تنسيق الثانوية العامة 2025.. مؤشرات كليات الطب البيطري 2024 المرحلة الأولي بالنسبة المئوية    محافظ القليوبية يتابع أعمال النظافة ورفع الإشغالات بمدينة الخانكة    وزير الزراعة: تجاوز صادرات البطاطس 1.3 مليون طن للمرة الأولى    وزير السياحة: ارتفاع معدل إنفاق السائحين... وتوقعات بتجاوز حاجز 18 مليون زائر بنهاية العام    الحوثيون يعلنون عن خيارات تصعيدية جديدة ردا على ما يجري في غزة من حرب إبادة وتجويع    رابطة العالم الإسلامي: مؤتمر "حلّ الدولتين" فرصة للوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ    إسرائيل تفرض رقابة عسكرية مُشددة على المُراسلين الأجانب الراغبين في دخول غزة    الصناعات التكاملية المصرية تدرس إنشاء مصنع سكر بنجر بالسودان بتكلفة 350 مليون دولار    جزر المالديف والهند تؤكدان حرصهما على العمل من أجل دعم العلاقات وتعزيز التعاون    تمارا حداد: الهدنة الإنسانية.. خطوة سياسية تكتيكية لشرعنة الحصار واستمرار الحرب على غزة    مستشار ترامب ل "الفجر": إيران تلقّت ضربة عسكرية مباشرة بأمر من ترامب بسبب برنامجها النووي    إدريس يشيد بالبداية المبهرة.. ثلاث ميداليات للبعثة المصرية فى أول أيام دورة الألعاب الإفريقية للمدارس    الصفاقسي التونسي يعلن تعاقده مع علي معلول.. والتفاوض مع لاعب الزمالك    جدول مباريات الزمالك في الدور الأول من الدوري المصري الممتاز موسم 2024-2025    الغندور يعلن رحيل نجم الزمالك.. ويكشف وجهته المقبلة    رضا عبدالعال: «القرعة ظالمة ومعمولة علشان الأهلي ياخد الدوري»    الأرصاد تحذر من ارتفاع الأمواج في عدد من الشواطئ (تعرف عليها)    إصابة 5 أشخاص بحادث انقلاب سيارة في البحيرة    صور حادث تصادم قطار خط المناشي بجرار زراعي في البحيرة    القبض على عاطلين متهمين بهتك عرض زميلهم بشبين القناطر    السيطرة على حريق اندلع بمحيط فيلا في منطقة الشيخ زايد    أحمد نبيل: تعليم الأطفال فن البانتومايم غيّر نظرتهم للتعبير عن المشاعر    «السياحة والآثار» تواصل استعداداتها لإدراج منطقة «تل العمارنة» الأثرية بقائمة التراث العالمي    ثقافة الفيوم تناقش التحولات الاجتماعية في الرواية المصرية بعد ثورة 23 يوليو.. صور    متخليش الصيف ينسيك.. فواكه ممنوعة لمرضى السكر    معاناة حارس وادي دجلة محمد بونجا.. أعراض وأسباب الإصابة ب الغيبوبة الكبدية    سعر الذهب اليوم الاثنين 28 يوليو 2025 عيار 14 بدون مصنعية ب3038 جنيه    سعر الدولار فى التعاملات الصباحية اليوم الاثنين 28-7-2025 فى البنوك    أخبار × 24 ساعة.. توقعات بارتفاع الحد الأدنى لتنسيق كليات علمى من 1 ل2%    تنسيق الثانوية العامة 2024 علمي علوم بالنسبة المئوية المرحلة الأولى (جدول)    عقب مصرع مدير أمن الوادي الجديد.. وفاة رقيب شرطة متأثرا بإصابته فى حادث المنيا    دفاع أحد ضحايا سفاح المعمورة بعد الحكم بإعدامه: طالبنا بتعويض مدنى مليون جنيه    شروط القرض الشخصي لأصحاب المهن الحرة في البنك الأهلي    طه عزت: الموسم المقبل بلا تأجيلات.. وهناك تنسيق مع حسام حسن بسبب الأجندة الدولية    مدرب بيراميدز عن موعد مباراة دجلة: اللعب فى حرارة 45 درجة تهديد لصحة اللاعبين    أم وابنها يهزمان الزمن ويصنعان معجزة فى الثانوية العامة.. الأم تحصل على 89% والابن 86%.. محمد: ليست فقط أمى بل زميلتي بالدراسة.. والأم: التعليم لا يعرف عمرا وحلمنا ندرس صيدلة.. ونائب محافظ سوهاج يكرمهما.. فيديو    إيهاب توفيق يشعل المهرجان الصيفي للموسيقى بالإسكندرية (فيديو وصور)    المعهد القومي للكبد: مصر حققت إنجازًا عالميًا في القضاء على فيروس "سي"    «قالوا لي إني ميتة».. أنوار تروي مأساة 9 سنوات انتهت باختفاء الزوج ووقف