دعا البرلمان الأوروبي أمس المفوضية الاوروبية إلي وضع حد أدني لدخل المواطن في دول الاتحاد للحد من تزايد أعداد الفقراء في أوروبا والذي بلغ عشرات الملايين من الأشخاص. واشترط النواب الأوروبيون ان يتم تحديد سقف الدخول انطلاقا من متوسط دخل المواطن في كل دولة اوروبية علي حده. وقالت النائبة الفرنسية كاريما ديلي إن الدخل هو الأداة الأساسية التي من شأنها أن تساعد المفوضية في تحقيق هدفها المتمثل في اخراج ما يقرب من20 مليون شخص من دائرة الفقر حتي عام.2020 وتشير الإحصاءات إلي أن عدد الفقراء في دول الاتحاد الأوروبي بلغ116 مليون شخص في2010, من بينهم42 مليونا في يعانون من الفقر المدقع. من جانب آخر, وعلي الرغم من المساعي اليونانية والإيطالية لاحتواء أزماتهما الداخلية التي انعكست بقوة علي الاقتصاد الأوروبي, حذر رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو أمس من أن منطقة اليورو تواجه أزمة شاملة ستتطلب التزاما أقوي من كل الدول لحلها. وقال باروسو في كلمة أمام البرلمان الأوروبي نواجه بالفعل أزمة شاملة تتطلب التزاما أقوي من الكل, وهو ما قد يستلزم إجراءات إضافية وشديدة الأهمية, وأكد علي الحاجة لتكامل اقتصادي أعمق بين الدول السبع عشرة الأعضاء في منطقة اليورو دون الإضرار بالأعضاء العشرة الآخرين في الاتحاد الأوروبي. ومن ناحيته, أكد رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبي أنه يبحث حاليا فرض مجموعة من الإصلاحات تهدف لوحدة منطقة اليورو تتراوح بين إصدار سندات اليورو وتشديد العقوبات علي الدول التي ترتكب ما وصفه بخطيئة الديون, إلي جانب إقرار سياسات ضريبية جديدة. وفي الوقت ذاته حذرت رئيسة وكالة الطاقة الدولية من أن أسعار البترول المرتفعة تضر بالاقتصادات النامية وربما تهدد أي انتعاش اقتصادي في أوروبا, حيث بلغ متوسط سعر خام مزيج برنت الخام هذا العام11 دولارا للبرميل ارتفاعا من نحو80 دولارا في2010 لتتزايد بذلك تكلفة التصنيع ويتقلص دخل المستهلك. كما أشارت إلي أن الارتفاع المطرد في أسعار البترول سيضر بالاقتصاد الأوروبي الهش. وتأكيدا علي انعكاس الأوضاع الاقتصادية الأوروبية بشكل مباشر علي الولاياتالمتحدة, وأعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن قلقه إزاء أزمة منطقة اليورو التي بثت الرعب في الأسواق, وهو ما تزامن مع إعلان دعمه الكامل لليونان ومساندة بلاده لها في هذه الأوقات الصعبة وذلك في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء اليوناني السابق جورج باباندريو. وفي نظرة متفائلة للأوضاع, أكد وزير الخزانة الأمريكي تيموثي جيثنر أن الأوروبيين يحرزون تقدما ملموسا إزاء أزمة الديون السيادية الأوروبية. وفي روما, عقد الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو اجتماعا أمس مع رئيس الوزراء المكلف ماريو مونتي والذي أعلن قبوله رسميا للمنصب, حيث من المنتظر أن يصوت البرلمان بالثقة علي التشكيل الحكومي الجديد غدا الجمعة.