ارتفاع أسعار الذهب اليوم الأربعاء في بداية التعاملات    30 دقيقة تأخر على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الأربعاء 11 يونيو 2025    أسعار الخضروات والأسماك والدواجن اليوم 11 يونيو بسوق العبور    عمدة لوس أنجلوس تطالب إدارة ترامب بإنهاء مداهمات جهاز الهجرة    ضحايا المساعدات، استشهاد 25 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال قرب محور نتساريم    القوات الروسية تتقدم في سومي وتهاجم خاركيف بالمسيرات    القاهرة الإخبارية: 25 شهيدًا برصاص الاحتلال قرب مركز توزيع المساعدات وسط غزة    13 منتخبا يحجزون مقاعدهم في كأس العالم 2026 آخرهم البرازيل    أبو مسلم: أنا قلق من المدرسة الأمريكية الجنوبية.. وإنتر ميامي فريق عادي    النيابة تعاين مكان انقلاب ميكروباص بطريق جوزيف تيتو في النزهة    الأرصاد: استمرار ارتفاع درجات الحرارة وتحذيرات من الشبورة    المتحف المصري الكبير؟ فخر وطنى و هدية للعالم    25 شهيدا برصاص قوات الاحتلال قرب مركز توزيع المساعدات وسط قطاع غزة    الموعد المتوقع لإعلان نتيجة الصف الثالث الإعدادي بمحافظة البحيرة    ارتفاع الأسهم الباكستانية إلى مستوى قياسي جديد بعد إقرار الميزانية الجديدة    رئيسة الاستخبارات الوطنية الأمريكية: العالم أقرب منه في أي وقت مضى إلى الدمار النووي    بعد إجرائه عملية جراحية وتدهور حالته الصحية.. محمد ثروت يطالب بالدعاء لابن تامر حسني    عروس الشرقية عن زوجها: «الواعي ميعملش كدة ومحدش يتدخل في خصوصيتي» (فيديو)    مصرع طالب ثانوي في حادث سير بكفر الشيخ    يتحدث نيابة عن نفسه.. الخارجية الأمريكية ترفض تصريحات سفيرها لدى إسرائيل بشأن الدولة الفلسطينية    تامر حسني يتحدث عن مرض نجله "آدم" ويوجه رسالة اعتذار ل محمد شاهين    موعد مباراة بايرن ميونخ وأوكلاند سيتي في كأس العالم للأندية 2025    غرق طالب أثناء استحمامه فى ترعة بسوهاج    الدولار ب49.52 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الأربعاء 11-6-2025    تراجع جديد يلامس 500 جنيه.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 11-6-2025    عنان: متحور «نيمبوس» أقل خطورة.. ولكن أكثر تماسكاً مع خلايا الجسم    إصابة 3 بطلقات نارية في مشاجرة بسبب النزاع على قطعة أرض بسوهاج    يحيى الفخراني عن نبيل الحلفاوي: "أصدق الأصدقاء"    حملة دمياط الشاملة ترفع الإشغالات وتحمي المستهلك من تلاعب التجار    هل شريكك من بينهم؟ 3 أبراج الأكثر خيانة    رئيس جامعة دمنهور: «صيدلة البحيرة» أول كلية تحصل على اعتماد مؤسسي وبرامجي في مصر    دعاء الفجر.. أدعية تفتح أبواب الأمل والرزق فى وقت البركة    لكسر الحصار.. التفاصيل الكاملة حول قافلة صمود    محمود وفا حكما لمباراة نهائى كأس عاصمة مصر بين سيراميكا والبنك الأهلى    10 أيام ونستقبل فصل الصيف .. