بعد اعتصام دام ستة أيام للمطالبة بغلق مصانع موبكو, أعلن محافظ دمياط اللواء محمد علي فليفل, أن المجلس العسكري أصدر قرارا بوقف المصنع. وقد زاد من غضب المعتصمين شائعات اطلقت أن المحتجين هم مجموعة من البلطجية, وأن من قال هذا الكلام هو المحافظ اللواء محمد علي فليفل, ولم يكن هم المحتجين حين التقتهم الأهرام إلا التعبير عن الغضب من ترديد هذا الكلام, وعلقوا لافتات( إحنا مش بلطجية ولا مطالبنا فئوية) نافين أن يكون هدفهم هو البلطجة أو قطع الطرق, ولكنه تصعيد للاحتجاج والغضب من عدم اهتمام المسئولين بسماع شكواهم بغلق مصانع الموت, وخاصة سلسلة مصانع موبكو1-2-3 وإيقاف الانشاءات الجارية بها, والانتاج الذي دمر الزراعة, وقتل الثروة السمكية, وأصاب الأهالي بالأمراض, والنساء بالإجهاض. الزرع معدش زرع, والسمك معدش سمك قالها عم مرزوق الرجل السبعيني الذي زاده الغضب نحافة علي نحافته, معتبرا أن مهنته كصياد تدهورت بسبب الصرف الصناعي احنا مش عارفين نصطاد يااستاذ بسبب الزفت اللي بيصرفوه في البحر, ولكن ليتها توقفت علي الصيد والثروة السمكية والزرع فقط كما عبر السبعيني, ولكنها امتدت لتشمل النساء والأجنة بسبب حالات الإجهاض المتعددة ومرضي السرطان الذين امتلأ بهم معهد الأورام بالمحافظة, كما يقول أحمد إبراهيم أحد الشباب المحتجين, معللا تصعيد احتجاجاتهم بسبب التجاهل: احنا اعتصمنا منذ خمسة أشهر, وقالوا سوف ننظر في الأمر, وعدنا ولم يحدث شيء, وفي أوائل شهر سبتمبر عاودنا الاعتصام فقرروا تشكيل لجنة للنظر في أمر المصانع, ولكن التجاهل والاستخفاف هو ما يدفعنا للاعتصام من يرضي بذلك إلا إذا كان هناك تواطؤ من المسئولين في ترك هذه المصانع تقتل الحياة بكل أشكالها. الوضع في قرية السنانية محل الأزمة وميناء دمياط يدعو للأسي والحزن, ولا تملك إلا التعاطف مع الأهالي الذين انبروا جماعات وأفرادا لدفع تهمة البلطجة عن أنفسهم أو الاتهام بأنهم السبب في قطع الطرق وغلق الميناء نحن لا نمنع النساء أو الاطفال أو الإسعاف من المرور ولسنا السبب في ذلك ولكن المسئولين الذين يتجاهلون مطالبنا العادلة. في الطريق إلي ميناء دمياط تجد النخل الشامخ اكتسي حزنا وسوادا وانكسارا ورفض كثير منه الطرح جراء الدخان المتصاعد من أبخرة المصانع الذي احتل قامته فضلا عن السحب السوداء المتجمعة في سمائه, وأمام مصنع موبكو تجد يافطة علي مساحة كبيرة من الأرض الفضاء يعرضها صاحبها للبيع, وهي ليست القطعة الوحيدة كما يقول أحد المحتجين كل الناس تركت أرضها بعد ما مات الزرع وخربت الأرض فأرضه التي كان يملكها بالميناء أخذت منه كان عندي5 فدادين أخدت بدلهم في الصحراء لا ينفعوا زراعة ولا مباني وبعتهم ب13 ألف جنيه تصور يابيه مؤكدا أن حالات كثيرة غيره أخذت ارضهم منها وأن التعويض كان ضعيفا. مايؤلم شعب دمياط المعروف عنه الجد والاجتهاد وعدم الركون إلي البطالة قلة العمالة الدمياطية بهذه المصانع, إذ عبر عدد كبير منهم عن ذلك المصانع مبتحبش تشغل حد منا, ولو شغلت يكون بعقود مؤقتة, ولمدة6 أشهر فقط معللين بأن ذلك لا علاقة له بالاحتجاج أحنا مش عاوزين نشتغل لان كل شباب دمياط شغال, بس ده يفسرلك النية بتاعتهم علشان مفيش حد يكشف سرهم انهم بيموتوا البيئة والزراعة بسبب الكيماوي بتاعهم مؤكدين أنهم لا يطلبون وظائف أو أموالا فقط تظاهرهم السلمي عما يعبرون هو منع قتلهم البطيء. وبينما تسير الحياة في مدينة دمياط بشكل طبيعي تلمس في ميناء دمياط هدوءا حذرا حيث لا أثر لوجود قوات الشرطة برغم وجود معسكر لهم أمام باب الميناء الرئيسي بينما دبابات الجيش تقف علي أبواب الميناء كلها, والأهالي تؤكد أن مصنع موبكو يعمل, وبعض العاملين بالميناء يؤكدون عدم وجود أحد بالمصانع وأن النيران الظاهرة