المعاش    حددت شروطا للظهور به وارتدته وخلعته قبل 11 عاما.. قصة سما المصري مع الحجاب بعد «فيديو البكاء»    ثروت سويلم: لا يوجد خلاف بين اتحاد الكرة ورابطة الأندية.. ولا تأجيلات فى الدورى    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. استشهاد 4 فلسطينيين فى قصف الاحتلال على خان يونس.. هزات أرضية وصلت ل3.8 درجة بمقياس ريختر فى ميانمار.. مقاتلون سابقون فى طالبان نقلوا لبريطانيا حفاظا على سلامتهم    الباذنجان مهم لمرضى السكر والكوليسترول ويحمي من الزهايمر    بعد توقف 11 عاما.. رئيس حقوق الإنسان بالنواب يُشارك في تشغيل مستشفي دار السلام    رغم ارتفاع درجات الحرارة.. قوافل "100 يوم صحة" تواصل عملها بالوادى الجديد    رفضت عرسانًا «أزهريين» وطلبت من زوجها التعدد.. 19 معلومة عن الدكتورة سعاد صالح    في الحر الشديد.. هل تجوز الصلاة ب"الفانلة الحمالات"؟.. أمين الفتوى يوضح    محافظ الوادي الجديد ينعى مدير الأمن الراحل إثر حادث سير بالمنيا    بتوجيهات شيخ الأزهر.. قافلة إغاثية عاجلة من «بيت الزكاة والصدقات» في طريقها إلى غزة    البابا تواضروس يصلي القداس مع شباب ملتقى لوجوس    ضبط 283 قضية مخدرات و129 قطعة سلاح نارى خلال 24 ساعة    شاهد.. توجيهات الرئيس السيسي اليوم ل3 وزراء بحضور مدبولي    جامعة أسيوط تشهد فعاليات اللقاء العلمي "GEN Z ANALYSTS" بكلية التجارة    هل الحر الشديد غضبًا إلهيًا؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    محافظ الغربية يكرم أوائل الثانوية الأزهرية بالجمهورية من أبناء المحافظة    مصر تنتصر ل«نون النسوة».. نائبات مصر تحت قبة البرلمان وحضور رقابي وتشريعي.. تمثيل نسائي واسع في مواقع قيادية    وزارة التربية والتعليم تعلن بدء تحويلات المدارس الدولية IPS    «الحشيش مش حرام؟».. دار الإفتاء تكشف تضليل المروجين!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أديب الشارع.. حكاية حسان بائع الكتب الأمي الذي علمَّ مفكرين وأساتذة جامعات.. صور

مثقف من جيل السبعينيات، حرمته الظروف الأسرية من الحصول على حقه في التعليم، فامتهن منذ صغره العديد من المهن بغرض الحصول على المال الذي يقيل به أسرته من عثرات الفقر، وفجأة تغيرت حياته حين التحق بصفوف القوات المسلحة ليؤدي الخدمة العسكرية، قصة "حسان محمد"، بائع الكتب المتجول، وصاحب ال68 عامًا، والذي منحه المارة ومن يبتاعون منه الكتب لقب "أديب الشارع"، واستعان به مفكرين وأساتذة في الجامعات المصرية، وذلك من كثرة شغفه بالإطلاع والقراءة؛ تنقلها "أهل مصر" في السطور التالية.
معنى الحياة
بدأت قصة "حسان"، منذ خمسينيات القرن الماضي، حين كان صغيرًا وحرم من الالتحاق بالمدرسة نظرًا لظروف عائلته الاقتصادية التي لم تكن تسمح في ذلك الوقت بأن يتعلم، ويقول حول هذا: إنه عمل وهو صغير في العديد من المهن كي يتمكن من مساعدة عائلته في مواجهة ظروف الحياة والتغلب على الفقر الذي كان يحيط بهم في ذلك الوقت، ثم التحق بصفوف القوات المسلحة ليؤدي الخدمة العسكرية وداخل الجيش تعلم القراءة والكتابة على يد زملائه المجندين الذين أتاحت لهم ظروفهم العائلية الالتحاق بالمدارس قبل الانضمام للجيش.
"حسان"، يؤكد أنه شعر بعد اتقانه الكتابة والقراءة ب"معنى آخر للحياة"، حيث لم يعد ذلك الشاب الذي يعمل دون هدف، ولذلك وبعد أن قضى سنوات خدمته العسكرية، في سبعينيات القرن الماضي، أصر على أن البحث عن عمل في أي مجال متعلق بالثقافة، وبالرغم من عدم تمكنه من تحقيق هذه الأمنية لأنه لا يحمل أي مؤهل علمي، لم ييأس، واختار أن يصبح بائع كتب متجول، فأشترى عربة يد صغيرة ذات عجلات ثلاث، ووضع بداخلها مجموعة من الكتب ليصبح بهذا أول بائع كتب متجول بالجيزة.
