المستقلون يسيطرون علي مجلس نقابة الصحفيين بعد تراجع التيارات السياسية

بعد مخاض قانوني وانتخابي شاق‏,‏ أنهي الصحفيون ثالث انتخابات نقابية بعد الصيادلة والأطباء‏,‏ إذ سيطر التيار المستقل في سابقة تكاد تكون الأولي من نوعها علي نصف عدد المقاعد‏ . وكانت النتيجة تعبيرا عن الروح الجدية التي بدأت تدب داخل المجتمع المصري,. فعلي مستوي النقيب كان اختيار ممدوح الولي المرشح المستقل ذي المرجعية الدينية علي مرشح التيار الناصري يحيي قلاش, رغبة لإبعاد النقابة عن التيارات السياسية بالمرحلة المقبلة, والتفرغ للعمل النقابي, وهي الرغبة التي عبر عنها الولي عقب إعلان فوزه. أما علي مستوي المجلس فقد حصل المستقلون علي نصف الأعضاء: جمال عبدالرحيم, حاتم زكريا, أسامة داود, هاني عمارة, إبراهيم أبو كيلة, وخالد ميري,, في حين مني التيار الناصري بخسارة نظرا لكثرة عدد مرشحيه بتلك الانتخابات 29 مرشحا لم يدخل المجلس سوي أربعة أعضاء: كارم محمود, علاء العطار, جمال فهمي, عبير سعدي, هشام يونس. أما الخسارة الأكبر فقد مني بها الآخرون حيث لم يجتز من قائمتها التي تضم5 مرشحين سوي محمد القدوس.
وكان اللافت أن أربعة أعضاء فقط تجاوزوا حاجز الألف صوت, بل إن البعض نال عضوية المجلس بعدد أصوات لا يتجاوز665 صوتا في ظاهرة لم تعهدها النقابة من قبل, مرجعها تفتيت الأصوات بسبب كثرة عدد المرشحين الذي تجاوز102 مرشح, كما أن الأعضاء الستة بالمجلس القديم تمكنوا من النجاح أيضا, بل إن عبير سعدي حازت عددا من الأصوات1659 صوتا متجاوزة ما ناله النقيب نفسه الذي نال1646 صوتا دون احتساب الأصوات داخل الصندوق رقم2 الذي ثار حوله الجدل الكبير وعطل إعلان النتائج, مما اضطر اللجنة القضائية لإلغائه, حيث كان من المتوقع أن يحصل النقيب علي1722 صوتا حال اكتساب تلك الأصوات.
ومن الظواهر السلبية ارتفاع عدد الأصوات الباطلة 277 صوتا في انتخابات المجلس, و25 بانتخابات النقيب بعضها احتجاجي والآخر اتسم بالسخرية, حيث كتب أحدهم اسم الفنانة تحية كاريوكا بخانة النقيب.
أما علي مستوي المؤسسات الصحفية, فقد قفزت جريدة الأخبار للقمة بعدد4 أعضاء بالمجلس: محمد عبدالقدوس, زكريا, سعدي, وميري, فيما أتت الأهرام بالمرتبة الثانية بعدد3 أعضاء هم: العطار, وعمارة, ويونس, ليرتفع العدد إلي4 حال احتساب النقيب ممدوح الولي لكي تتساوي مع الأخبار, وأتت الجمهورية بالمرتبة الثالثة بعضوين هما: عبدالرحيم, وأبو كيلة, بالتساوي مع جريدة العربي, حيث يمثلها جمال فهمي, وأسامة داود. بهذا يكون للمؤسسات القومية الهيمنة علي مجلس النقابة الجديد, فيما يمثل كارم محمود جريدة الشعب, رغم كونه يشغل حاليا منصبا في جريدة التحرير.