تعجز الكلمات أن تخرج من فمي لرثاء صديق عمري وتوأم روحي أشرف الكحكي فلم أفكر يوما أو حتي ولو علي سبيل المزاح أن أعيش اليوم الذي أرثي فيه أصدقاء لي من أبناء جيلي وهم مازالوا في ربيع العمر فبالأمس القريب ودعنا الزميل يحيي يوسف ولم تمر إلا شهور قليلة ليرحل من نفس الجيل زهرة من زهور أصدقائي لقد كان أشرف طموحا لا يعرف اليأس في تحقيق أحلامه وأمنياته بل كان نموذجا في الاخلاص لأصدقائه ولعمله متفانيا ينكر ذاته في سبيل تحقيق السعادة للجميع.. منذ أن عرفته قبل ثلاثين عاما في بداية العام الدراسي بقسم الصحافة بسوهاج لم نفترق فتزاملنا في الدراسة ثم تزاملنا في العمل والسكن. من عرف أشرف عن قرب وجد فيه الطيبة فهو إنسان يحمل قلبا أبيض لا يحمل كراهية لأحد أو حقدا لأحد. فطري الطباع وكثيرا ما كان يقوم بدور حمامة السلام ليجمع بين الزملاء.. لم يمهل القدر أشرف الكحكي لتحقيق طموحه الصحفي فتنقل بين أقسام التحرير المختلفة ليحقق ذاته كمحرر في القسم العسكري إلا أن مشاعره الرقيقة كانت تميل لتغطية الأخبار الفنية.. رحم الله أشرف الكحكي فقد كان نعم الصديق والزميل والأخ وحفظ الله باقي أصدقائي وزملائي من كل سوء.