استدعت تركيا سفيرها لدى الولاياتالمتحدة للتشاور حول قرار لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب الأمريكى باعتماد وصف مذابح الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى بالإبادة الجماعية. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في بيان إنه يندد بهذا القرار الذي يتهم الشعب التركي بارتكاب جريمة لم يقترفها, وأعرب عن قلقه البالغ من أن يتسبب هذا القرار في توتر العلاقات الأمريكية- التركية والجهود المبذولة بين تركيا وأرمينيا لتطبيع العلاقات وإنهاء عداء الماضي بينهما. كما اعتبر الرئيس التركي عبد الله جول أن قرار اللجنة الأمريكية ليس له أي قيمة من وجهة نظر الشعب التركي, ولكنه أضاف أن بلاده ليست مسئولة عن العواقب السلبية التي يمكن أن تنجم عنه في مختلف المجالات. وأضاف أن الخطوة الأمريكية ستضر بجميع الجهود المبذولة لإحلال السلام والاستقرار والصداقة الدائمة بين شعوب منطقة القوقاز بصفة عامة. أما وزير الخارجية التركي داود أوغلو فقال: اتخذنا خطوات بالغة الأهمية في اتجاه تطبيع كامل في القوقاز, ويتعين علي الجميع تجنب زعزعة هذه الجهود, في إشارة الي توقيع وزيري خارجية تركيا وأرمينيا علي بروتوكولين لتطبيع العلاقات بين البلدين في أكتوبر الماضي. وتهكم محمد شاهين رئيس البرلمان التركي من القرار الأمريكي بقوله إن برلمانات العالم تنشغل عادة بتشريع القوانين, بينما الكونجرس الأمريكي يشغل نفسه بكتابة التاريخ, وهو ما اعتبره خطأ كبيرا. وعلي النقيض من ذلك, رحبت أرمينيا بقرار لجنة الشئون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي واعتبرته دفعة قوية لحقوق الإنسان. وقال وزير الخارجية الأرميني إدوارد نالبانديان: نحن نقدر بشكل كبير هذا القرار, واصفا إياه بأنه دليل آخر علي احترام الشعب الأمريكي للقيم العالمية وهو يمثل خطوة هامة للحد من الجرائم ضد الإنسانية. وكانت لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي قد صوتت علي قرارها مساء أمس الأول الخميس بأغلبية23 عضوا مقابل22, أي بفارق صوت واحد فقط, مع الوضع في الاعتبار أنه كان من المتوقع أن يتم إقراره بأغلبية أكبر, ولكن القرار ما زال ينتظر- في كل الأحوال- طرحه للتصويت العام في مجلس النواب بكامل هيئته لإقراره رسميا, أي أنه غير ملزم حتي الآن من الناحية الرسمية.