لم تأت نتيجة مباراة مصر بما تشتهي الجماهير المصرية, بل أصابتها بحالة من الحزن والغضب حتي ان البعض قال الحمد لله أننا لم نتأهل لكأس العالم حتي لاننكشف أمام العالم! ماحدث في مباراة انجلترا هو الفارق بين كرة المحترفين والهواة.. ولقد تأكد بما لايدع مجالا للشك أننا مازلنا هواة حتي الآن, بالرغم من تسيدنا وتربعنا علي عرش الكرة الافريقية! أعلم جيدا ن كلماتي قد تغضب البعض ولكنها الحقيقة المرة التي يجب ان نعترف بها حتي يمكننا ان نستفيد ونصلح من مسار الكرة المصرية! حتي تصل إلي درجة التعامل كالمحترفين. لم يقنعني الاداء ولا المستوي الذي قدمه المنتخب الوطني, لقد غابت عنه الروح افتقد اللاعبون الجدية والتجانس والانسجام وكأنهم يشاركون في مباراة اعتزال احد النجوم التي يغلب عليها طابع اللامبالاة والترفيه, وهو ما كان واضحا في تعامل اللاعبين المصريين بعكس الحماس والجدية والتركيز التي كان يتعامل بها الانجليز مع المباراة وكيف كان روني ينفعل علي زملائه ويطالبهم بالافاقة من حالة السبات التي كانوا عليها في الشوط الاول. لقد أضاع المنتخب الوطني في الشوط الأول رغم انه لم يكن في حالته الطبيعية فوزا سهلا علي منافسه الانجليزي في عقر داره وكان بإمكان المنتخب الوطني ان يدخل التاريخ من أوسع أبواب العالمية, ويحفر اسمه بحروف من نور كونه اول فريق أفريقي وعربي لو نجح المحافظة علي تقدمه وفوزه علي الانجليز في قلب ويمبلي! ولكن للاسف دفع ثمن عدم الاهتمام والاكتراث باهمية المباراة, وكان واضحا ذلك حتي قبل السفر إلي لندن عندما تحدث الجهاز الفني ورأي انها مباراة لتكريم المنتخب.. كيف نلعب مباراة مع فريق كبير بحجم انجلترا وتتابعها كل وسائل الاعلام العالمية ثم نتعامل معها بمنطق انها مباراة احتفالية وتكريمية؟! لقد اختزل البعض أهمية وفائدة المباراة بل هناك من رأي ان المكسب الحقيقي في تجربة انجلترا اننا لعبنا علي استاد ويمبلي! ولاشك هو شعور قاصر ويشعرنا بالدونية واننا اقل شأنا وهو شعور مرفوض وترفضه كل الجماهير المصرية.. وطالما تواجدنا في الحدث يجب ان نتعامل مع الحدث بكل جدية ونترك النتيجة لتوفيق الله.. ولكن كالعادة دائما نظرتنا ضيقة الافق وغير بعيدة المدي!! لقد قلت سابقا ان المنتخب الوطني كانت امامه فرصة العمر لتحقيق فوز تاريخي علي الانجليز وكان من السهل جدا بل كانت كل الظروف مهيأة في ظل حالة الارتباك, وعدم الجدية التي لعب بها الانجليز الشوط الاول, ولو استطاع المنتخب الوطني تسجيل الهدف الثاني لصعبنا عليه المهمة في التعويض ثم هناك نقطة فارقة وفي غاية الاهمية هي كيف تعامل الجهاز الفني الوطني مع المباراة, وكيف تعامل معها كابيللو هذا هو الفارق الحقيقي بين كرة المحترفين والهواة؟! لقد تعامل شحاتة وجهازه المعاون مع المباراة بعدم الاهتمام بدليل التغييرات التي شابها شبه المجاملة لتكريم بعض اللاعبين وهم غير جاهزين فنيا وبدنيا وهناك لاعبون كانوا يستحقون الخروج من المباراة بعد مضي ربع الساعة الاول لكونهم كانوا بعيدين تماما عن مستواهم المعروف واجواء المباراة بينما علي العكس نجد كابيللو مدرب انجلترا تعامل معها بشيء من الاحترافية والواقعية والاهتمام عندما جلس وراقب ووضع يديه علي نقاط القوة والضعف في المنتخب الانجليزي وبكل هدوء جاءت تغييراته مفيدة للغاية وقلبت نتيجة المباراة, بينما كانت كل تغييراتنا تكريمية! وأترك تقويم المباراة للخبراء والجهاز الفني لمراجعة نفسه وندرك الاخطاء التي بلا شك كانت واضحة للعيان.. وأود التعليق علي تصريحات سمير زاهر الذي يختزل الفائدة في بعض الكلمات التي قالها كابيللو عن المنتخب الوطني حتي ولو كانت من باب المجاملة او بعض كلمات الثناء في بعض الصحف الانجليزية.. وكأننا حصلنا علي شهادة الجودة العالمية! وأقول للأخ زاهر الامور لاتقاس بهذا الشكل واذا لم تعترف بالتقصير والقصور فإننا سنظل محلك سر! انت تري في اللعب مع الانجليز قمة الفائدة, ولكن المحصلة اننا لم نستفد او نستثمر التجربة جيدا, وبالشكل الذي ظهرنا عليه كنت اتمني تقدم مستوي يلفت الانظار ولايقل عن شكل الاداء أمام البرازيل في كأس القارات حتي نستثمر ذلك في فتح ابواب احتكاك جديد بمختلف المدارس الكروية العالمية.. ولكن يبدو ان الاداء الباهت بهدأ الشكل وعدم الاهتمام والتركيز قد لايحقق الفائدة ولقد كنت مبالغا ومفرطا في الحديث من الآن عن كأس العالم2014.. يامن يعيش ربنا يعطيك العمر مادخل مباراة انجلترا بكأس2014 ام هي في اطار التسويق والترويج لإنتخابات اتحاد الكرة المقبلة.. هو شرط الثماني سنوات تم الغاؤه ولا ايه!!