صورة واحدة قلبت حياتها رأسا علي عقب.. فندي سلطاني البالغة من العمر32 عاما والتي تعمل مدرسة للأدب الانجليزي بإحدي الجامعات الإيرانية كانت تعيش حياة هادئة مستقرة في طهران. و لم تكن يوما من المهتمين بالسياسة أو من المشاركين في الاضطرابات التي شهدتها طهران بعد فوز احمد نجادي بالانتخابات الرئاسية..وفي صباح يوم لن تنساه أبدا وبينما هي تضع اللمسات الأخيرة علي دراسة أدبية حول الرمز النسائي في أعمال جوزيف كونرد إذ بها أمام صورتها وجها لوجه علي شاشات التلفزيون بجميع القنوات العالمية وما هي إلا لحظات حتي بدأ رنين الهاتف في منزلها يحمل معه صوت احد أساتذتها يسأل عنها في هلع فقد كانت صورتها علي شاشة التلفزيون والانترنت تبث علي اعتبار أنها الشهيدة' ندا اغا سلطان' التي لقت مصرعها برصاصة في الثاني والعشرين يونيو. هكذا تحولت ندا سلطاني بين ليلة وضحاها الي رمز للثورة الإيرانية وبالتالي هدف للنظام الايراني الذي مارس عليها كل أنواع الضغوط مما جعلها تتخذ قرارها في2 يوليو الماضي بالفرار الي ألمانيا والإقامة بمعسكر للمهاجرين غير الشرعيين. هذا التحول الدرامتيكي في حياة ندا لم يكن ليحدث لولا تسرع احد المدونين الذي قام فور الإعلان عن مقتل ندا سلطان بالبحث عن سيرتها الذاتية وصورتها علي الفيس بوك, ودون ان يلتفت الي اختلاف الحرف الأخير قام بنشر الصورة علي الإنترنت وفي خلال ساعات معدودة تناقلت وسائل الإعلام المختلفة الصورة الخاطئة دون ان يتنبه احد الي اختلاف الأسماء.