إلي متي ستظل ثورات الربيع العربي تبحث عن الأمن والإستقرار والأمان المفقود خاصة مع استمرار مسلسل العنف وإسالة بحور الدماء الطاهرة من أبرياء الوطن الواحد( شرطة وجيش ومواطنين) من أجل أن يستمر الحاكم محتفظا إلي أبد الأبدين بكرسي الحكم ضاربا عرض الحائط بأبسط حقوق الشعب في الحرية والعدل والمساواة وهو الشعار الذي رفعته جميع الثورات العربية السلمية منذ انطلاقها إلي الآن ونجحت تونس ومازالت في مصر الثورة تواجه الانفلات الأمني وبطء المحاكمات ومواجهة الفلول ومحاولات القفز علي ثورة الشباب من محترفي السياسة والأحزاب المهمشة سابقا وذلك في ظل غياب الشرعية الثورية والتعامل بمعطيات وقوانين ونظم الحكم الأسبق الذي ثبت فساده. علي الجانب الآخر نجد أن المأساة مستمرة في سوريا واليمن وغيرهما من البلاد العربية التي تعيش علي صفيح ساخن لإصرار حكامها علي رفض تنفيذ برامج الإصلاح التي وافقوا عليها بالإجماع في قمة تونس عام2004 وفي العام التالي بقمة الجزائر وافق القادة العرب بالإجماع ايضا علي وثيقة حقوق الإنسان وتمر السنون ولا ينفذ الإصلاح وتهدر حقوق الإنسان العربي. ووسط الضبابية التي تغلف المشهد العربي أعلن الصديق السفير أحمد بن حلي الدبلوماسي الجزائري العريق نائب أمين عام الجامعة العربية أن بيت العرب لم يكن مهيأ للتعامل مع ربيع الثورات العربية!! وأن لديه آليات للتعامل المستقبلي مع الثورات أقرها الحكام السابقين ومن قبله أكد الدكتور نبيل العربي أمين عام الجامعة العربية أنه لا توجد بالعالم منظمات إقليمية شعبية وذلك ردا علي الجماهيرية التي صاحبت الثورات بضرورة تحول جامعة الدول العربية الي جامعة للشعوب تعمل وتدافع عن مصالحهم وحمايتهم من بطش الحكام وتمسكهم بالحكم وتوريثه لأبنائهم من خلال النظم التي إستحدثوها للجمهوريات الملكية. هذه التصريحات تدعونا حرصا علي الأمة العربية ومصالحها واستمرار بيت العرب كمنظمة فاعلة وليست شرفية أو كرمز للحفاظ علي القومية العربية بالتعامل مع واقع ما تشهده الدول الكبري بالمنطقة بشرعية الثورات التي انطلقت لتحسين أوضاعها والذي إذا تحقق سينعكس بالتالي علي مسيرة العمل العربي المشترك ويخرجها من حالة الجمود التي شهدتها علي مدي الأعوام الماضية. شرعية الثورات العربية تتطلب الخروج من شرنقة النظم والقوانين السابقة بشرعية ثورية تجمد ما سبق من أخطاء ومخطئين وتأخذ منه الأفضل وتطوره من أجل المصلحة العامة. المزيد من أعمدة أمين محمد أمين