شهدت الإسكندرية الأسبوع الماضي افتتاح أول وحدة في مصر, الشرق الأوسط وافريقيا لإعادة تدوير مخلفات الزئبق ومكونات لمبات الفلوروسنت التالفة, والتي تمثل عبئا كبيرا علي البيئة لأنها تصنف ضمن المواد شديدة السمية, ويأتي إنشاء هذه الوحدة بدعم من كوريا الجنوبية بلغ ثلاثة ملايين دولار وثلاثة ونصف مليون جنيه من الجانب المصري, ضمن مشروع التخلص الآمن من المخلفات الخطيرة بمنطقة الناصرية ببرج العرب, وافتتح المشروع كل من المهندس ماجد جورج وزير البيئة والدكتور أسامة الفوال محافظ الاسكندرية ويون جونج كون السفير الكوري بالقاهرة. وأوضح جورج أهمية المشروع للبيئة المصرية حيث يضع حلا لواحدة من المشكلات الخطيرة, وهي كيفية التخلص الآمن من اللمبات الفلوروسنت باعادة تدويرها والاستفادة من مكوناتها خاصة الزئبق المعروف بسميته الشديدة, بمشاركة هيئة المعونة الكورية بما لديها من خبرات وتكنولوجيات متقدمة التي قامت بتوريد هذه الوحدة المتكاملة لمعالجة وتدوير زجاج اللمبات والمعادن الموجودة بها والتخلص الآمن من الزئبق, وتضمنت عناصر المشروع بناء القدرات لادارة المنظومة بتدريب الباحثين علي الادارة المتكاملة للمخلفات الخطرة, وتتواصل الآن المفاوضات مع السفير الكوري لإنجاز الخط الثاني للمبات الموفرة للطاقة, كذلك تطرح فكرة إقامة مدفن آخر للمخلفات الخطيرة في نطاق القاهرة الكبري. وأوضح الوزير أن مصانع مصر تنتج نحو04 مليون لمبة فلوروسنت سنويا وتقدر نسبة الهالك02% من المنتج وأظهر الحصر وجود آلاف اللمبات الهالكة. مخزنة بالهيئات الحكومية والمستشفيات والجامعات وغيرها, لذا يتم الآن بحث أفضل السبل لتجميع وتحفيز المجتمع علي تسليم اللمبات التالفة, والتعاون مع إحدي الشركات المتخصصة في صناعة لمبات الفلوروسنت لتجميع اللمبات وإعادة تدويرها, كما عرضت نفس الشركة شراء الزئبق المستخلص من المشروع الجديد لإعادة استخدامه في التصنيع, وسيفيدها ذلك في تقليل الكميات التي تستوردها منه وتوفير عملات صعبة وهذا يبرز القيمة الاقتصادية المضافة. قدمت الدكتورة فاطمة أبو شوك المدير المصري للمشروع آليات العمل بالوحدة التي ستقوم بالتخلص الآمن من أبخرة الزئبق المنبعثة من اللمبات الفلوروسنت التي تسبب العديد من الأمراض المزمنة, بواسطة الكربون النشيط قبل نقله الي وحدة دفن النفايات الخطيرة, وقالت انه من أجل تحقيق أعلي درجات الكفاءة تم تدعيم الوحدة بالكوادر المطلوبة والتي تم تدريبها وإعدادها في كوريا الجنوبية, ويوجد8 مهندسين من مختلف التخصصات من مركز الناصرية لتشغيل الوحدة, كما تم تدريب8 باحثين من جهاز شئون البيئة بالاضافة الي4 باحثين بالمحافظة. وانتقل جورج للحديث عن تحديات الوضع الراهن البيئية ردا علي أسئلة الصحفيين منها ظاهرة تراكم القمامة فقال: اللجوء لشركات تجميع القمامة كان ضروريا في ظل ضعف قوة جامعي القمامة الذين لا تتجاوز نسبة تغطيتهم للقاهرة الكبري سوي01% أو51%, وبالنسبة لآداء الشركات الأجنبية العاملة في النظافة فليست كلها متعثرة, وتوقيع الغرامات دون ضوابط علي تلك الشركات يؤثر سلبا علي الخدمة التي تؤديها لذا تم تعديل بعض بنود العقود لتذليل العقبات أمامها لكي تؤدي عملها في سهولة ويسر. وأشار الي أن المرحلة المقبلة ستشهد العمل بآلية عمل جديدة مع شباب الثورة من خلال عدة برامج مقترحة منها برنامج فلنزرع مصر, والتنسيق معهم في إنجاز العديد من حملات التوعية البناءة في مجالات البيئة المتعددة, أيضا البحث عن آلية جديدة لحماية البيئة من خلال التعاون مع الصندوق الاجتماعي للتنمية وصندوق حماية البيئة بالوزارة اعتمادا علي المشروعات الصغيرة والمتوسطة كأفضل الحلول السريعة التي تتيح فرص عمل لعدد كبير من الشباب وبسرعة. وردا علي سؤال عن استعدادات الوزارة للتصدي للسحابة السوداء من خلال التخلص الأمثل من قش الأرز أجاب المهندس ماجد جورج: هناك توجه جديد للاستفادة من قش الأرز في أفران صناعة الأسمنت وستبدأ أولي الخطوات في مصنع أسمنت أسيوط الذي تعاقد بالفعل علي الاستفادة بكمية053 ألف طن من قش الأرز, ولهذا فوائده بالنسبة للشركة خاصة في ظل مقترحات إعادة تسعير الطاقة للشركات, والأمل معقود أن تسلك باقي الشركات نفس المسلك للعمل بخطوط انتاج جديدة تلائم الاعتماد علي الطاقة المولدة من قش الأرز. وطالب الدكتور ضيف منصور مدير عام ادارة النفايات الخطيرة بمحافظة الاسكندرية بضرورة استكمال منظومة ادارة المخلفات الخطيرة بمركز الناصرية ككل, لتشمل التعامل والتخلص من جميع المخلفات الخطيرة عن طريق إمداد الموقع بمحرقة ذات مواصفات خاصة وسعة مناسبة لمعالجة المخلفات العضوية الخطيرة, كذلك إنشاء وحدة لفصل الزيوت وأخري لمعالجة وتدوير النفايات الالكترونية, وإنشاء خلية جديدة للدفن الآمن للمخلفات الخطيرة كتوسعات للخلية الحالية.