مسؤول أممي: انتهاكات وقف إطلاق النار في أوكرانيا مستمرة

قال المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة زيد رعد الحسين، إنه برغم دخول الصراع عامه الرابع في أوكرانيا، إلا أن الانتهاكات اليومية لوقف إطلاق النار والاستخدام الروتيني للأسلحة الثقيلة في انتهاك لخطوط الانسحاب والقصف العشوائي لا تزال تسبب خسائر فادحة في أرواح المدنيين وممتلكاتهم، فضلا عن الهياكل الأساسية العامة.
وأضاف الحسين، في استعراض لتقرير مكتبه حول الوضع في أوكرانيا في الفترة من 16 فبراير وحتى 15 مايو من العام الحالي، وذلك أمام مجلس حقوق الإنسان المنعقد حاليا في جنيف، أن حقوق الإنسان الأساسية لاتزال تنتهك بما في ذلك الحق في الحياة والسلامة البدنية وحرية التنقل والحصول على الرعاية الطبية والتعليم، مشددا على أن الالتزامات الرئيسية التي تم التعهد بها بموجب اتفاقات "مينسك" لا يزال يتم تجاهلها إلى حد كبير.
وأشار إلى أن مكتبه لاحظ في الأول من يونيو الجاري، وبعد انتهاء الفترة المشمولة بالتقرير، أن القوات المسلحة الأوكرانية وافقت والجماعات المسلحة التابعة لجمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوهانسك الشعبية على التزام متجدد لمدة 24 ساعة، بوقف إطلاق النار؛ تكريما لليوم الدولي لحماية الأطفال، وأنه لم تسجل أي إصابات في صفوف المدنيين في ذلك اليوم.
وأكد المفوض السامي، أن هذا يدل على أنه يمكن ضمان وقف حقيقي لإطلاق النار، يكون له أثر مفيد مباشر، داعيا جميع الأطراف في أوكرانيا إلى أن تستلهم من هذا الإنجاز الذي يستمر 24 ساعة، وأن تحترم حقوق جميع الأطفال والكبار في أوكرانيا كل يوم بتنفيذ التزاماتهم بموجب اتفاقات منسك.
وقال إن احترام القانون الإنساني الدولي أمر أساسي من جانب جميع الأطراف، وهو مايشمل وضع حد للقصف العشوائي للمناطق المأهولة بالسكان، وإنهاء الهجمات على الأهداف المدنية الحيوية والهياكل الأساسية، ووضع حد لوضع الأغراض العسكرية في المناطق السكنية أو بالقرب منها.
وتابع المفوض السامي أنه خلال الفترة المشمولة بالتقرير سجلت وحدة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة 193 من الضحايا المدنيين المرتبطين بالنزاع، بما في ذلك 36 حالة وفاة، وهو مايمثل زيادة بنسبة 48٪، عن الفترة المشمولة بالتقرير السابق.
وإشار إلى أن معظم هذه الإصابات نجمت عن القصف والأجهزة المتفجرة ومخلفات الحرب، مضيفا أنه في الفترة من الأول من يناير إلى 18 يونيه 2017 سجلت الوحدة 375 من الضحايا المدنيين المرتبطين بالنزاع منهم، 67 قتيلا و308 جرحى، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 74٪، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2016.
وأكد التقرير، الذى استعرضه الحسين، أن عدد الضحايا المدنيين تضاعف نتيجة القصف، حيث سقط 31 قتيلا، و178 جريحا، من الأول من يناير إلى 18 يونيو 2017، مقابل 12 قتيلا، و76 جريحا، خلال نفس الفترة من عام 2016، وقال الحسين إن هذه الإحصاءات تدل على الطبيعة المتغيرة للصراع في أوكرانيا.
وقال المفوض إن الاتجاه المرتبط بزيادة انتهاكات وقف إطلاق النار يشير إلى عدم وجود إرادة سياسية لوقف القتال، ومع ذلك فإن الخسائر في صفوف المدنيين لاتزال أقل بكثير، مما كانت عليه خلال فترات النزاع المفتوح في صيف عام 2014، وأوائل عام 2015، مما يدل على أن التنفيذ الجزئي الحالي لاتفاقات "مينسك" مفيد من حيث إنقاذ أرواح المدنيين.
ولفت الحسين، في استعراضه للتقرير، إلى بعض حوادث استهداف المستشفيات والمدارس ومحطات المياه، كما أشار إلى أن موظفي مكتب حقوق الإنسان يواصلون توثيق حالات الاحتجاز غير القانوني والاعتباطي على جانبي خط الاتصال إلى جانب إساءة المعاملة التي تصل إلى حد التعذيب أو سوء المعاملة.
وقال إن الادعاءات تشير إلى استخدام سوء المعاملة على نحو شبه منتظم من جانب جهاز الأمن في أوكرانيا، ضد المعتقلين المتصلين بالنزاع لأغراض انتزاع الاعترافات، إضافة إلى ذلك عدم فعالية التحقيقات في الشكاوى المقدمة من الضحايا.
وأضاف أن الجماعات المسلحة في الشرق تمنع بعثة حقوق الإنسان من الوصول الكامل وغير المقيد إلى المحتجزين، داعيا جميع أطراف النزاع في أوكرانيا إلى السماح بوصول المراقبين الخارجيين بصورة منتظمة ودون إعاقة إلى جميع أماكن الحرمان من الحرية.