من المداخن يجب أن تتوقف, وأمام الميناء تتراص مئات المقطورات في سكون وانتظار بعضها محمل بالبضائع والآخرينتظر التحميل, ويترقب سائقو المقطورات انتهاء الأزمة التي أجبرتهم علي السهر طيلة الأيام الماضية في حراسة المقطورات وما عليها من بضائع. حين يزداد الغضب ويكثر المحتجون تجد الشائعات أرضا خصبة, ويجد المحرضون مساحة واسعة من التحرك وتنفيذ أهدافهم, وهذا ما بدا من الشائعة المنتشرة بقوة بأن المحافظ وصف الأهالي المحتجة بأنهم بلطجية, وهو ما نفاه بشدة قائلا:أنا لم أقل مثل هذا الكلام نهائيا, البينة علي من ادعي, ومن سمع مني هذا الكلام فليواجهني, فكيف أقول هذا الكلام علي شعبي وأهلي متهما محرضين مستفيدين من ذلك هناك من يسعي لهذا الأمر حتي لا يحدث لقاء بيني وبين الأهالي, وإذا حدث يكون لقاء غاضبا ولا نصل فيه لحل. مؤكدا أننا نسعي للحل وليس للخسائر, والأمر يزداد صعوبة و نعول علي المجتمع المدني من أهل دمياط في حل الأزمة, فأهالي دمياط هم من طلبوا نزول الشرطة, وحين نزلت اشتبكوا معهم. وقال اللواء محمد علي فليفل محافظ دمياط أن مطالبهم تم حلها في بداية تعييني محافظا وجدت أن الموضوع يسبب ذعرا للمواطنين ولأن الموضوع من الاساس كان مثيرا للشك والشبهات فلابد من اتخاذ قرار, الموضوع لم تكن فيه مصداقية علي كل المستويات ويشترك في هذه المشكلة كل الأجهزة التي كانت موجودة, وحيث إن صحة الانسان هي الاهم فقد شكل المحافظ لجنة أنا لا أقبل المساس بصحة المواطنين إطلاقا, ولذا شكلت لجنة مطلوبا منها ثلاثة أشياء: إما أن المصانع سليمة وتستمر, أو أنها سليمة وتحتاج تعديلات ويتم التأكد من التنفيذ, أو مضرة بالصحة والبيئة فتغلق ولا تنقل بالأساس لأي مكان. المحافظ لم يعتد باللجنة التي شكلت قبل25 يناير حين قال له وزير البيئة إن هذا الموضوع قتل, بحثا طلبت من وزير البيئة تشكيل لجنة جديدة من جميع التخصصات ومختلف الكليات وعلماء بالبيئة بالوزارة وغيرها, وينضم إليهم المجتمع المدني بدمياط. اللجنة التي شكلها المحافظ لم تكن لمصانع موبكو فقط طلبت من اللجنة التي استمرت شهرا أن ترفع تقريرها عن كل المصانع الموجودة بالميناء وليس فقط موبكو, وخلصت اللجنة إلي13 توصية, طلبنا أن ترفع توصياتها إلي مجلس الوزراء ليؤخذ قرار ملزم وقانوني. المحافظ لا يملك القرار لست أنا من يحدد وجود المصانع من عدمه, وليست أنا من يحدد هل تسببت هذه المصانع في حرق الزرع وانهيار الثرة السمكية والحيوانية وغيرهما, فالقرار هو قرار اللجنة التي صدق عليه قرار مجلس الوزراء في2 نوفمبر الحالي. من جانبها أصدر ممثلو المجتمع المدني بدمياط بيانا تضمن التوصيات ال13 فيما يخص المصانع القائمة بالميناء وحوله تضمنت: وقف توسعات موبكو1 و2( أجريوم) لحين توفيق أوضاع المصانع لقائمة بما يتوافق مع عدم تلوث البيئة, وتوفيق أوضاع العاملة بالفعل( موبكو3- اميتانكس سيجاز وغيرها) خلال9 أشهر بما يضمن عدم استخدام مياه النيل أو مياه الشرب في عمليات الصناعة, وعدم صرف المياه المعالجة في البحر أو محطة الصرف برأس البر, واستخدام المياه المعالجة في زراعة غابات شجرية غير مثمرة, والالتزام بعمل دوائر مغلقة للمياه لتقليل استخدام المياه. وقال ممثلو المجتمع المدني إنهم مع التظاهر السلمي مع رفضهم كل أشكال الاحتجاج غير السلمي من قطع الطرق وتحويل المواطنين إلي رهائن وتدمير المنشآت, محذرين من أن الاستمرار في ذلك سوف يؤدي إلي الإضرار بمصلحة المجتمع الدمياطي الاقتصادية والصحية والتعليمية, ويثير الفزع بين المواطنين ويحدث انشقاقا في الصف الدمياطي, وظهورما يسمي بأعداء الثورة والوطن ويؤدي في النهاية إلي تشويه صورة المجتمع الدمياطي ويضر أمنه واستقراره, وأنهم دائما مع أهالي دمياط ولن يخذلوه أبدا.