ارتفعت حصيلة الإشتباكات الدامية في صنعاء بين القوات الموالية للرئيس اليمني علي عبد الله صالح والقوات المناصرة لثورة الشباب إلي32 قتيلا وأكثر من450 جريحا، بعد سقوط ثلاثة قتلي أمس في اشتباكات دامية قرب ساحة التغيير. وقال شهود عيان أن إشتباكات متقطعة تواصلت أمس بين قوات الأمن المركزي وقوات الحرس الجمهوري التابعة للرئيس اليمني من جهة وقوات الفرقة الأولي مدرع المنشقة عن الجيش من جهة أخري بالقرب من جولة كنتاكي بشارع الزبيري, بعد أن نصب شباب الثورة خياما في المنطقة ومحاولة القوات الحكومية إستعادة الجولة. وأوضحت مصادر أمنية أن رقعة المواجهات بدأت تتسع بين الطرفين ضمن أحياء جديدة من العاصمة اليمنية في الوقت الذي تسمع فيه أصوات طلقات المدافع والرصاص بشكل مستمر, وسط أنباء عن عزم الشباب المعتصمين الإستمرار في التصعيد والزحف لإسقاط النظام اليمني. ووصل الي صنعاء أمس مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر علي رأس وفد في زيارة يطلع خلالها علي آخر المستجدات في الساحة اليمنية وفي محاولة صعبة لنزع فتيل الإنفجار العسكري في العاصمة وإعادة الأطراف إلي طاولة الحوار. ويأتي هذا التصعيد في الوقت الذي كشفت فيه مصادر سياسية عن اتصالات مكثفة أجراها السفير الأمريكي بصنعاء ومسئولون في مجلس التعاون والسعودية لاحتواء الوضع ومنع انزلاق اليمن إلي الحرب الأهلية, التي بدت نذرها مع مجزرة أمس الأول التي راح ضحيتها العشرات والمئات من الجرحي, ودخول القوة العسكرية علي الخط وانتشارها في شوارع صنعاء. ويقضي التحرك الإقليمي والدولي بالتعجيل في التوقيع علي المبادرة الخليجية من قبل عبدربه منصور هادي نائب الرئيس اليمني خلال يومين علي اعتبار أن الأمور لم تعد تحتمل مزيدا من التأخير, حيث يسود الشارع اليمني حالة من السخط العارم من جراء القوة المفرطة التي واجهت بها قوات الحرس والأمن المركزي الموالية لصالح, المتظاهرين السلميين وتبادل الطرفان المتقاتلان في صنعاء إتهامات بشأن المسئولية عن تفجير الأوضاع حيث إتهمت المعارضة قوات النظام بإرتكاب مجزرة بحق المتظاهرين بقاع العلفي وجولة كنتاكي لدي قمعها مسيرة شبابية, فيما اتهمت مصادر الحكومة حميد الأحمر وقيادات من حزب التجمع اليمني للإصلاح و أحزاب المشترك وبالتنسيق مع المنشقين في الفرقة الأولي مدرع بالقيام بتحريض المعتصمين أمام جامعة صنعاء ودفعهم للقيام بمسيرات مسلحة لاقتحام المنشآت العامة والخاصة ونهبها في حي الزراعة وباب القاع وأحياء أخري بالعاصمة صنعاء. وقالت المصادر إن حميد الأحمر وتلك القيادات في حزب الإصلاح والفرقة أوعزت إلي المليشيات المسلحة التابعة لها بما في ذلك عدد من القناصين بالانتشار وسط المتظاهرين واعتلاء أسطح المباني التي من بينها المباني التابعة لجامعة صنعاء وعمارات تابعة لقيادات بحزب الإصلاح للاعتداء علي المشاركين في تلك المسيرات واستهداف المواطنين في تلك الأحياء وأفراد الأمن.