يطلق عليه أيوب الأحزاب المصرية..ظل يكافح طيلة خمسة عشر عاما محاولا الحصول علي ترخيص لجنة الأحزاب..هو حزب الوسط الذي يفتخر دوما بأنه نازع لفتيل الصدام ويقف بين التشدد الاسلامي ونظيره العلماني. لا يغتر بعضلاته كما يقول رئيسه المهندس أبو العلا ماضي صاحب التاريخ السياسي المعروف الذي بدأه في الجماعة الاسلامية في السبعينيات وقت كان طالبا ثم انتقل الي جماعة الاخوان المسلمين ثم انشق عنها ومجموعة من الاخوان ليبدأوا مشروعهم الحضاري الجديد, وليصبح حزب الوسط أول حزب ينال الترخيص من لجنة الاحزاب بعد8 أيام فقط من الثورة المصرية. المهندس أبو العلا ماضي يتحدث في هذا الحوار السريع عن مشروع أو وثيقة الدكتور علي السلمي وعن المجلس الأعلي للقوات المسلحة وتجربة تركيا في تسييس جيشها والنموذج الانتخابي لتونس وفوز حزب النهضة وامكانية نجاح فصيل اسلامي واحد في مصر..وغيرها من اللقطات السريعة في المشهد السياسي الراهن والتي بلا شك تلقي بظلالها علي البرلمان المقبل ومستقبل مصر عموما..فتابعوا تلك السطور. أبدأ معكم من وثيقة السلمي المثيرة للجدل.. فهل حرصكم علي تعديل المادتين الخاصتين بالقوات المسلحة يأتي من الخوف من تكرار التجربة التركية, حيث ظل الجيش طيلة4 عقود يفرض الوصاية السياسية علي الشعب وحدثت4 انقلابات إلي أن تخلصت تركيا من تلك الوصاية؟ { لقد جلبت هذه التجربة العديد من الكوارث علي تركيا, وتخلصت من الحماية السياسية للجيش بصعوبة, فلا توجد تجربة ديمقراطية في العالم تطبق هذا النموذج وتجعل القوات المسلحة مسيسة, لأن تسييسها سيأتي بخراب عليها وعلي البلاد, فالطبيعي أن الجيش يخضع للسلطة التنفيذية ولرقابة السلطة التشريعية, ولذلك نطالب الجيش بالابتعاد عن السياسة, وإعلان موعد لتسليم السلطة للمدنيين وإجراء انتخابات رئاسية بحد أقصي في أبريل من العام المقبل. ولقد طالبنا المجلس العسكري بإعلان موقفه الواضح والصريح من الوثيقة, فلم يعلن.. طالبناه بالتبرؤ منها فلم يفعل, تحدثنا عن تعديلات جوهرية وبمنتهي الوضوح, وهناك قلق من المجلس العسكري, فلم يصدر مرسوما بقانون للعزل السياسي ولم يحدد موعدا لتسليم السلطة لمدنيين ولا موعدا لانتخابات رئاسة الجمهورية, وأري أن مشروع السلمي يدل علي توافر النية في التباطؤ في تسليم السلطة أو البقاء فيها, أو علي الأقل تحكم المجلس الأعلي في مستقبل مصر. هل تشاركني الرأي أن قصة وثيقة السلمي ترتبط بفوبيا الإسلاميين أو الخوف من التيار الاسلامي فقط؟ { دون شك.. فالتخوف القائم الآن من البعض يتلخص في اعتلاء الاسلاميين للسلطة, فقلة مازالت تعترض علي الانتخابات وتتمني الموت ولا الانتخابات تتم.. لكنني أقول لهم إن العسكر لو جاءوا للحكم صعب خلعهم, والخطر الحقيقي في بقائهم في السلطة.. وفي حال نجاح الإسلاميين وسيكون هذا بإرادة شعبية خالصة من خلال الصندوق الانتخابي- يستطيع الشعب خلعهم.. فالطريقة معروفة ولم تعد خافية علي أحد. علي ذكر نجاح الاسلاميين, ومن واقع خبرتك وتاريخك السياسي المعروف هل تري أن النموذج التونسي سيتكرر في مصر ليحصد فصيل ما الأغلبية كما حدث في الانتخابات التونسية؟ { رغم أن المزاج العام بين البلدين متقارب فإن التركيبة المصرية أكثر تعددا وثراء, ففي تونس يوجد اتجاه اسلامي واحد هو حركة النهضة, بينما يوجد في مصر الاخوان والسلفيون والوسط والجماعة الاسلامية.. وكل هذا التنوع سيحصل علي حصة داخل الرقم النهائي في الانتخابات ولن يحصل فصيل واحد علي45%, بل سيحصد الجميع في تقديري هذا الرقم يقل أو يزيد ليترك النسبة الباقية لباقي التياراتوالشخصيات العامة والفلول أيضا ليتم تشكيل حكومة ائتلافية في إطار من التنوع. نصحكم الأب الروحي لحزبكم الدكتور يوسف القرضاوي, رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أثناء زيارتكم له بالقاهرة, بإجراء مشاورات بين مرشحي الرئاسة الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح والدكتور محمد سليم العوا ليتنازل أحدهما للآخر.. فهل فعلتم؟ { حزب الوسط بدأ الحوار مع العوا وأبوالفتوح, ونتمني أن يحدث توافق وأن يكون المرشح واحدا فقط, وحدث حوار ونقاش وهناك قبول مبدئي للفكرة.. لكن النتيجة لا نستطيع تحديدها ولم تحسم حتي هذه اللحظات. وأود أن اشير الي اننا أجرينا استفتاء حول دعم أي المرشحين, وكانت النتيجة لصالح الدكتور العوا.. من واقع جولاتكم كمرشح في المنيا علي رأس قائمة حزب الوسط, هل لمستم تغيرا في نظرة الناخب المصري الذي كان يهتم بالجانب الشخصي والخدمي فقط. { الحقيقة أن الثورة المصرية أفرزت تغييرا في نظرة الناخب..فهو يسأل ويتحدث عن المشكلات الكبري سواء البطالة او الآمن أو سياسة الحزب.. أي إصلاح مصر بشكل عام, فلم تعد المشكلات الخاصة هي محور اهتمام الناخب فقط, ولاحظت أيضا إقبالا وتأثرا من الطبقات الفقيرة في المجتمع تجاه التيار الاسلامي,أما الطبقات المتوسطة والمثقفة فلديها تخوف من الإسلاميين. عمر الحزب الحقيقي9 أشهر فقط.. رغم السنوات الخمس عشرة التي سبقت التأسيس.. هل تري أن هذه المدة ستجعل الحزب رقما مهما في الانتخابات المقبلة كما سبق أن صرحت؟ { بإذن الله سنكوم رقما مهما في الانتخابات المقبلة, فقد أعددنا برنامجا جيدا له ملامح واضحة ومنحتنا فترة ال15 عاما التي تحدثتي عنها فرصة جيدة للتواصل مع الاتجاهات كافة وإقامة علاقات جيدة مع أطراف عربية ودولية, ونضجا سياسيا وفكريا, فضلا عن المصداقية لدي الرأي العام,فحاولنا4 مرات الحصول علي ترخيص للحزب ولم نحصل عليه ولم نخضع لأي ابتزاز, وعرض علينا من تحت الطاولة نصيب في مقاعد البرلمانات السابقة ورفضنا..ثم حصلنا علي حقنا بعد8 أيام من الثورة المصرية. ورغم أننا لم نكن جاهزين للانتخابات بالدرجة الكافية مثل الأحزاب الأخري, فإننا كنا مع الانتخابات أولا لأننا وجدنا هذا الاتجاه لمصلحة البلد ولم نبحث عن مصالح شخصية,عموما فنحن جاهزون في حدود الوقت المحدد. دفعتم ب332 مرشحا علي القوائم و70 علي الفردي لمجلس الشعب و116 للشوري,في ظل الامكانات المالية المحدودة للحزب,كيف تسير خطة الدعاية الانتخابية؟ { كل قائمة سوف تتحمل الدعاية الخاصة بها, أما المرشحون علي المقاعد الفردية فسوف يدعمهم الحزب مركزيا, ونحن سنستخدم وسائل دعائية فعالة لكنها غير مكلفة, ونحن أعددنا خطة انتخابية متميزة وفق إمكاناتنا. وعموما نحن نرتكز علي التنظيم الكفء في كل خطواتنا وليس التنظيم الضخم, ولا نتنافس تنظيميا الآن, فالتنافس علي الضخامة غير وارد.. نتنافس علي القبول ونعبر عن التركيبة الوسطية, فهناك قلق من التشدد الإسلامي والتطرف العلماني.. لكننا معادلة وسطية وليس لنا عضلات نغتر بها. البعض يتحدث عن مشروعية الشعارات الإسلامية مثل شعار الإسلام هو الحل..وأنتم حزب ذو مرجعية إسلامية.. فما رأيك في استخدامها؟ { تطبيق الشريعة الاسلامية أو المرجعية الدينية لأي حزب لا تعني استخدام الشعارات الاسلامية لاستمالة الناخبين, فأكثر من90% من الناس تتوافق علي شعار الاسلام هو الحل وتؤمن بهذا,ولا ينبغي أن يكون محل دعاية انتخابية, لكن التحدي الأكبر كيف أقدم حلولا للمشكلات المطروحة تتوافق مع الشعار..وعموما فالشعارات الدينية ممنوعة قانونا كما هو معلوم. من الانتقادات التي توجه للحزب عزوفه عن المشاركة في المليونيات, خاصة التي تجمع عليها معظم القوي السياسية..وترك الساحة لغيركم يتظاهر بالوكالة عنكم؟ { الحزب شارك في المليونيات التي وافق عليها وكان طرفا فيها, ولا أستطيع الدعوة لمليونية حاشدة, ولم نحاول كحزب أن نضع أنفسنا في الاختبار, وعموما نحن مع التآلف والتوافق, ونحن نلعب الدور الذي نجيده وهو نزع فتيل الصدام, فلدينا خيوط اتصال مع كل الأطراف ونوظف طاقتنا في هذا الاتجاه.