يمتاز النظام الإنتخابي الخاص بتصويت الأمريكيين في الخارج ببساطة لا يماثلها تصويت المغتربين في أي دولة أخري حيث يعتمد التصويت علي إرسال إستمارات الإنتخاب عبر البريد العادي من جميع أنحاء العالم. وبتنسيق كامل بين السفارات والقنصليات والوكالات المختصة في الداخل الأمريكي. يتيح القانون الأمريكي لأي مواطن يعيش في الخارج- تجاوز سن ال18عاما- أن يدلي بصوته في جميع الإنتخابات المحلية في حال إقرار الولايات الخمسين لتصويت الأمريكيين في الخارج حسب قوانينها الداخلية, حيث تختلف القواعد المنظمة من ولاية إلي أخري. ويطالب النظام الأمريكي من المواطنين المقيمين في الخارج إرسال طلب متوافر في السفارات والقنصليات من أجل الحصول علي بطاقة إقتراع وهو ما يعرف بنمودجFBCA بينما يعتمد في التسجيل علي أخر عنوان للمواطن في الولاياتالمتحدة قبل السفر بغض النظر ما إدا كان يحوز عقارا أو مسكنا خاصا في ولاية بعينها من عدمه وحتي لو لم يكن الناخب لديه النية للعودة لتلك الولاية من جديد في المستقبل حيث توجد خانة في الإستمارة توضح العنوان القديم من أجل إستكمال إجراءات التحقق علي أن يكون البريد المرسل من خارج الولاياتالمتحدة ويحظر إرسال ورقة التسجيل أو التصويت عبر وسطاء داخل البلاد. كما تسمح بعض الولايات بالتصويت الإلكتروني من الخارج. ويوصي القائمون علي النظام الإنتخابي بضرورة أن يقوم الناخب الأمريكي في الخارج بطلب التصويت في مطلع يناير من كل عام أو في حال قيامه بتغيير عنوانه في أي وقت. في المقابل, يتعين علي الولايات أن ترسل إستمارات الإنتخاب أو بطاقات الإقتراع إلي الناخبين في الخارج في موعده أقصاه54 يوما قبل إجراء الإنتخابات في الداخل الأمريكي. ويحقق النظام الأمريكي قدرا من الضمانة والتراتب الزمني الواضح لوصول رأي الناخبين إلي اللجان الإنتخابية في الولايات الخمسين قبل موعد الإنتخابات- في الداخل- بوقت كاف حتي يمكن أن تخرج النتائج في موعدها وهو ما يفسر إقبال الأمريكيين في الخارج علي إرسال بطاقات الإقتراع قبل إجراء الإنتخابات في الوطن الأم. كما أن المرونة في التعامل مع محل إقامة المواطنين الموجودين في الداخل حتي لو لم يكن الشخص الموجود في الخارج يملك عقارا أو سند ملكية في الولاية التي يصوت فيها وهو أمر يحسب للقانون الأمريكي الدي يغلب صوت المواطن في الخارج وحقه الصريح في المشاركة علي الضوابط القانونية الصارمة التي ربما تتعارض مع الحق في التصويت. كما أن النظام الأمريكي يوفر الوقت والجهد علي الناخب المغترب ويكفيه مشقة الإصطفاف في طوابير طويلة أمام المقرات الإنتخابية وهي مسألة مهمة عند التعامل مع الجاليات الكبيرة في الخارج مثلما هو الحال في حجم الجالية المصرية في الولاياتالمتحدة وكندا ومنطقة الخليج العربي ودول عربية اخري. ويأخد البعض علي النظام الأمريكي عدم وجود مقاعد مخصصة للتمثيل الأمريكيين في الخارج مثل بعض الدول التي تضمن تمثيلا للمغتربين الدائمين بحصة مقاعد محددة وربما يكون تجاهل تمثيل الأمريكيين في الخارج في صورة حصة مقاعد هو نتيجة غياب الجاليات الكبيرة العدد للأمريكيين المقيمين بصورة دائمة في الخارج علي خلاف التونسيين- علي سبيل المثال- حيث يمثل المهاجرين التوانسة نسبة معتبرة من الأصوات الإجمالية في بلدهم ويضعهم رقما يصعب تجاهله في العملية الديمقراطية وهو ما حدث مؤخرا في التصويت علي إختيار مقاعد الجمعية التأسيسية للدستور الجديد. ورغم السهولة البالغة في التصويت من الخارج, يتندر بعض الأمريكيين من حرمان التصويت عبر البريد أو التصويت الإلكتروني لهم من ميزة الإستمتاع بإجواء العملية الإنتخابية الساخنة علي أبواب السفارات والقنصليات في دول العالم المختلفة خاصة في الإنتخابات الرئاسية وإن كانوا يستعيضون عنها بحفلات تقليدية أثناء عملية فرز الأصوات في مقرات البعثات الدبلوماسية الأمريكية في كل أنحاء العالم وهو ما نتمني أن نراه في الإنتخابات المصرية المقبلة في ظل عملية منضبطة وديمقراطية حقيقية لا تشوبها شوائب الماضي!