في آخر أحداث المظاهرات الاحتجاجية التي بدأت الأسبوع الماضي ضد ما وصفه المحتجون ب جشع الشركات في بورصة وول ستريت الأمريكية, اعتقلت الشرطة في نيويورك80 شخصا من بين المشاركين في مسيرة قام بها عدة آلاف من المحتجين في شوارع لوور مانهاتن وكانت تهدف إلي انتقاد النظام المالي الذي قال المحتجون عنه إنه يفيد بشكل جائر الشركات والأغنياء. وقالت السلطات إنه تم اعتقال معظم هؤلاء الأشخاص بتهمة السلوك غير المنضبط بعد تعطيل حركة سير المرور والمشاة خلال المسيرة التي استمرت ساعات وامتدت شمالا من الحي المالي إلي منطقة يونيون سكوير, كما تم توجيه اتهام إلي أحد المشاركين في المسيرة بالتعدي علي ضابط شرطة. وكان معظم المتظاهرين من الشبان الذين رفعوا أعلام الولاياتالمتحدة ولافتات تحمل شعارات مناهضة للشركات تعبر عن أهدافهم, وكتبوا علي إحدي اللافتات افرضوا ضرائب علي الأغنياء, كما كتبوا علي لافتات أخري عبارة نريد مالا من أجل الرعاية الصحية وليس من أجل رفاهية الشركات. من جانب آخر, وعلي صعيد الوضع الاقتصادي العالمي, دعت اللجنة المالية والنقدية الدولية بصندوق النقد الدولي إلي تحرك جماعي حاسم للخروج بالاقتصاد العالمي من هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها في أوروبا وعلي مستوي العالم. وتشمل هذه التدابير تنفيذ اتفاق تم التوصل إليه في الحادي والعشرين من يوليو الماضي لتوسيع دائرة صلاحيات آلية الإنقاذ المالي في منطقة اليورو. وأعرب رئيس اللجنة عن رغبته في أن يلعب صندوق النقد الدولي دورا في حل الأزمة. وكان وزير الخزانة الأمريكي تيموثي جيثنر قد طالب منطقة اليورو في وقت سابق خلال خطاب أدلي به خلال اجتماع لصندوق النقد الدولي بواشنطن ببذل جهود أكبر لمكافحة الأزمة الاقتصادية العالمية, وشدد علي أنه من الضروري اتخاذ المزيد من التدابير لإقامة جدار للحماية ضد مزيد من الركود. وطالب جيثنر الحكومات الأوروبية بالعمل معا مع البنك المركزي الأوروبي لإظهار التزام لا لبس فيه بحل الأزمة الراهنة. وعلي هامش مؤتمر اقتصادي عقد في العاصمة القطرية الدوحة, قال وزير الطاقة القطري محمد صالح السادة أمس إن سوق البترول العالمية تحظي بإمدادات وفيرة, ولكنه أشار إلي أن مشاكل الديون الأوروبية مازالت مثار قلق كبير لمنتجي البترول. وقال السادة للصحفيين عقب المؤتمر الامدادات في وضع جيد, وسيظل الطلب متأثرا بالنمو الاقتصادي عالميا. ومن جانبه, قال وزير المالية الروسي أليكس كوردين إن إنقاذ اليونان من التخلف عن سداد ديونها سيكون أفضل لدول منطقة اليورو, وسيخفف من تهديد حدوث تطورات مماثلة في إسبانيا وإيطاليا. وعلي صعيد الكارثة الإنسانية التي تشهدها منطقة القرن الأفريقي بسبب الجفاف, أعلن البنك الدولي أمس أنه سيزيد تمويلاته للدول المتضررة إلي نحو4 أضعاف حجمها الحالي لترتفع إلي نحو ملياري دولار. وأوضح رئيس البنك الدولي روبرت زوليك في كلمة ألقاها خلال مؤتمر بالأمم المتحدة حول منطقة القرن الأفريقي بمقر البنك في واشنطن أن التمويلات المخصصة للدول المتضررة في منطقة القرن الأفريقي ستقفز إلي1.88 مليار دولار مقارنة بال500 مليون دولار التي أعلنها البنك في يوليو الماضي. وقال زوليك إن التمويلات الإضافية- التي سيخصص معظمها لمشاريع طويلة الأمد- ستساعد علي تغطية عجز بقيمة مليار دولار في التمويلات المخصصة لمكافحة الجفاف الذي يهدد أرواح13 مليون شخص في القرن الأفريقي بينهم نحو أربعة ملايين في الصومال وحدها. في هذه الأثناء, قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه لا يزال يتعين توفير مبلغ700 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية في الدول المنكوبة بالجفاف والمجاعة خلال هذا العام.