كتاب ب"تعريفة"
ظل "حسان" يتجول منذ سبعينيات القرن الماضي بعربته في شوارع القاهرة، يبيع الكتب متنقلًا من ميدان التحرير، إلى شارع القصر العيني، والسيدة زينب، قائلًا: "كنت بشتري كتب بتعريفة، وأبيعها بشلن"، إلى أن استقر به المقام منذ 12 عامًا وحتى الآن أسفل كوبري الدقي بالجيزة، حيث اضطر مع كبر سنه وعدم قدرته على التنقل لمسافات كبيرة إلى الجلوس بجوار كتبه التي يفترش بها مساحة من الأرض.
وعند وصولك إلى كوبري الدقي، ومنذ الوهلة الأولى، يلفت "عم حسان" نظرك؛ حيث تجده جالسًا ممسكًا في يده كتابًا يقرأه بتركيز يفقده الشعور بكل ما يدور حوله، حتى تلك الضوضاء التي تحدثها السيارات والمارة لا تأخذه من عالم القراءة الذي اختار أن يبقى فيه طواعية.
"حسان"، أوضح أنه بمجرد أن يفترش كتبه على الأرض، ينشغل بقراءة الكتب والمؤلفات المتنوعة بين السياسة والأدب والطب والدين والتاريخ، غير عابئ بحراسة بضاعته التي يبيعها، مؤكدًا "أن القارئ لا يسرق، والسارق لا يقرأ"، كما أن الكتب لم يعد لها قيمة تغري البعض لسرقتها.
التطور التكنولوجي
رياح التطور التكنولوجي أتت بما لا تشتهيه سفن "حسان"؛ حيث عزف الناس عن شراء الكتب، بعد أن أصبحت القراءة من خلال الإنترنت أمرًا سهلًا ولا يكلف الشخص أي أعباء مالية، إضافة إلى ارتفاع أسعار الطباعة والورق وغيرها.
يتذكر "حسان"، ما يسميه ب"الأيام الخوالي"، حين ذاع صيته كواحد من أشهر بائعي الكتب في القاهرة، قائلًا: "اتعلمت من مدرسة الحياة اللي كان من المستحيل تعلمهولي المدارس، وكثرة قراءتي في الكتب جعلتني معروفًا وسط النخبة المثقفة، وكثيرًا ما أستعان بي أساتذة الجامعات في حل ألغاز بعض القضايا المهمة وأرشدتهم عن أهم المؤلفات التي يجدون فيها ما يبحثون عنه، وأفخر أن هناك مفكرين وأدباء تربوا على يدي، كما توطت علاقتي بالكثير من أعضاء مجلس الشعب حين كنت أبيع الكتب بالقرب من مقر البرلمان قبل سنوات طويلة مضت".
أديب الشارع
النخبة المثقفة، الذين كانوا يستعينون ب"حسان" في أبحاثهم أطلقوا عليه "أديب الشارع"، بعدما لمسوه من تبحره في الثقافة بشتى مجالاتها؛ فهذا الرجل يمتلك موهبة أنه بمجرد أن يقرأ أي كتاب في أي مجال يحفظه عن ظهر قلب؛ إلا أنه أصبح الآن يشعرة بالحسرة على تلك الأيام قائلًا: "حال الثقافة أصبح متدهورًا، وعدد القراء في تراجع ملحوظ، والسبب في هذا هو الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وللأسف أنا أعرف مثقفين كبار كانوا محبين للقراءة والآن تركوا الكتاب ولجأوا إلى الانترنت".
"أديب الشارع"، يشير إلى أن "القراء الحقيقون كانوا في السبعينيات والثمانينات، لأن مصر كانت تمتلك في ذلك الوقت مفكرين عظماء أمثال الشيخ محمد الغزالي، صاحب الفكر المعتدل، والدكتور عبدالحليم محمود، والشيخ محمود شلتوت، ونجيب محفوظ، ويوسف السباعي، وعباس محمود العقاد"، مؤكدًا أن غالبية الكُتاب في وقتنا الراهن "ضعفاء"، والسبب في هذا "إن أي شخص يمتلك 5 الآف جنيه، يطبع كتابًا باسمه، ويصبح كاتب".
"حسان"، لديه 4 أبناء، 3 شبان وفتاة، الابن الأصغر منهم يدرس في الصف الثاني الإعدادي، والباقين تخرجوا من جامعة الأزهر، وحول هذا يقول: "ربنا كرمني وقدرت أربيهم أحسن تربية، وأولادي الكبار بعد ما اتخرجوا من الأزهر طلبوا مني إن أعتزل المهنة وأقعد في البيت، وبيضغوا علىَّ عشان أبطل الشغل؛ صحيح هما خايفين على صحتى وقاصدين يريحونين لكن أنا روحي في الشارع ولو يوم ما نزلتش الشغل ممكن أموت".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.