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم : «توخوا الحذر»    بعد زيزو.. تفاصيل إنهاء الأهلي لصفقته قبل السفر لكأس العالم للأندية    «صفقات فاشلة».. تفاصيل تقرير ميدو في الزمالك (خاص)    مندوب الجامعة العربية بالأمم المتحدة: لن نسمح بالتلاعب بمصير الشعب الفلسطينى    محاقظ المنوفية يحيل موظف وحدة محلية في أشمون إلى النيابة بتهمة الرشوة    محافظ الدقهلية يتفقد شوارع المنصورة ليلا.. ويؤكد: لا تهاون فى مواجهة الإشغالات    عن "اللحظة الدستورية" المقيدة بمطالب الشعب الثائر    بعض الأشخاص سيحاولون استفزازك.. حظ برج القوس اليوم 11 يونيو    مرض ابنى آدم وعملياته السبب.. تامر حسنى يعتذر عن حضور فرح محمد شاهين    تقارير: فيرتز على أعتاب ليفربول مقابل 150 مليون يورو    إنفانتينو: الجميع يعرف تاريخ الأهلي.. وأعلم أنه بمثابة حياة لجماهيره    المذاكرة وحدها لا تكفي.. أهم الفيتامينات لطلاب الثانوية العامة قبل الامتحانات ومصادرها    بطريقة آمنة وطبيعية.. خطوات فعالة للتخلص من الناموس    هل لاحظت رائحة كريهة من تكييف العربية؟ إليك الأسباب المحتملة    مُخترق درع «الإيدز»: نجحت في كشف حيلة الفيروس الخبيثة    وزير الأوقاف يجتمع بمديري المديريات الإقليمية لمتابعة سير العمل    التعليم: عودة قوية لاختبار "SAT".. بمشاركة 100% دون شكاوى    غدا.. 42 حزبا يجتمعون لتحديد مصيرهم بانتخابات 2025 (تفاصيل)    "الأوقاف" تعلن أسماء الفائزين في مسابقة الصوت الندي 2025    أستاذ اقتصاديات الصحة: نسبة تحور "كورونا" ارتفعت عالميًا إلى 10%    أمين " البحوث الإسلامية " يتفقَّد إدارات المجمع ويشدد على أهميَّة العمل الجماعي وتطوير الأداء    زواج عريس متلازمة داون بفتاة يُثير غضب رواد التواصل الاجتماعي.. و"الإفتاء": عقد القران صحيح (فيديو)    الجريدة الرسمية تنشر قانون تنظيم إصدار الفتوى الشرعية    حكم توزيع لحوم الأضاحي بعد العيد وأيام التشريق؟.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صحيفة بريطانية تكشف عن خطأ وقعت فيه الخارجية المصرية قبل القمة العربية
نشر في أهل مصر يوم 28 - 03 - 2017

كشفت صحيفة الجارديان البريطانية، اليوم، عن رسالة فوجئ بها مراسلو الصحف والوكالات لدى وزارة الخارجية المصرية على البريد الإلكتروني، تقول: "عاجل جدًا وفوري.. أرجو إلغاء كلمة السيد وزير الخارجية التي تم إرسالها على الفور، واعتبارها كأن لم تكن رسالة".
وتقول الصحيفة إن الخارجية كانت قد بعثت في رسالة تحت عنوان: "كلمة وزير الخارجية سامح شكري في الاجتماع التحضيري للدورة العادية ال28 للقمة العربية، التي تعقد غدًا في الأردن".
إلا أن محتوى الكلمة التي طلبت الخارجية عدم نشرها واعتبارها كأن لم تكن، أثار الشكوك لدى الكثيرين حول أسباب الإلغاء، إلا أن بعض المصادر أشارت إلى أن الكلمة أرسلت عن طريق الخطأ، لأنها لم تُعد لشكري، بل للرئيس عبد الفتاح السيسي.
كلمة الرئيس المصري التي ينتظر أن يتم إلقاءها غدًا لم تحمل جديدًا، خاصة أن تلك القمة قد أثير حولها الكثير، من كونها قمة إزالة التوترات بين مصر على سبيل المثال وبعض دول الخليج التي يأتي على رأسها السعودية، إذ لم تشر من قريب أو بعيد إلى إزالة الخلافات التي تصاعدت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، بسبب بعض الملفات الإقليمية كالحرب في سوريا.
