خيط رفيع معذرة إذا كان هذا هو العامود الرابع في نفس الموضوع المتعلق بالعلاقات المصرية- الإسرائيلية حتي بما فيها العمود الأول الذي كان نعيا للسفير الصديق محمد بسيوني ولكن هناك أمورا من الحساسية والأهمية بحيث لا يصح إلا أن نصلت عليها كشافات قوية حتي لا تجرنا أحداث إلي حيث لا نرغب ولا نريد, أو تجد أجيال بعدنا نفسها وقد أصبحت في مواقف لم تستشر أو يأخذ رأيها فيها. وطالما كنت في الولاياتالمتحدة فإن الواجب يقتضي قياس تلك الذبذبات التي قد تنقلب إلي زلازل فيما بعد. وعندما يكتب كاتبان مهمان في موضوع واحد خلال يومين متتاليين, فإن ذلك لا يعد عادة من قبيل الصدفة وإنما يعد تعبيرا عن قلق عميق لا يمكن تجاهله. الأول هو دانييل كيرتزر مساعد وزير الخارجية الأمريكية الأسبق والسفير السابق في مصر وإسرائيل, والأستاذ الزائر الآن في مدرسة وودرو ويلسون للشئون العامة والدولية في جامعة برنستون الشهيرة. والثاني روبرت ساتلوف المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني. الأول نشر مقالا علي موقع مجلة ز س ز- س مقالا آخر في مجلة تقرير جيروزاليم (القدس) بعنوان العلاقات المصرية- الإسرائيلية معلقة بخيط رفيع. العناوين كما تري متشابهة, وهي ليست مجرد عناوين للمقالات بل هي انعكاسات لمناخ كامل يصور مصر ليس كدولة تمر بمرحلة ثورة بكل ما يعنيه ذلك من انعكاسات, وإنما باعتبارها دولة منهارة وعاجزة عن السيطرة علي نفسها أولا, وعلي حدودها ثانية. وفي هذه الأخيرة تأتي العلاقات مع إسرائيل واتفاقية السلام المصرية- الإسرائيلية. المسألتان هنا مترابطان, فالضعف المصري-كما يقال- يفتح الأبواب لسيطرة جماعات متطرفة, ومع سيطرة هذه الأخيرة تفتح أبواب أوسع كما يجري في تصريحات ملتهبة تصدر ممن لا يتحملون مسئولية تاريخية لكي تمهد الطريق لجماعات عدوانية علي الجانب الآخر. نقطة التركيز ليست كل مصر, وإنما بشكل أساسي سيناء, وبعد تصوير تكوين حلف ما بين البدو وسس سس لم يتم النطق به. المؤكد أن هناك طرقا أخري, أولها أن نعيد النظر في البروتوكولات الأمنية لكي تكفل حكاية سيناء, وثانيها تعمير سيناء فورا ودون تباطؤ, وثالثها أن تقف الفوضي الداخلية لأن مصر كلها الآن في خطر سواء بسبب أطماع الخارج أو بسبب خواء الداخل. [email protected] المزيد من أعمدة د.عبد المنعم سعيد