انتشر في الفترة الأخيرة العديد من الدعوات التي تم رصدها علي موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك و تويتر لجماعات وقوي سياسية مجهولة تدعو إلي تنظيم عدة مليونيات يوم6 أكتوبر في جميع محافظات مصر, بهدف إسقاط حكم العسكر كما تقول هذه الدعوات,التي تحمل تحريضا شديدا ضد القوات المسلحة كمحاولة لإفساد احتفال شعب مصر بقواته المسلحة في ذكري انتصار أكتوبر, خصوصا بعد فشل محاولتهم في23 يوليو في محاصرة وزارة الدفاع ومحاولة اقتحامها, وذلك استمرارا لاستغلال المناسبات المصرية مثل25 يناير و23 يوليو ثم6 أكتوبر في محاولة لإشاعة الفوضي والاضرابات داخل البلاد. وقد التقت الأهرام بالخبراء والمتخصصين في المجال العسكري لتوضيح الحقائق حول هذه الدعوات ولماذا انتشرت في هذا التوقيت بالذات وما هو المقصود منها. علق اللواء محمود خلف المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا علي هذه الدعوات قائلا: لا توجد مفاجآت فيما ذهبت إليه هذه القوي المجهولة, ولكن نحن نتساءل عمن هم وراء تلك الدعوات المشينة التي تستهدف ليس فقط التحريض علي الدولة والجيش والشرطة والقضاء, ولكن هذه الجهات بتلك الدعوات تجاوزت كل الخطوط الحمراء باستهدافهم تدمير وتشويه الذاكرة الوطنية للشعب المصري. فدعواتهم المشبوهة تريد أن تحتفل بذكري6 أكتوبر بنفس الفكر والطريقة التي تتذكر بها إسرائيل ذلك اليوم, والذي يعتبرونه يوم كيبور أو عيد الغفران وهو يوم عقاب إسرائيل. وأضاف كمواطن ومقاتل سابق اشتركت في حرب67 وحرب الاستنزاف وحرب73 ضمن وحدات الصاعقة, فقد اختلطت مع المشاعر, وأنا أتابع تلك الدعوات المشينة مع ذكرياتي مع زملائي من المقاتلين في تلك الحروب التي اختلطت رمال سيناء بدمائهم الطاهرة, فأي رسالة تلك التي نبعثها لأرواحهم وأسرهم؟! وللأسف آخر مهازلهم التحريض ضد القوات المسلحة المصرية ولعلهم لا يعلمون أن جيش مصر قوي وطنية ملك الشعب وواجبها الوطني حماية أمن وسلامة الوطن, وبذلك فهي ليست مدعوة من أحد أو فئة أو ائتلاف لتنفيذ واجبها الوطني ومن ثم فلا يحق لأي منهم, وبأي شكل من الأشكال أن يحدد لجيش مصر مهامه في خدمة شعبه أو أن يحدد له ما يفعله ولا يفعله!, وأكد أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة المصرية سوف يستمر في أداء التزامه الوطني تجاه الشعب المصري في بناء الدولة وتسليم السلطة لرئيس البلاد المنتخب شاء من شاء وأبي من أبي. كما أعتقد أنهم يعلمون تلك الحقيقة جيدا, ولكنهم ومن الواضح أنهم يستهدفون التحريض والوقيعة باستفزاز جيش مصر العظيم لكي ينزلق( للنموذج السيئ), فليعلموا جيدا أن هذا لن يحدث فقواتنا المسلحة مهمتها حماية الشعب والدفاع عنه وليس الاعتداء عليه. وعلي من ينشروا هذه الدعوات علي مواقع التواصل الاجتماعي أن يظهروا أنفسهم في وسائل الإعلام. أما اللواء عبد المنعم السعيد رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق: أكد أن هذه القوي والجماعات السياسية التي تنادي بإساقط انتصار حرب6 أكتوبر وحكم العسكر تنادي للأسف بإسقاط مصر بأكملها وليست القوات المسلحة فقط, وعلينا أن نتساءل من الذي يقود البلد؟ وأين الجهاز المنظم الذي يحكمه العقل والحكمة والتدبير لإدارة شئون البلاد؟ هل نترك مصر للبلطجية وأعمال الشغب والفوضي؟. ويضيف السعيد: من يقدر أن يحكم مصر في الآونة الأخيرة التي سادت فيها الفوضي وتفاقمت بالمتاعب الاقتصادية والاجتماعية من ينادي بإسقاط القوات المسلحة هؤلاء من الثورة المضادة ويحاولون جاهدين التغرير بالشباب الذي تعتمد عليه أي أمة في بناء مستقبلها, أيضا علينا أن نسأل أنفسنا من الذي لديه القدرات غير القوات المسلحة لتحمل مسئولية البلاد في هذا التوقيت الصعب, حتي تعبر مصر مرحلة الأمان. فالقوات المسلحة لا يهمها في المقام الأول إلا مصلحة مصر ومصلحة شعبها والحفاظ علي أمنها في الداخل والخارج, وهي تبذل قصاري جهدها لكي تسلم مصر آمنة ومستقرة وثابتة الأضلاع وقوية ومن يدعي غير ذلك فهو من يخضع لنوع من التخطيط المدبر القادم إلينا من خارج مصر, ومن بعض المشبوهين الذين يهمهم في المقام الأول أن تنهار مصر!! وهذا غير وارد إطلاقا. ولذلك علي كل الرجال العاقلين والشباب الواعين أن يفهموا جيدا أن مصر بخير ومن يحاول الوقيعة بين الشعب والجيش يريد في المقام الأول تفتيت مصر إلي دويلات, ولا يجب أن نستجيب لمثل هذه الادعاءات الفوضوية, التي قد تؤدي إلي تفتيت قوي الشعب. وأكد: أن ما يحدث الآن هو مؤامرة جاءت إلينا من الخارج, ولأن هذه المؤامرة لا يمكن أن تنبع من شبابنا المثقف المتميز, ولكن احتمال أن تكون جاءت من شباب متهور حاصل علي ثمن من جهات أخري للتغرير بشبابنا وقد يكونون من أنصار الحزب السابق, لا نعلم من أين هم؟! كما أعتقد أن مطالب الشعب المصري, هي استمرار القوات المسلحة في العمل كما هي حتي تتيح الفرصة للانتهاء من الانتخابات, ثم تعود إلي ثكناتها رافعة الرأس, ونحن الآن في أشد الحاجة إلي القوات المسلحة لتأمين البلاد ضد أي اعتداءات خارجية في أسرع وقت ممكن.