وركزت الكلمة على ملفات ليبيا والعراق وسوريا وفلسطين واليمن، واستفاضت في الحديث عن الإرهاب وخطورته في المنطقة، والدور الذي تلعبه مصر لمواجهة الإرهاب وتجفيف جذوره، والحاجة إلى تكاتف كل الجهود للقضاء عليه.
وجاء نص كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي كالتالي:
صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين،
عاهل المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي رؤساء الدول والحكومات العربية،
معالي السيد أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية،
السيدات والسادة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يطيب لي ابتداء أن أستهلَّ كلمتي بتوجيه كل الشكر والامتنان لأخي الكريم، صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني، عاهل المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة العربية الأصيلة، وعلى الجهد المبذول في التحضير والإعداد لهذه القمة، وإنني على ثقة من أن الرئاسة الأردنية لهذه القمة سوف تؤتي ثمارها الطيبة على مسار العمل العربي المشترك.
ولا يفوتني هنا أن أعبر أيضًا عن موفور التقدير لجمهورية موريتانيا الإسلامية الشقيقة بقيادة أخي فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وللجهود الدؤوبة التي قامت بها خلال رئاستها للدورة السابقة من القمة العربية.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو..
ليس بخافٍ عليكم أن قمتنا اليوم تنعقد في لحظة فارقة من تاريخ أمتنا العربية، مليئة بالتحديات الجسام، التي تقتضي منا بذل كل الجهد لإعادة توحيد الصف العربي، واستعادة روح التضامن والتنسيق..
فنحن نجتمع اليوم في ظرف دولي دقيق. المنطقة العربية تواجه أخطارًا غير مسبوقة، سواء من الإرهاب والصراعات الطائفية والمذهبية، أو من ارتفاع وتيرة التدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية. ولقد باتت استمرارية الدولة الوطنية نفسها على المحك في أكثر من قطر عربي. وقضية العرب المركزية، قضية فلسطين، تمر بمرحلة من أصعب المراحل التي شهدها تاريخها. كل ذلك يقتضي منا أن نتحرك حثيثًا، لاستعادة زمام المبادرة، واستنفار روح التضامن، والتأكيد على أولوياتنا وثوابت عملنا المشترك، وعلى رأسها تعزيز أمن واستقرار دولنا الوطنية، ومواجهة كل محاولات التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية.
إن أي نظرة جادة وصريحة لواقعنا العربي اليوم، لا يمكن إلا أن تلحظ أن حالة الاضطراب السياسي التي تعيشها المنطقة في السنوات الأخيرة، قد أفرزت تحديات حقيقية لاستقرار الدولة الوطنية وسلامة مؤسساتها، خاصة في منطقة المشرق العربي.
وقد رأينا جميعًا خلال السنوات الماضية، أن كل انحسار للدولة الوطنية ومؤسساتها ينتج فراغًا، لا تملؤه سوى التنظيمات المتطرفة، بخطابها الطائفي والمذهبي الإقصائي، وممارساتها الإرهابية.
لقد بات الإرهاب يمثل تهديدا وجوديا لأمننا القومي العربي، ولا يمكن مواجهته سوى عبر مقاربة شاملة تبدأ من حرب لا هوادة فيها على الإرهاب، بكل الوسائل العسكرية والأمنية المتاحة، ولكنها لا تتوقف عندها. فالمطلوب هو مواجهة شاملة لجذور مشكلة الإرهاب، ووقفة حاسمة مع كل من يقامر برعاية ودعم التنظيمات الإرهابية، تحت أي مسمى أو ذريعة.
ويأتي أيضا في القلب من هذه المواجهة الشاملة مع الإرهاب، الدور الذي تقوم به المؤسسات الدينية العربية، وفي مقدمتها الأزهر الشريف، للتصدي للفكر الظلامي الذي تشيعه المنظمات الإرهابية المتطرفة، وإضاءة معالم الطريق القويم لشبابنا العربي، بصحيح الفهم لمقاصد ديننا الحنيف، وقيمه السامية.
