لو رأس طنطاوي الوزارة رأس اللواء محمد نجيب الوزارة بعد ثورة يوليو في 8 سبتمبر 1952 وكان رئيسا لمجلس قيادة الثورة وقائدا عاما للجيش. ثم رأس محمد نجيب وهو رئيس الجمهورية الوزارة الثانية في 18 يونيو 1953 وكان البكباشي جمال عبد الناصر نائبا لرئيس الوزارء ووزير الداخلية. ولو أن المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة رأس بالمثل الوزارة بعد ثورة يناير بالإضافة لمنصبه كقائد عام للجيش ووزيرا للدفاع, وتولي الفريق سامي عنان منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية مع منصبه كرئيس للأركان لإنضبطت الأوضاع, لكن المجلس العسكري اختار ان يحكم البلاد من خلال وسيط لاحول له ولا قوة فكان مانري, اضف إلي ذلك أن رؤساء مصر الثلاثة لم يترددوا في رئاسة الوزارة أوقات الأزمات. فقد رأس عبد الناصر الوزارة بعد النكسة ليشرف بنفسه علي بناء الجبهة الداخلية بالتوازي مع بناء الجيش حتي توفاه الله في سبتمبر 1970 كذلك السادات رأس الحكومة من مارس 1973 حتي سبتمبر 1974 في فترة الإعداد لحرب اكتوبر والحرب وفك الاشتباك. ثم عاد وتولاها مرة اخري في 14 مايو 1980 حين اعتامت البلاد العواصف من جراء اتفاق السلام حتي قتل في اكتوبر 1981 فمات رئيسا للوزراء. أما مبارك فقد آثر أن يختبيء وراء وزرائه, فإن أحسنوا فبتوجيهاته وإن تعثروا فهم المقصرون فلا يسأل عما يفعل ولكن هم المسئولون وكنا نود لو أن المشير طنطاوي حذا حذو رؤساء مصر نجيب وناصر والسادات فنهض لحمل الأمانة التي رزأته بها المقادير وتولي الوزارة مباشرة في هذا الوقت العصيب خلال الفترة الانتقالية وحتي تستقر الأوضاع, فالشاعر يقول: سيذكرني قومي إذا جد جدهم.. وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر: د. يحيي نور الدين طراف تعليق: الاختلاف بين الماضي والحاضر أن قادة يوليو 52 استمدوا شرعيتهم من عمل مباشر قاموا به, بينما شرعية يناير 25 كانت ملتبسة بين الشباب الذي أيده الشعب والجيش الذي ا نحاز للاثنين. المزيد من أعمدة صلاح منتصر