في سابقة خطيرة, ألمح أمس محمود جبريل رئيس الحكومة الليبية المؤقتة السابق, بوقوف أطراف خارجية- لم يسمها- وراء اغتيال الثوار للعقيد الليبي معمر القذافي بمجرد اعتقاله لتصفية القذافي ودفن العديد من الأسرار معه. وذكر جبريل- في حوار خص به قناة سي إن إن- أن لديه إحساسا بأن الزعيم الليبي معمر القذافي قتل بناء علي أوامر من جهة خارجية, مؤكدا أنه كان يتمني ألا يقتل والاكتفاء باعتقاله, لأن الكثير من الأسرار كانت ستكشف بحكم علاقات العقيد مع عدة دول وقادة كبار. ونفي رئيس الحكومة الليبية السابق حوزته علي دليل واضح عن اغتيال الزعيم الليبي, إلا أنه تساءل في نفس الوقت عن تردد الثوار في اغتياله منذ اللحظة الأولي التي تم فيها اعتقاله, موضحا أنه إذا أراد الثوار قتله لفعلوا ذلك منذ اللحظة الأولي للاعتقال, ولكن أن يتم اعتقاله والاحتفاظ به لفترة, ويصفعوه علي وجهه, وفجأة يقتلونه, فذلك دليل علي أن هناك أمرا تلقاه الثوار بقتله. وتزامنت تصريحات جبريل مع تليمحات غير مباشرة نقلها موفد قناة روسيا اليوم الاخبارية عن مصادر ليبية وثيقة الصلة بشركات طيران فرنسية, أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي كان يسعي بالدرجة الأولي مع آخرين إلي القضاء علي القذافي وتصفيته. وتعود الدوافع- استنادا لهذه الشركات- إلي عام2010 عندما عرض ساركوزي علي القذافي مباشرة صفقة طيران ضخمة من مقاتلات رافال الفرنسية المحدثة تصل قيمتها إلي عدة مليارات, إلا أن القذافي اشترط أن تقوم فرنسا بإصلاح ترسانة المقاتلات الفرنسية من طراز ميراج التي بحوزة ليبيا بدون مقابل. وكذلك إصلاح بعض الأسلحة القديمة في ليبيا وإعادة بيعها لباكستان قبل أن يغير العقيد رأيه ويرفض صفقة المقاتلات الفرنسية رافال معللا ذلك بأنها باهظة الثمن, مما أوقع ساركوزي في مأزق أمام حكومته وشركات السلاح الفرنسية والجمعية الوطنية. يأتي ذلك في الوقت الذي سرب فيه عدد من أنصار العقيد المقتول صورا ومعلومات شخصية عبر المنتديات والمواقع الإلكترونية علي الانترنت حول هوية جبريل عصمان المنتمي إلي كتيبة51, والقاطن بمدينة مصراتة والمشتبه في قيامه بالاعتداء علي العقيد الليبي عند وقوعه في قبضة الثوار , وذلك في شكل إعلان لاستهدافه بالتصفية أو الاعتقال. كما أعلن أتباع سيف الإسلام القذافي عبر الانترنت عن إهدار دم عصمان بدافع الثأر, وكذلك اختطاف أحمد المجبري أمير كتيبة17 فبراير وشنقه في عمود كهرباء عند مدخل مدينة سرت. وعلي صعيد آخر, اعتقل الجيش الجزائري35 ليبيا مدججين بأسلحة رشاشة ومسدسات وقنابل كانوا ضمن قافلة اخترقت الحدود بين الدولتين الي داخل الاراضي الجزائرية. وذكرت صحيفة النهار الجديد الجزائرية أمس أن قوات تابعة للجيش الجزائري اعترضت قافلة ضمت عشر سيارات دفع رباعي و19 رشاشا كلاشنيكوف ورشاش اف أم, إلي جانب عدد آخر من المسدسات والقنابل اليدوية وكميات ضخمة من الذخيرة الحربية. وأضافت الصحيفة أن المسلحين كلهم يحملون الجنسية الليبية وقالوا إن أصولهم تنحدر من دولة النيجر, كما زعموا بأنهم كانوا متجهين نحو الحدود مع النيجر بهدف دخول أراضيها.