ولا ينفصل عن ذلك دور رجال الفكر والثقافة والإعلام والتعليم، الذين تقع عليهم مسؤولية كبرى تجاه أوطانهم وأمتهم، لترسيخ ثقافة المواطنة والدولة الوطنية الحديثة.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو..
في الوقت نفسه، فإنه من المؤسف أن قوى إقليمية ودولية، انتهزت هذا الظرف الدقيق الذي تمر به منطقتنا ودولها الوطنية، واستعار وتيرة الإرهاب بها، لمحاولة تعزيز نفوذها والقيام بتدخلات سافرة، سياسية بل وعسكرية وأمنية، في شؤون دولنا العربية، غير عابئة بتفكيك مؤسسات هذه الدول والمساس بوحدتها وسلامتها الإقليمية، تحت مسميات وذرائع مختلفة.
إن المطلوب اليوم، هو وقفة حاسمة منا جميعًا، لتوجيه رسالة لا لبس فيها، بأن العرب لن يسمحوا لأي قوة إقليمية أو دولية بالتدخل في شؤونهم. وأن كل محاولات للهيمنة العقائدية والمذهبية، أو لنحت مناطق نفوذ داخل أراضي الدول العربية، أو للسيطرة على أقسام من هذه الدول بواسطة الميليشيات والوكلاء المحليين لهذه القوى الإقليمية، ستواجه بموقف عربي موحد وحاسم وقوي، يرفض أي مساس بمؤسسات الدولة الوطنية، ويرفض أن تكون في منطقتنا العربية أية مواطئ نفوذ لأي قوى خارجية مهما كانت.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو..
لعل المأساة الممتدة التي تعيشها سوريا هي المثال الأبرز على الأخطار التي تواجه منطقتنا، ففي سوريا نرى انهيارًا للدولة الوطنية ومؤسساتها، وتفشيًا للإرهاب والاستقطاب الطائفي والمذهبي، ووتيرة غير مسبوقة من التدخل الخارجي، وتفاقما للمأساة الإنسانية لشعب يواجه الأمرين في تلبية تطلعاته المشروعة للحرية والكرامة والعدل.
وبالرغم من عمق المأساة، وقتامة الصورة، فقد شهدت الأسابيع الماضية تطورا إيجابيا وهو استئناف المفاوضات في جنيف بعد ما يقرب من عام على توقفها، فضلا عما تم التوصل له، لأول مرة منذ بدء المفاوضات، من اتفاق على جدول أعمال موضوعي، وبشائر لإمكانية الخروج من السجال العقيم حول القضايا الإجرائية لمناقشة لب المشكلة وإمكانيات حلها.
ودعوني أؤكد هنا، على أنه لا مناص من الحل السياسي الذي يحقق الطموحات المشروعة للشعب السوري، ويستعيد وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية ويصون مؤسساتها ويقيها خطر الإرهاب والمنظمات التكفيرية والمتطرفة بمختلف ألوانها الطائفية والمذهبية. لقد شاركت مصر ولا تزال في كل الجهود الدولية التي عقدت لحل الأزمة السورية، انطلاقًا من مسؤوليتنا التاريخية والقومية، وستظل مصر متمسكة بالحل السياسي التفاوضي، وبدعم المسار الذي تقوده الأمم المتحدة في جنيف.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو..
على الجناح الآخر لعالمنا العربي، تدخل الأزمة الليبية أيضًا عامها السابع وتستمر حالة التشرذم التي تواجهها دولة شقيقة، تحتل أهمية قصوى بالنسبة لمصر، لاعتبارات الجوار الجغرافي والصلات التاريخية والمجتمعية بين شعبينا، فضلًا عن التأثر البالغ للأمن القومي المصري بكل ما يدور على الأراضي الليبية.
