بها, وهي مبادرة لفتح ملفات للجميع, ولايعني ذلك تدخلي في اجراءات غيري. فدعوتي لتسوية أحوالهم لحل مشاكلهم سواء في الاتفاقيات أو مع الحكومة فمن عليه حق عام فعليه أن يرده ولايسجن بناء علي المصالحة فالدولة لن تستفيد من سجن أحد منهم ونود أن نقول لرجال الاعمال هؤلاء ارجعوا إلي بلدكم واعملوا وانتجوا فيها ومن أجلها واذا كان لديكم مشكلة يجب عليكم تسويتها., وأظن أن الجهات المسئولة بمصر سعيدة بهذه المبادرة ولديها استعداد كامل أن تتوافق معهم وتضع المبادرة في إطار التنفيذ. ألم يحدث اتصال مع رشيد؟ لم يحد ث اتصال مباشر مع رشيد. يعني ذلك أن هناك اتصالا غير مباشر؟ أيا كان لم أوجه رسالتي لأحد بعينه بل للجميع. قيل إنك توجهت للندن للقاء مجموعة من رجال الأعمال للتوافق معهم فما حقبقة ذلك؟ أنا كنت في لندن أخيرا, للمشاركة في مؤتمر اقتصادي هناك وليس لمقابلة رجال الأعمال المصريين الموجودين بالخارج من قبل, ولكن ما حدث أني وجهت رسالتي. هل تم اتخاذ خطوات في المصالحات والتسوية التي دعوتم لها؟ دورنا يقتصر فقط علي دعوة الاطراف لاجراء التسوية والمصالحة ولكن من له حق اتخاذ الاجراءات والخطوات هو الحكومة والجهات المسئولة وهم من يقومون علي كل تلك العملية. من المؤكد أنك متابع لتلك التسويات لأنها بالأساس دعوتك ويهمك نجاحها؟ نعم أتابع من بعيد ولكن الخطوات تتخذها أجهزة الدولة ومن المؤكد أنه تم اتخاذ خطوات. هل تري أن المصالحات والتسويات التي ستتم هي الحل للأزمة الاقتصادية؟ لن تحل التسويات الأزمة الاقتصادية وانما هي جزء بسيط من حل الأزمة. يتصور المواطن العادي أن مليارات ستعود للبلد ستوزع عليهم وتغير حالهم؟ هي مجرد جزء من حل للأزمة ولكن أهم شيء في تلك المصالحات هو تحقيق التوافق الذي تحدثنا عنه. هناك من يري أن التصالح مع رجال النظام السابق مثل حسين سالم مقابل الحصول علي20 مليار جنيه إهدار لقيمة القانون فماذا تقول لهم؟ أريد التفريق بين من لديه حق عام ومن عليه مساءلة جنائية أو حق دم ولايملك أحد أيا كان مركزه التنازل عن حق الدم لأنه حق الشعب. فمن عنده خلاف مالي أو مادي للدولة فمن حق الدولة تسوية هذا الخلاف للمصلحة العامة والسياسية إنما المساءلة الجنائية أو قضية جنائية أو حق دم في رقبة الشعب ليس من حق أحد التنازل عنه حتي الحق العام المادي ليس من حقه تسويته بما لا يرهق الدولة والشعب, فليس من حق أحد التنازل عن الحق العام فنحن نريد أن نفتح بابا للأطراف لترد المال العام وتتصالح وهذه دعوتنا, وهناك فرق ما بين التنازل والتصالح والتفاوض من أجل عودة الحق العام. هناك آراء يعلنها بعض الخبراء الاقتصاديين بأن الحكومة لن تستطيع شراء الغذاء للشعب بعد عام بسبب الأزمة المالية فما رأيك في ذلك؟ الحكومة تستطيع شراء الغذاء. الاقتصاد المصري لن ينهار ويتعافي وأتوقع أنه سينهض من عثرته وليس بعد مدة طويلة ولا أتصور أن مثل ذلك الحديث صحيح فأري أن بث مثل تلك الروح محبطة للجميع, وأؤكد بدلائل أننا لنا عامين من الثورة وكل رجال الأعمال والصناعة عملوا في مصر بشكل جيد وبعضهم قال إنهم عملوا في المجال الغذائي في تلك الفترة كما لم يعملوا من قبل بالرغم من وجود المشاكل. كيف تنهض البلد ورجال الأعمال وأيدي المسئولين مرتعشة من الحكومة خوفا من اتخاذ أي قرار خشية العقاب؟ هذا ما قلته وقصدته من قبل وهو ضرورة استكمال المؤسسات السياسية مثل مجلس الشعب والانتهاء من تلك المرحلة هو حل للأيادي المرتعشة, وبعد الانتهاء من الانتخابات يتم تشكيل حكومة قوية يمكنها اتخاذ قرارات قوية غير مهزوزة ولن تكون منتظرة لإقالة أو التغيير. ما رأيك في استمرار الحكومة مع رفض الشارع لها ولأدائها؟ أري ضرورة الانتهاء من المرحلة بأسرع وقت ممكن كما أري أن هذه الحكومة انتحارية وتقوم بما لا يستطيع أن يقوم به أحد. طموح وسقف توقعات المواطنين بعد الثورة كان عاليا جدا ولكن الآن يشعرون بأحباط وصبوا جام غضبهم علي السلطة ويرون أنهم مازالوا مواطنين من الدرجة الثانية؟ ما تعليقك؟ طبعا طموح المواطن كان عالي جدا بعد الثورة, وهذا أمر طبيعي بعد الثورات.المواطن الآن مختلف عما قبل الثورة وعادت له حريته ويتظاهر بحرية ولا يتحمل قهر وليس من حق أحد قهره. والمواطن إذا كان حانقا فهو حانق علي السياسيين وما يجري منهم. وكذلك أيضا علي المسئولين السياسيين؟ علي المسئولين السياسيين أن يشعروا أن هذا الوضع لابد أن ينتهي فلا يستطيع أحد الأستمرار في أجواء ثورة مستمرة سنوات وسنوات والمفروض وقت الظلم نثور فقط, ثم تبدأ في الانتاج, فليس هناك حرية بدون انتاج ويجب أن يدرك الشعب أنه لا حرية ولا ديمقراطية بدون انتاج وابداع و لكي نتمكن من أن نغطي احتياجنا وننتج ما نحتاج إليه ونتعامل مع العالم كله بجدية. لك مقولة بأن الاتفاق مع صندوق النقد الدولي له ثمن.. فكيف لا نحمل هذا الثمن للفقراء؟ يجب أن تعمل الحكومة علي ألا تحمل الفقير البسيط أي استحقاقات خاصة بتعديلات في المرحلة الحالية ويجب أن ننظر للمواطن بعناية ويمسئولية, وأري أن تحقيق العدالة الاجتماعية ليس توفير طعام وشراب فقط بل توفير فرص عمل. كما أنه في المقابل علي المواطن السعي للبحث عن فرصة عمل لكي ينتج. لو أننا لم نحصل علي قرض الصندوق فهل لدينا موارد تغني عنه للمرور من هذه المرحلة؟ المصريون يستطيعون التكاتف والأستمرار علي الرغم من تعثر المفاوضات مع قرض الصندوق وعموما قرض الصندوق لن يؤدي إلي تنمية اقتصادية علينا العمل والانتاج واقامة المشروعات... ما هي الموارد التي يمكن استغلالها حاليا؟ الاستثمار تحديدا عن طريق الاكتتاب والتخطيط لقيام مشروعات بأنفسنا مثل عمل مشروعات تقوم بها الحكومة مثل محور قناة السويس, وغيرها وهناك نماذج في دول العالم تحاكي هذا الأمر, وهو أن من يقوم باستثمارات خاصة يملكها الشعب مشاركة مع الحكومة. وهناك نموذج ماليزي حيث يوجد11 مليونا مكتتب عليها في شركة واحدة ويتم إدارة70 مليار دولار في استثمارات لها أصول في كل ماليزيا. ما المدة التي تتوقعها في حال استخدام الموارد والأساليب التي ذكرتها ليشعر المواطن بالاستقرار الاقتصادي وأنه ليس مواطنا من الدرجة الثانية؟ لا نقبل أبدا أن يكون أو يشعر المواطن أنه من الدرجة الثانية, مسئولو الدولة ورجال الأعمال وكل الجهات المعنية مسئولون عن توفير فرصة عمل للمواطن وهو يمتلك أن يجد ويعمل ويجتهد وينتج فهي مسئولية مشتركة. حالات العصيان المدني التي يدعي لها ما الذي يوقفها من وجهة نظرك؟ من يدعو للتظاهر والدعوة للعصيان عليه أن يعطي أولا فرصة للقيادات السياسية والحكومة أن تعمل وأري أن كل شيء يحل بالحوار فالتصعيد في غير محله هادم.