كان علينا ان نمر بعدد هائل من الحواجز الامنية لتفتيشنا تفتيشا دقيقا وربما مبالغ فيه قبل مقابلة الرئيس الصومالي الشيخ شريف شيخ احمد في مقر الرئاسة بالعاصمة الصومالية مقديشو. شيخ شريف الذي يري ان الآزمة الأخيرة بسبب المجاعة والجفاف هي الأسوأ منذ خمسين عاما. وفيما يلي نص الحديث. كيف تقيمون الأزمة الإنسانية في الصومال الناجمة عن المجاعة والحرب, وإلي أين وصلت معالجاتها الآن ؟ { الأزمة الأخيرة هي الأسوأ منذ خمسين عاما, كما انها الاسوأ منذ نشوب المشكلة الصومالية التي استمرت فترة طويلة. والازمة الاخيرة تأثرت ايضا بالحرب الاهلية الطويلة في السنوات التي مضت ولم يكن بها انتاج زراعي او حيواني, وتضررت بها كافة مناحي الحياة والمؤسسات الاقتصادية في بلادنا. هل المساعدات التي وصلت الي الصومال كانت كافية خاصة من الدول العربية والاسلامية؟ { المساعدات كانت كافية وجاءت في وقت مناسب. هل تكفي عمليات الاغاثة وحدها لنقل الصومال الي وضع افضل.. ام ان الامر سيظل بحاجة الي دعم حل سياسي للقضاء علي الأزمات المتتالية ؟ { ليس هناك ازمة سياسية في الصومال, وانما لدينا ازمة انسانية تتزامن مع ازمة امنية. فمشكلة شباب المجاهدين الذين تدعمهم القاعدة هي مشكلة نشترك فيها مع دول أخري والازمتان الانسانية والامنية مترابطتان ببعض. هل ترون ان الجيش الصومالي قادر علي الحفاظ علي انتصاراته التي حققها علي شباب المجاهدين؟ { الجيش الصومالي سيستمر باذن الله في تحقيق انتصاراته وتقدمه ودحر شباب المجاهدين وبقية المجموعات المتطرفة, وسيتم القضاء علي كل هذه الجماعات قريبا. هل ستظلون في حالة دفاع عن العاصمة مقديشو ام تهاجمون شباب المجاهدين في معاقلهم خارج العاصمة بجنوب الصومال؟ { تنبع المشكلة من صغار السن الذين تم التغرير بهم من قبل هؤلاء المتطرفين. والآن نريد ان نعطيهم الفرصة لاعادة النظر في مواقفهم, ولكن العمليات ضد شباب المجاهدين ستستمر ان شاء الله. هل كان لعملكم في وسط من تصفهم ب المغرر بهم من الشباب مرود ايجابي؟ { نعم.. هناك مجموعات صغيرة استسلمت ويتم الحوار معها الان, وثمة محاولة لاعادة تأهيلهم من جديد. واعتقد ان هذا الحوار ينقذ الكثير من ارواح الصوماليين. ماذا تتوقعون من د. نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية الذي سيزور مقديشو الشهر المقبل في اول زيارة من نوعها لمسئول عربي كبير الي العاصمة الصومالية؟ { ما نأمله ان تكون الدول العربية علي مستوي المسئولية تجاه ما يدور في الصومال, وقد لمسنا تغييرا في اداء الجامعة العربية في الفترة الاخيرة, علما بان هذا الدور لم يغب عنا ولكنه لم يكن كافيا. واعتقد ان المرحلة الحالية في الصومال تستوجب وجودا عربيا قويا في البلاد. ستنتهي فترة رئاستكم في سبتمبر المقبل بعد ثلاث سنوات من الحكم.. فكيف تقيمون الفترة السابقة.. وهل ترغبون في ترشيح أنفسكم مجددا للرئاسة؟ { نحن تجاوزنا المرحلة الاصعب, وسندخل الان في مرحلة البناء والتعمير, واعتقد ان الذي مارس السلطة في ظل الفترة الماضية بكل صعوباتها سيكون في رأيي افضل من أي شخص اخر جديد لا يعرف من اين يبدأ, ولذا اتوقع ان نستمر في الفترة المقبلة في الحكم. ماذا بشأن المصالحة التي طرحتموها في المؤتمر الذي عقد مؤخرا في مقديشو؟ { المصالحة ستستمر في الصومال, لكن ذلك سيستغرق وقتا لان ما حدث في البلاد لم يكن هينا, وانما كان له تأثيرات سلبية هائلة علي مختلف مناحي الحياة وعلي البنية التحتية للمجتمع الصومالي, ولذا فسوف تستمر المصالحة بإذن الله, والشعب الصومالي مقبل علي الوحدة والسلام وتقوية مؤسسات الدولة. هل تري ان الخلافات انتهت داخل الحكومة.. وماذا بشأن الخلاف بينكم وبين رئيس البرلمان؟ { ليس هناك أي خلافات. هناك حديث كبير في اوساط الصوماليين عن اجندات خارجية تنشط ضد مصلحة الصومال واستقراره.. كيف تنظرون الي هذا الامر؟ { هناك اجندات خارجية في كل دول العالم, والمهم هو كيف تتعامل الدول مع هذه الاجندات وتحقق مصالحها, واستطعنا في الفترة الماضية تجاوز الكثير من المرحلة الصعبة وستكون الفترة المقبلة اسهل ان شاء الله. وما هي علاقتكم بدول الجوار مثل اثيوبيا واوغندا وكينيا؟ { علاقاتنا جيدة بجيراننا وبقية الدول الافريقية بصفة عامة وليس هناك اية مشكلات. هل تري خطط الاتحاد الافريقي والامم المتحدة كافية لاحلال السلام في الصومال؟ { بالنسبة للاتحاد الافريقي, كانت مواقفه جيدة وداعمة للحكومة ولخروج الصومال من محنته, ووجود قوات الاتحاد الافريقي كان داعما اساسيا للحكومة والشعب الصومالي. وكذلك الحال بالنسبة للامم المتحدة, فكان موقفها جيدا, ولكن برنامجها الذي كان ينبغي تنفيذه في الصومال لم يكن علي المستوي المطلوب. هل ستظل الصومال تعتمد علي عمليات الإغاثة الدولية والعربية.. ام ستكون هناك خطة استراتيجية لاعادة تأهيل الحياة للشعب الصومالي؟ { لقد وضعنا خطة استراتيجية طموحا, لكن لا يمكن تنفيذها الان, سنبدأ الاعداد لتنفيذها بعد ان نفرغ من الاغاثة العاجلة ليتوالي العمل فيها خلال السنوات المقبلة. ما الدور الذي تنتظرونه من مصر بعد الثورة ؟ { اعتقد ان مصر بعد الثورة ستستشعر المسئولية الملقاة علي عاتقها سواء كانت في الجانب الافريقي او في الجانب العربي والدولي كذلك بصورة جيدة ومناسبة.