وبعكس الوضع في سوريا، فإن المشكلة في ليبيا لا تتمثل في العجز عن التوصل لاتفاق سياسي. فقد توصل الليبيون، بدعم من الأمم المتحدة والقوى الدولية والإقليمية وفي مقدمتها جمهورية مصر العربية، لاتفاق سياسي في مدينة الصخيرات بالمغرب في عام 2015. المشكلة إذن، هي إيجاد صيغة عملية لتنفيذ الحل السياسي في ليبيا على أساس هذا الاتفاق. وهذا هو أساس التحركات المصرية التي أثق أنكم تابعتموها على مدار الأشهر الماضية في ليبيا.
فقد تحركت مصر في خلال الفترة الأخيرة، مع كل الفعاليات والقوى السياسية الليبية، بلا استثناء، للتوصل لصيغة عملية وممكنة لاستئناف الحوار بين الأطراف الليبية على قاعدة التمسك الصارم بالمرجعية السياسية للاتفاق السياسي الليبي، والتوافق على آلية لمناقشة عدد محدود من القضايا التي ما زالت بحاجة لبناء توافق بشأنها، من خلال لجنة مشتركة تتشكل من مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، اتساقًا مع ما جاء في الاتفاق السياسي الليبي.
إن مصر ملتزمة تماما بالعمل مع القيادات الليبية، وبالتنسيق الكامل مع دول الجوار الليبي، وجامعة الدول العربية، لاستكمال التوصل للتوافقات المطلوبة لإدخال الحل السياسي حيز التنفيذ، بما يتيح إعادة بناء مؤسسات الدولة الليبية واستعادة الاستقرار ومواجهة خطر الإرهاب في ليبيا.
ولعلكم جميعًا قد اطلعتم على البيان الوزاري الثلاثي الذي وقع عليه في تونس وزراء خارجية مصر وتونس والجزائر، بمبادرة كريمة من أخي فخامة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، والذي أكد التزامنا جميعًا بالعمل لدعم جهود الأشقاء الليبيين، للتوصل لحل ليبي توافقي لأزمتهم، بدون تدخل خارجي، ينهي الأزمة الحالية ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاستقرار وإعادة البناء في ليبيا.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو..
إن المعركة الكبيرة التي تخوضها دولنا الوطنية ضد قوى الظلام والإرهاب، ودعاة التفكك والاستقطاب المذهبي والطائفي، مستمرة في كل أرجاء وطننا العربي.
ففي اليمن، ما زال التهديد قائمًا يواجه الحكومة الشرعية ويهدد وحدة الأراضي اليمنية ومقدرات الشعب اليمني الشقيق، ويفاقم الوضع الإنساني المتأزم في مختلف ربوع الجمهورية اليمنية. إن مصر، إذ تجدد التزامها بدعم اليمن والمؤسسات الشرعية فيه، وتقديم العون الإنساني وتأمين وضمان حرية الملاحة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، لتؤكد أيضًا على أهمية التعجيل باستئناف المفاوضات للتوصل للحل السياسي على أساس قرارات مجلس الأمن والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني.
من جهة أخرى، فإنه لا يخفى على أحد منا، أن مواجهة ضارية مع الإرهاب وقوى الظلام تدور رحاها في العراق حاليًا. وإنه مما يثلج الصدر أن نرى العراق الشقيق وقد قطع أشواطًا كبيرة في معركة استعادة سلطة الدولة الوطنية، وبات قاب قوسين أو أدنى من الإعلان عن تحرير كل المناطق التي استولى عليها الإرهابيون.
إن مصر ترى أن معركة العراق الشقيق لدحر الإرهاب هي معركة كل العرب، والنجاح فيها ضروري لتعزيز الأمن القومي العربي. وعلى نفس القدر من الأهمية، تأتي الجهود الدؤوبة التي يشهدها العراق حاليًا لتحقيق المصالحة الوطنية بين مختلف مكونات الشعب العراقي. إن استكمال عملية المصالحة الوطنية والمجتمعية يعد شرطا ضروريا، مثله مثل دحر الإرهاب، لاستعادة الدولة الوطنية في العراق. وستدعم مصر كل جهد لتحقيق هذين الهدفين، وسترحب بكل خطوة تستعيد العلاقات الطبيعية بين العراق وسائر أشقائه العرب، بما يستعيد دور هذا البلد الشقيق والمحوري في منظومة الأمن القومي العربي والعمل العربي المشترك.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو..
