حقا هي لحظة تاريخية عندما تقدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس في جمعة الربيع الفلسطيني بوثيقة رسمية إلي بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة من أجل نيل اعتراف المنظمة الدولية بدولة فلسطين وعاصمته القدسالمحتلة كعضو كامل رقم 194 في المجتمع الدولي وإن كانت بتأييد سبع دول فقط في مجلس الأمن وتحتاج إلي صوتين من أعضاء المجلس الخمسة عشر حتى يمكن رفع التوصية بقبول فلسطين دولة كاملة العضوية ، وللأسف توجد 3 دول من الدول الأعضاء غير دائمة العضوية في المجلس أصواتها متأرجحة وهي للأسف نيجيريا والجابون والبوسنة ولا أدري ما المبرر لها وهي دول أفريقية وأخري تضغط عليها إسرائيل والولايات المتحدةالأمريكية مع الجزء الصربي في جمهورية البوسنة والهرسك لإجبار حكومتهم علي عدم التصويت وذلك قبل أن يجري مجلس الأمن مداولاته علي الطلب قبل دعوة الأعضاء للتصويت عليه . ورغم ما كشفه الرئيس الفلسطيني من ضغوط هائلة لمنعه أصلا من التوجه للأمم المتحدة من أمريكا وتهديدها باستخدام حق النقض "الفيتو" التي طالما اتخذته سابقا ورغم تشدق رئيسها باراك أوباما في أول توليه الرئاسة وإعلانه من القاهرة تأييده حق إعلان الدولة الفلسطينية ثم يقف الآن ضد تحقيق هذا المطلب العادل والقانوني وهو ما سيتسبب في حرج بالغ لأمريكا في العالم العربي أو من إسرائيل لأنها تزعم أن الاعتراف يجئ عبر المفاوضات المباشرة معها كأن لا يكفي عشرات السنوات من المفاوضات الهزلية ، بالإضافة إلي الموقف القطري المخزي "كالعادة" بالضغط المباشر علي أبو مازن والوفد المرافق ضد المسعى الفلسطيني والعربي واستعدادها لزيادة المساعدات للسلطة وتقليص دعمها لحركة حماس ، أما الأسف الأكبر والمحزن للقلب العربي موقف حماس الرافض لإعلان الدولة الفلسطينية وحرمان أحبابنا في غزة من مجرد إعلان الفرح بهذه اللحظة التي يتمناها كل فلسطيني حر بل أعلنت أن هذا اليوم هو "يوم غضب " في فلسطين أي فلسطين التي يتحدثون عنها ولهذا حديث يطول. فتحية واجبة لأبو مازن والشرفاء في العالم الذين يقفون مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في كفاحه من أجل دولته المحتلة والوحيدة التي تقع تحت الاحتلال والاستيطان الغاشم الإسرائيلي وترفض إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبا إلي جنب مع إسرائيل التي هي أصلا جزء سرطاني زرع في المنطقة العربية بوعد بلفور .. نعم لقد جاء الربيع العربي إلي المنطقة العربية ولن يتوقف إلا بتحقيق السلام والحرية والعدالة لشعوبها التي طالما ذقت الهوان والظلم والفساد من حكامها قبل أعداءها ، وحان الوقت للتخلص من رموز كانت تتحدث باسم الشعوب العربية وهم عملاء مأجورين معروفون رغم التخفي تحت شعارات لم تعد تسمع إلا في آذانهم الخربة وعقولهم المظلمة ومؤيديهم المأجورين ضد مصالح الأوطان والشعوب . المزيد من مقالات محمد مصطفى