يرجع تغير المناخ إلي تغيير انماط الطقس الملحوظة في جميع انحاء الكوكب, وهذه الظروف المتغيرة ستؤدي الي تغيير الطريقة التي ينمو بها النبات وكمية المحصول المنتجة وكمية المياه اللازمة ومدي صلاحيتها لذلك اصبحت تقنية الاستشعار من بعد مصدرا هاما ورئيسيا للمعلومات الجغرافية الخاصة بالغطاء النباتي واستخدام الاراضي لضرورة استمرار عملية التنمية والادارة الزراعية المستدامة وحماية البيئة. يقول الدكتور أيمن الدسوقي رئيس الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء: بالرغم من انه تم استخدام تقنية الاستشعار من البعد خلال الاربعين سنة الماضية في مصر إلا أنه لم تصدر اي سياسات خاصة باستخدام بيانات الاستشعار من البعد في الادارة الزراعية, بل ان الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء التابعة لوزارة الدولة للبحث العلمي في مصر تستخدم بيانات الاستشعار من البعد بشكل منتظم في العديد من التطبيقات التي منها الادارة الزراعية ورسم خرائط الغطاء النباتي وادارة التربة والموارد المائية, واضاف الدكتور الدسوقي بأن قيمة الاستشعار من البعد قد اتضحت من قدرتها الفريدة من نوعها مقارنة بالطرق الاخري لجمع البيانات والمعلومات, وقال إن من اهم مميزات تقنية الاستشعار من البعد هو مقدرتها علي تقديم وجهات نظر شاملة بطريقة متكررة ومتجاورة مكانيا بدون الحاق اي تأثير علي المنطقة المراد دراستها, وكذلك عدم القيام بزيارة المنطقة محل الدراسة, وتوفر بيانات الاستشعار من البعد المقاسة في منطقة الطيف المرئي للشعاع الكهرومغناطيسي معلومات حول صحة النباتات والكتلة الحيوية, بينما توفر بيانات الاستشعار من البعد الحرارية معلومات تفصيلية حول التركيب الحراري لسطح الارض والتي لها علاقة مباشرة بتقدير قياسات تدفق الحرارة علاوة علي ذلك والكلام لايزال للدكتور ايمن الدسوقي نجد ان بيانات الاستشعار من البعد المتحصل عليها باستخدام اجهزة الرصد في مجال طيف اشعة الميكرويف تقدم بيانات مفصلة حول الارصاد الجوية اي رصد اوقات النهار والليل وذلك جنبا الي جنب مع المقدرة علي عزل خصائص الهدف وكل ذلك يجعل تلك النوعية من البيانات شديدة الملائمة لحساب قياسات الرطوبة. المتعلقة بالاحوال الجوية مثل رطوبة التربة, واضاف ان استخدام هذه التقنيات يعد محاولة لاكتشاف المناطق الصالحة للزراعة ونوعية الارض في مناطق مختلفة والتصحر المبكر والتعديات علي الاراضي الزراعية وكميات المياه واماكن وجودها والاماكن المناسبة للمحاصيل والجفاف وانتشار الافات. واوضح انه يمكن استخدام هذه التقنيات في التمييز بين المواد الملونة للبيئة كبقع الزيت في الانهار والبحيرات وحجمها وتطورها وانتشارها. جاء ذلك خلال المؤتمر الدولي حول استخدام تكنولوجيا الاستشعار عن البعد الذي نظمته كلية الزراعة جامعة عين شمس تحت رعاية الدكتور صفوت حسن عميد الكلية وحضره من الجانب اليوناني الدكتور أمنوس ماناكوس الاستاذ بجامعة خاتيا باليونان والدكتور جورجس بابا جورجيو ممثل الاتحاد الاوروبي باليونان ومن الجانب المصري الدكاترة ايمن ابوحديد استاذ البساتين واسامة البحيري مدير معهد الدراسات العليا والبحوث للزراعة في المناطق القاحلة ومحمد عيد نائبا عن وزير الزراعة وذلك بمناسبة عقد لقاء ختامي لاحد المشروعات الممولة من وزارة الزراعة اليونانية بموجب اتفاقية تعاون تنفذه كلية الزراعة جامعة عين شمس مع معهد خاتيا لزراعات البحر المتوسط والهيئة القومية للاستشعار من بعد وعلوم الفضاء واتحاد منتجي ومصدري المحاصيل البستانية في مصر وهو مشروع يسمي جلاميد ويهدف الي تدريب الباحثين والمتخصصين في مجال الممارسات المثالية ذات الصلة باستخدام تكنولوجيا المعلومات الجغرافية لدعم عملية صنع القرار وادارة الموارد المائية وتدريب الشباب للعمل في خدمة الاهداف الانمائية للتعاون العالمي من اجل التنمية المستدامة علي حد تعبير الدكتور صفوت حسن عميد الكلية, واضاف ان المشروع يهدف الي ادارة المشاكل البيئية والريفية المشتركة والتي تأتي نتيجة للتأثيرات المتشابهة للعوامل المناخية والموقع الجغرافي مع اليونان, واضاف الدكتور صفوت ان المنتجات الزراعية من المحاصيل تشكل جزءآ كبيرا من النظام الغذائي للانسان وكذلك الحيوان لذلك فانتاج الاغذية بكميات كافية ونوعية جيدة خالية من التلوث امر ضروري, بالاضافة الي ادارة الموارد الطبيعية وانقاذها من اثار الانشطة البشرية المختلفة التي تهددها بالخطر من فرط استغلال الموارد, وقال إن استخدام الاراضي بالمعني الجغرافي يعني استخدام الاراضي من قبل البشر وان تغير استخدام الاراضي هو الاختلاف او التغير في استخدام الاراضي كإزالة الغابات ونمو المدن والمناطق العشوائية بالاضافة إلي الحفاظ علي التراث الطبيعي والثقافي. في ختام المؤتمر طالب المشاركون من ممثلي معهد البحوث الزراعية والمركز القومي للبحوث واعضاء هيئة التدريس بكلية الزراعة جامعة عين شمس وخبراء البيئة ومنظمات المجتمع المدني بمواصلة التعاون المشترك من خلال هذه المشروعات العلمية المثمرة.