لا يداخلني شك في أنكم جميعا ستتفقون معي أن قضية فلسطين تظل قضية العرب الأولى، والمفتاح الضروري لأي استقرار وأمن حقيقيين في هذه المنطقة. وأثق أيضا في أنكم تشاركوني الإحساس بالأسى والقلق العميقين، لأن هذه القضية ما زالت تراوح مكانها، وما زال السلام الشامل والعادل بعيدا عن متناولنا، رغم مرور أكثر من 26 عاما على بدء مفاوضات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية، ومرور 15 عاما على إطلاق المبادرة العربية للسلام.
إن مصر ملتزمة بالدعم الكامل للشعب الفلسطيني في مسعاه للتوصل لاتفاق سلام شامل وعادل، وإقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس الشرقية. فحل الدولتين، وما يترتب عليه من إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، هو الخيار الوحيد لتجنب الدائرة المفرغة من الفوضى وعدم الاستقرار في كل الشرق الأوسط.
ولعلكم قد تابعتم الجهود التي قامت بها مصر على مدار الأشهر الأخيرة في هذا الصدد، بدءًا من المقترحات التي قدمتها في خطابي في مايو من العام الماضي لإحياء المفاوضات، ومرورًا بجهود مصر داخل مجلس الأمن، أو على المستوى الثنائي مع أطراف النزاع، أو دوليًا مع القوى الدولية المؤثرة، لإعادة فتح أفق البحث عن حل عادل ومنصف للأشقاء الفلسطينيين وفقًا للأسس والمرجعيات الدولية المتفق عليها، مع التأكيد في نفس الوقت على موقف مصر الثابت والرافض لفرض الأمر الواقع، أو للمفاوضات اللانهائية بدون أفق سياسي واضح.
إننا نمد يدنا لكل شركائنا الدوليين، للعمل معًا لاستئناف المفاوضات الجدية الرامية لإنجاز حل الدولتين، الشامل والنهائي، وفق إطار زمني محدد. وكلي أمل في أن يكون عام 2017 هو عام التحرك الحقيقي والفعال لحل القضية الفلسطينية.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو..
إن مصر ملتزمة بتعزيز العمل العربي المشترك، واستعادة التنسيق بين دولنا الشقيقة لمواجهة التحديات والأخطار المحدقة بنا. لقد عملت مصر على مدار العام الماضي، بصفتها العضو العربي في مجلس الأمن على تنسيق المواقف العربية بشأن القضايا المطروحة على جدول أعمال مجلس الأمن، والتعامل معها بما يخدم المصالح العربية، فضلا عن المساهمة في بناء رؤية موحدة داخل مجلس الأمن تجاه الشواغل العربية.
وعلى الصعيد الإقليمي، فنحن ملتزمون أيضًا بدعم الجهود التي يقودها الأمين العام لجامعة الدول العربية لإصلاح وتطوير منظومة العمل العربي المشترك، بشكل يعزز حضورها، ويزيد من فعالية الجامعة وكفاءة عملية اتخاذ القرار وتنفيذه سائر مؤسسات العمل العربي.
ولا يسعني هنا، إلا أن أختتم كلمتي بالتأكيد على أهمية أن ترتقي نتائج قمتنا هذه لمستوى الطموحات والتوقعات في الشارع العربي، وأن تفضي إلى رسم خارطة طريق واضحة للعمل العربي المشترك، واستعادة وحدة الصف العربي.
وأود أن أؤكد على استعداد بلادي للتعاون التام مع المملكة الأردنية الهاشمية أثناء رئاستها للقمة العربية، وأن أعرب مجددا لأخي جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، رئيس القمة العربية الثامنة والعشرين، عن التقدير الصادق لكافة الجهود التي قامت بها بلاده لإنجاح هذه القمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.