أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن روسيا منفتحة على العالم لتحقيق التنمية المستدامة للجميع بأدوات العصر وأهمها التكنولوجيا الرقمية، مشددا على استعداد بلاده لزيادة مساهمتها في حل المشاكل العالمية. جاء ذلك في كلمة للرئيس بوتين خلال لقائه مع رؤساء وكالات الأنباء العالمية، على هامش أعمال اليوم الثاني لمنتدى سانت بطرسبورج الاقتصادي الدولي 2017، الذي بدأ أعماله أمس الخميس تحت شعار "تحقيق توازن جديد في الساحة الاقتصادية العالمية". وطالب بوتين، في الجلسة التي شهدت مشاركة رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، والمستشار النمساوي كريستيان كيرن، الحكومة الروسية والدوما بإطلاق تشريعات لتقديم المزيد من التسهيلات للاستثمار الأجنبي المباشر ودعم الاقتصاد، من خلال نشر المزيد من الحلول الرقمية ودعم أمن المعلومات. وأوضح أن روسيا حريصة على الحوار والشراكة في مجال المشاريع المشتركة لحل القضايا الاستراتيجية، لافتا إلى أنه يمكن من خلال التعاون وضع حلول للتجارة والتقليل من مستوى الفقر والتغلب على العديد من المخاطر ومن بينها الإرهاب. وأكد بوتين أن روسيا مقبلة على مرحلة جديدة من إزالة الإجراءات المعوقة للاستثمار وتحسين البيئة الملائمة لرجال الأعمال وحماية حقوقهم، كما أعلن عن إطلاق حزمة من الإجراءات لتحسين النظام القضائي لتحسين القضاء العادل والموضوعية ودعم المشاريع الاستثمارية وتمويل المشاريع على أساس منهجي وتقليل المخاطر على المستثمرين ومن بينهم البنوك والشركات الاستثمارية. ونوه بأن بلاده ستزيد الاستثمارات في مجالات النقل والاتصالات والطاقة، كما ستعمل على رفع الوعي في مجال الرهن العقاري وتعزيز بنيته التحتية من خلال توفير القروض وبمشاركة القطاع الخاص، من خلال ما يمكن أن نطلق عليه "العقد الاستثماري الخاص". كما لفت بوتين إلى أن بلاده ستعمل على توفير المزيد من التسهيلات الضريبية وتوسيع نطاق تسهيلات ضريبة الأرباح إلى ما بعد عام 2025. واختتم بوتين كلمته بالقول إن روسيا ستتغير نحو الأفضل من خلال الشراكة المفيدة للجميع، مشددا على أن المرحلة الحالية تحتاج إلى الابتكار والتغير السريع ومشاركة من يتميزون بالشجاعة وفهم الأهداف وتطبيق قدراتهم ومن بينهم الشباب. ناقش المنتدى سبل تعزيز التوجهات الناشئة وتقييم المخاطر والتحديات التي تعترض سبيل تطبيق تقنيات جديدة. ويعتبر منتدى سانت بطرسبرج الاقتصادي الدولي حدثا فريدا من نوعه في عالم الاقتصاد والأعمال، وينعقد المنتدى منذ عام 1997، ومنذ عام 2006 ينعقد تحت رعاية وبمشاركة رئيس الاتحاد الروسي. وعلى مدى السنوات العشرين الماضية، أصبح المنتدى منصة عالمية رائدة للتواصل بين ممثلي مجتمعات الأعمال ومناقشة القضايا الاقتصادية الرئيسية التي تواجه روسيا والأسواق الناشئة والعالم بشكل عام. وكان منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي 2016 حضره أكثر من 12 ألف مشارك من 133 دولة، من بينهم رؤساء دول وحكومات الدول النامية، ورؤساء الشركات الكبرى، فضلا عن كبار الخبراء في العالم من ممثلي العلوم ووسائل الإعلام والمجتمع المدني.