حين تسلم تلك السمراء في ليلة عرس كان الأبيض مغموسا في لون الدم كان الفستان بلا طرحة كان الرأس بدون التاج هل كان علينا أن نطلق كلمة( مبروك)؟ أم كان الأوفق أن نرسل باقات عزاء؟ محمد أنور السادات جملة مفيدة تاهت في خريف الغضب نشكره الآن أم نعتذر إليه؟ أم نسترجع صورة هذا الوطن في تلك اللحظة؟ وطن مهزوم مقهور يبحث عن بقعة ضوء سرقوا ثلث مساحته وتشرد ربع السكان وطن لايعرف إلا اللون( الكاكي).. وطن لايحلم حتي بالنصر يقتات اليأس بالأمل.. ينتظر الروح بلا كد أنور السادات( القشة) التي تعلقنا بها تحسس الطريق إلي شعبه فاصطدم بمراكز القوي قرر التخلص منهم بالضربة القاضية الفنية أعاد بناء البلاد من منطلق المصارحة دعانا لربط الأحزمة من أجل توفير الأسلحة لمس تقاعس السوفيت فعدد مصادر التسليح جند شباب الوطن وضاعف ساعات التدريب طرد قادة الهزيمة واستبدلهم بصقور الكرامة تأخرت ساعة الحسم فتعرض لطوفان الاتهامات محمد أنور السادات عاقل هادئ ثائر درس إسرائيل جيدا فاكتشف عدوه الحقيقي قال لمساعديه الخلصاء استعدوا لحرب الامريكان اعتبرها الضباط مزحة ففرد لهم الخرائط وازن بين القوات وقال القول المأثور لو حسبناها( إسرائيلية) سنخسر للمرة الثانية.. لو حسبناها أمريكية سنحسمها في ست ساعات أنور السادات لعب وتلاعب بعقول الجميع أقنع الامريكيين بأنه لن يحارب صدق الصهاينة عجزه عن التحرك روج مع العالم لأسطورة الجيش الإسرائيلي واستحالة خط بارليف ووضع المصريون أيادهيم فوق قلوبهم حين يرون الجند في اجازة يسألون: متي نعود إلي الحياة حين يرد الجند ببسمة لاتعقبها كلمات ينحسر الامل وحين يطل السادات علينا لا نسأله( المنحة ياريس). يسأله الناس علي شيء آخر.. عن حلم الحرب في السادس من أكتوبر كان العاشر من رمضان طلع الفجر علينا ظهرا جاء النصر إلينا مرحا يطلق أحلي الضحكات انهار الجيش الصهيوني في ساعات اليوم الاول تعترف مائير وديان ورابين بسقوط جبال لاتقهر اتهموا السادات بالخداع الاستراتيجي قالوا لرئيسهم الفعلي هناك أدركنا تدخل أمريكا الحرب كما قرأ السادات وانتصر الجيش المصري كما حرص السادات ووضعنا التاج علي رأس عروستنا السمراء كما أمر السادات محمد أنور السادات خطط وعبر وانتصر.. أعاد بالتفاوض ما لم يسترده بالحرب سلم خليفته وطنا منتصرا تعرض للسطو علي مدي ثلاثين عاما فهل نعتذر إليك ياصانع كل النصر أم نتوجه بالشكر؟ كيف سمحنا باختصار تلك المعجزة في ضربة جوية؟ في وقت تتدارس فيه معاهد كل العالم اسطورة جندي مشاه.. في وقت يسترجع ضباط اليوم( جرانيت) السادات وكشكول الجمسي. في وقت يتفاخر فيه الأبطال بدروس الأمس يحتفل الإعلام المصري بالضربة الجوية التي فتحت باب الحرية أقلام كتبت وحناجر كذبت ودفوف خدعت كيف نخونك ياسادات بتلك الجرأة كيف نسينا وسيلتنا لاسترداد الروح كيف نسينا خطابك بعد النصر لن نعتذر اليك اليوم ولن نشكرك سنقص علي الأبناء تاريخ أكتوبر الحقيقي سنكتب لهم اسم صانع النصر والبهجة سنرسم لهم صورتك بأفرول الحرب سنعيد علي مسامعهم كلماتك قبل النصر سنخلد إنجازات القادة.. أذرعة النصر سنكرم صاحب كل وسام سنقبل رأسا خطط وقدما عبرت وصدرا حمل وسام سندين لصاحب طلقة وصاحب دانة ومطلق صيحة هزت كل كيان سنغني للسادات ولقادة كل الأسلحة الأخري سنقول لزعيمنا الخالد محمد أنور السادات كل سنة وأنت طيب ياريس