"ثمن الشهامة".. حكاية "عم هاني" فقد بصره لجرأته على مروجي "السموم".. أبلغ عن "دواليب" المخدرات في حلوان فعاقبه التجار بفقء عينه

"عم هاني".. يعيش بمفرده وسط أربعة جدرانبمنطقة عرب غنيم بحلوان، ويعمل في إحدى شركات النظافة، يخرج في الصباح الباكر بحثا عن "لقمة عيشه"، ولكن شاءت له الظروف أن يمر مساء على شريط السكك الحديدية بالمنطقة، ليشاهد "دولايب"بيع المخدرات والشباب الذينيوقفون المارة لترويج السموم، وعندما فاض الكيل به، قرر إبلاغ الشرطة.
وعندما عرف التجار بذلك قرروا معاقبته فتربصوا له وتعدوا عليه بالضرب حتى تم فقأوا عينه، وتم نقله من قبل سائق إلى مستشفى مجاور، وأخبر الطبيب أسرته أنه لن يستطع الرؤية مرة أخرى، وتم إبلاغ الشرطة والقبض على المتهمين بالتعدي على الضحية.
اقرأأيضا.. "تفحمت جثته أثناء عمله في الورشة".. القصة الكاملة لوفاة شاب محترقا داخل مغسلة في البساتين (صور)
في عرب غنيم، التقى "أهل مصر" بعم هاني، الذي قال:يوم السبت الماضي أثناء عودتي من عملي وعبوري شريط السكة الحديد بالمنطقة، فوجئت بشخص يناديني باسمي، ونظرت خلفي فوجدت شابا يقذفني بالحجارة فسقطت على الأرض، فقام مجموعة من الأشخاص بالتعدي بالضرب الشديد على جميع أجزاء جسمي، مرددين: «بتبلغ علينا»، ثم تركوني حتى نقلني شخص إلى المستشفى.
وأضاف:أبلغت الشرطة، وتم القبض على المتهمين، وحضر المحامي الخاص بهم للتصالح وعرض عليّ مبلغامقابل التنازل عن المحضر، وقال: بلّغت الشرطة أكتر من مرة بأنهم يبيعوا المخدرات، وقبل كدا اعتدوا عليا في نفس المكان بعلبة بيروسول مشتعلة، لكن الأهالي أنقذوني ونجحوا في المرة الثانية.
وقال "محمد. ع"، نجل شقيق الضحية:عمي شغال باليومية ومش هيقدر يصرف على نفسه مرة ثانية وعلى علاج عينه، ومحبوب بين جيرانة حتى من الأطفال، وعمره ما عمل مشكلة في الشارع، وأنا لا أتمكن منمساعدته اللي جاي على قد اللي رايح، ويوم شغال ويوم في البيت.
مضيفًا: يبقى ده جزاء عمي انه حاول يمنع المخدرات في الشارع، إنهم صفوا عينه، الناس في المكان بترفض بيع تلك السموم أسفل البيوت وفي الشارع، اللي يعترض يكون جزاؤه كدا وأكثر.
اقرأأيضًا.. ب"كنش وحبل غسيل".. حكاية "هادي" المنتحرهاربًا من بطش زوج أمه في حدائق حلوان (صور)
بينما قال "سمير"، شاهد عيان على الواقعة:بعد صلاة العشاء شاهدت مجموعة من الشباب الذينيقطنون السكة الحديد بالليل تعتدي على "عم هاني" حتى سقط على الأرض والدماء من حوله، فذهبت معه إلى مستشفى القصر العيني في محاولة لتخفيف تساقط الدماء التي تسيل من عينه، وطالبت الشرطة بتطهير المنطقة من أوكار المخدرات، التي تمنع النساء من عبور الشارع لقضاء مستلزمات البيوت، مردداً أحنا خائفين على عيالنا.