من الوادي الجديد والفيوم الي الصحراء الغربية وغيرها من المحافظات التي تستقبل سياحة السفاري, تنتظرها الآن قرارات مهمة لانقاذ هذه السياحة التي كانت تمثل دخلا هائلا بعد واحدة من الضربات الموجعة حينما قررت عدة مؤسسات دولية شطب اسم مصر من خطط السياحة الصحراوية( السفاري). وقالت هذه المؤسسا تعليلا لقرارها الخطير ان السياحة الصحراوية إلي مصر تعاني من متاعب مرهقة حيث تستدعي الحصول علي28 تصريحا من جهات أمنية وسيادية في مصر لكل سائح بجانب المغالاة في رسوم هذه السياحة من الجانب المصري. وكذلك بعد ان فشلت كل الجهود في إقناع المسئولين عن هذه السياحة في مصر بتخفيف الاجراءات أو حتي خفض رسوم الزيارة. ولقد كانت السياحة الصحراوية إلي صحراء مصر حيث تبلغ مساحتها965 الف كيلو متر مربع وتحتوي من الكنوز والثراء الجيولوجي والتاريخي الكثير كما يشرح د. محمود القيسوني مستشار شئون البيئة ما يجعلها واحدة من أغني مناطق الجذب السياحي الصحراوي, حيث انها تعرضت علي مدي ملايين من السنين لعصور كانت فيها قاعا للبحر ثم أربعة عصور مطيرة ثم صحراء جرداء, كل هذا خلف كما هائلا من الحفريات فتوجد أشجار المانجروف والشعاب المرجانية المتحجرة وهياكل وأنياب القروش البحرية والحيتان والديناصورات العملاقة.. وأيضا بصمات جيولوجية بالغة الثراء مثل الصحراء البيضاء والسوداء وجبال الكريستال ونحو اثني عشر منخفضا وكهوفا ومغارات.. كما ترك فوقها الانسان المصري الأول تسجيلا لتاريخه الذي بدأ منذ200 ألف عام من رسومات بدائية براقة الألوان وأدوات زراعية. وقد حققت السياحة الصحراوية لمصر خلال السنوات السابقة جذبا يستحق الاهتمام كما يطلب د. القيسوني حيث بلغ عدد السياح في عام نحو مليون سائح سنويا, مما يعطي للسياحة الصحراوية أو البيئية ثقلا وأهمية بالغة.. اماعدد السياح الذين نفذوا رحلات إلي عمق الصحراء فكان في عام مضي نحو15 ألف سائح. ولكن لماذا هذا القرار الخطير بحرمان مصر من هذا المورد المهم في وقت تشتد فيه الحاجة إلي سائح واحد؟ يجيب محمود عبدالوهاب مدير عام تطوير المنتجات السياحية بأن الموافقة علي رحلة سياحية صحراوية لسائح واحد في بلادنا تتطلب استخراج تصريح أمني من كل من وزارة السياحة.. والأمن القومي..وعمليات القوات المسلحة.. والمخابرات المصرية المجموعة26 وحرس الحدود.. ووزارة البيئة.. وشرطة السياحة! ويجب تقديم الطلبات قبل21 يوما من الرحلة. وأمام هذا الموقف الكارثي لاحتمال ضياع السياحة الصحراوية استجابت السلطات المصرية أخيرا لطلبات شركات السياحة بشكل سوف يحقق دفعة هائلة للسياحة الصحراوية, وجاءت استجابة الدولة منذ أيام كما يشرح أحمد موسي رئيس لجنة السياحة الصحراوية بغرفة شركات السياحة في اتجاهين, الأول بالنسبة للرسوم فقد تقرر تخفيض الرسوم من وزارة الداخلية بنسبة40% والباقي وقدره60% من الرسوم قررت أيضا وزارة السياحة تخفيضه بنسبة50% ومعني ذلك أن السائح لن يدفع إلا30% فقط من قيمة الرسوم التي كان يدفعها قبل هذه التخفيضات.. وعلي وجه التقريب كما يضيف رئيس لجنة السياحة الصحراوية لن يدفع السائح إلا في حدود600 جنيه يوميا بعد أن كان يدفع3 آلاف جنيه, ومن جهة أخري تقرر تشكيل لجان مع وزارة الداخلية وهيئة تنشيط السياحة سوف تبحث خلال الأيام القادمة وعلي وجه السرعة تحقيق آليات جديدة لتسهيل معضلة التصاريح. وامام استجابة الدولة لخفض الرسوم وتسهيل الحصول علي تصاريح سوف تتحرك هيئة تنشيط السياحة لإعادة الطيور المهاجرة ومخاطبة الشركات العالمية حتي تعود السياحة الصحراوية إلي سابق عهدها.. بل قد تزدهر كما يتوقع الخبراء في ظل التسهيلات الجديدة.