رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان.. شخصية فرضت نفسها بقوة على الساحة العالمية والعربية واكتسب شعبية طاغية ليس في بلاده فقط وإنما تعدت حدود أنقرة والمدن التركية كل أنحاء العالم بمواقفه التاريخية.. اردوغان وصل ببلاده إلى آفاق كثيرة وطفرات في شتى المجالات سواء الصناعية أو الاجتماعية وعلى الصعيد السياسي أصبح الحضور التركي مهما للغاية في العديد من المحافل الدولية سواء على المستوى الآسيوي أو العالمي وأصاب ملايين المصريين حالة من الإعجاب الممزوج بالانبهار لمواقفه ضد إسرائيل علي الأخص بجانب أنه أول من ساند الثورة المصرية في مهدها ومن قبلها الثورة التونسية ووقوفه بجانب دول الربيع العربي من أجل الحرية والكرامة. وقول اردوغان أن "ساعة الشعوب قد حانت في العالم العربي وأن عصر الاستبداد قد ولى، ومن الآن فصاعدا من لا يدرك هذه الحقيقة أو يتعامى عنها، ويظن أن إرادة الشعوب يمكن أن تقهر وأن صوتها يمكن أن يحبس، فسيدفع الثمن غاليا ولا يلومن إلا نفسه " بالإضافة إلي كلمته التاريخية التي تابعها الملايين عبر الفضائيات والتي يؤكد خلالها بكل قوة وإصرار نابع من فهم حقيقي للعدو الإسرائيلي مؤثرة للغاية حيث أكد دعم بلاده لقيام دولة فلسطين في الأممالمتحدة داعيا إلى صياغة مستقبل عربي - تركي مشترك، كل هذه المواقف تعيد إلي الأذهان قوة الخلافة الإسلامية في بداية القرن ال15 والتي كانت العاصمة التركية اسطنبول عاصمة لها، وجعل من رجب طيب ذو السبعة والخمسين عاما الذي ولد في حي قاسم باشا أفقر أحياء اسطنبول لأسرة فقيرة من أصول قوقازية عام 1954 بدأ اهتمامه السياسي منذ 1969 وهو ذو 15 عاما، إلا أن بدايته الفعلية كانت من خلال قيادته الجناح الشبابي المحلي لحزب (السلامة أو الخلاص الوطني) الذي أسسه نجم الدين أربكان، ثم أغلق الحزب وكل الأحزاب في تركيا عام 1980 جراء انقلاب عسكري، وبعد عودة الحياة الحزبية انضم إلى حزب الرفاه 1984 كرئيس لفرع الحزب الجديد ببلدة باي أوغلو مسقط رأسه، وما لبث أن سطع نجمه في الحزب حتى أصبح رئيس فرع الحزب في اسطنبول العام 1985، وبعدها بعام فقط أصبح عضوا في اللجنة المركزية في الحزب. وبعد أن أصبح الآن اردوغان بالفعل هو رجل الساعة ورجل دولة يخدم بلده ومصالحها أولا ثم بعده الإقليمي وطموحه الدولي بالمقارنة مع مواقف الطبطبة والخنوع من رموز النظام السابق من الرجال الآخرون الذين خرجوا من التاريخ فنحن وبحق نأسف عليهم، وللأسف عدم ظهور الرموز ذات الكاريزما الثورية حتى الآن رغم الثورة الشعبية وتغيير المفاهيم السابقة وهذا سبب العجاب بسوبر ستار التركي ، ومما يجعلنا ننتظر الحلم المصري ورجل دولة المنتظر الذي يمتلك روح الإبداع والفكر والجدية والأمل لان شعبنا يستحق من يتحدث باسم مصر ذات الحضارة والتاريخ ، ونحن نترقبه بفارغ الصبر من يعيد بناء مصر الحديثة ولما لا والثورة المصرية أسقطت رمز الفرعون الحاكم منذ 4000 سنة ليكون الحاكم جزءا من مؤسسة الدولة وليس هو صاحب العزبة والحاكم بأمره ، وإنما ممثلا لديه الرؤية لتحقيق إنجازات وطفرات تنموية لجموع أفراد الشعب دون استثناء، ويملك القرار في الوقت المناسب دون إبطاء الذي يراعي مصلحة الوطن أولا وأخيرا ، ويختار الوطنيين المبدعين من الوزراء غير ذو الأيدي المرتعشة.. فتحية من كل الشعوب العربية لرجل تركيا . المزيد من مقالات محمد مصطفى