بالفيديو.. المغازي يكشف موعد انتخابات مجلسي النواب والشيوخ 2026    جامعة بنها تعلن توافر فرصة عمل ب«كلية الزراعة» (الشروط والمستندات المطلوبة)    قرار جمهوري بتعديل بعض أحكام قانون مجلس الشيوخ    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الثلاثاء 10 يونيو 2025    أسعار البيض والفراخ اليوم الثلاثاء 10 يونيو 2025 في أسواق الأقصر    أسعار الأرز الشعير والأبيض اليوم الثلاثاء 10 يونيو 2025 في أسواق الشرقية    تراجع سعر الذهب وسط ترقب نتائج المحادثات التجارية بين أمريكا والصين    أسعار مواد البناء اليوم الثلاثاء بالأسواق (موقع رسمي)    الحوثي: إسرائيل تستهدف ميناء الحديدة اليمني    بأسلاك مكهربة.. فلسطيني بالضفة يحصن منزله ضد المستوطنين الإسرائيليين    يحيى عطية الله يعلن جاهزيته مع الأهلي قبل كأس العالم للأندية    استعدادا للموسم الجديد.. مودرن سبورت يجدد عقود ثلاثي الفريق الأساسي    مواعيد مباريات اليوم في تصفيات كأس العالم 2026 والقنوات الناقلة    ترقبوا.. موعد نتيجة الصف الثاني الإعدادي في القاهرة الترم الثاني 2025 برقم الجلوس    حالة الطقس اليوم الثلاثاء 10-6-2025 في محافظة قنا    التربية والتعليم تبدأ استقبال اعتذارات المعلمين عن المشاركة في أعمال امتحانات الثانوية العامة حتى الخميس المقبل    أمينة خليل تتصدر مواقع التواصل الاجتماعي بعد حفل زفافها على أحمد زعتر في اليونان (صور)    فنان العرب محمد عبده والمايسترو هاني فرحات يحطمان الأرقام القياسية في حفلات عيد الأضحي 2025    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 10-6-2025 في محافظة قنا    حكم توزيع لحوم الأضاحي بعد العيد وأيام التشريق؟.. أمين الفتوى يوضح    "عيالي نزلوا هنا كانوا بيضحكوا".. نهر النيل يبتلع فرحة أسرة في ليلية زفاف بأسيوط- صور    سارة وفيق ترد على انتقاد طارق الشناوي ل "ريستارت": "عرفت تبقي تريند من غير ما تنقد الفيلم"    إحالة سيدتين للجنايات بتهمة الاتجار في المخدرات وسرقة المواطنين بالساحل    إصابة 3 أشخاص إثر استهداف مسيرة إسرائيلية "وادي جنعم" بأطراف بلدة شبعا جنوب لبنان    حبس وغرامة، عقوبة استخدام حساب خاص بهدف ارتكاب جريمة فى القانون    فى أحضان الفراعنة.. عروض فنية لقصور الثقافة بالأقصر في احتفالات عيد الأضحى    قتيل و4 جرحى حصيلة الهجوم الروسي على أوديسا جنوب أوكرانيا    تحذير عاجل من عبوات "باراسيتامول" بالأسواق، وهيئة الأدوية البريطانية: فيها تلوث قاتل    45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الثلاثاء 10 يوينو 2025    استقرار سعر الذهب اليوم وعيار 21 يسجل 4675 جنيها    الصور الكاملة لحفل «واما» بعد تألقهم ب الساحل الشمالي في عيد الأضحى 2025    وفد من أمانة حزب مستقبل وطن بالدقهلية يقدم العزاء لأسرة البطل خالد شوقي عبدالعال    السيطرة على حريق شب داخل فيلا بالتجمع    القبض على صاحب مطعم شهير بالمنيا بعد تسمم أكثر من 40 شخصًا    «الأرصاد منعتنا من النزول.. وشركة المقاولات حفرت لوحدها».. اعترافات المتهم الخامس في قضية انفجار خط الغاز ب طريق الواحات (خاص)    خاص| الدبيكي: نعمل على صياغة اتفاقية دولية لحماية العاملين من المخاطر البيولوجية    يوميات أسبوع نكسة 1967 في حياة طبيب شاب    مباراة السعودية وأستراليا في تصفيات كأس العالم 2026.. الموعد والقنوات الناقلة    ذكريات كأس العالم!    حقك لازم يرجع.. وزير الزراعة يزور مسؤول حماية الأراضي المعتدى عليه ب سوهاج    تامر عاشور يشيد بزوجته نانسي نور: قوية وحنونة وتتفهم طبيعة حياتي    ماكرون: الحصار المفروض على دخول المساعدات إلى غزة "فاضح"    ترامب: إيران ستشارك في مفاوضات المحتجزين في غزة.. وسنرى ما سيحدث    الخارجية الإيرانية تعلن موعد الجولة المقبلة من المفاوضات مع واشنطن حول البرنامج النووى    رافاييل فيكي يدخل دائرة ترشيحات الزمالك لتولي القيادة الفنية    صحة سوهاج: 560 جلسة علاج طبيعي لمرضى الغسيل الكلوي خلال أيام عيد الأضحى    ب"شورت قصير".. أحدث جلسة تصوير جريئة ل دينا فؤاد والجمهور يعلق    ما حكم الشرع في بيع لحوم الأضاحي.. دار الإفتاء توضح    أول تعليق من يحيى عطية الله لاعب الأهلي بعد غيابه عن مباراة الفريق أمام باتشوكا    وزير الصحة الأمريكي يُقيل اللجنة الاستشارية للقاحات    أجواء مشحونة بالشائعات.. حظ برج الدلو اليوم 10 يونيو    حاكم كاليفورنيا ينتقد قرار ترامب بنشر المارينز ويصفه ب "المختل"    خط دفاع تحميك من سرطان القولون.. 5 أطعمة غنية بالألياف أبرزها التفاح    سباليتي يعترف: من العدل أن أرحل عن تدريب منتخب إيطاليا    إجراء 2600 جلسة غسيل كلوي خلال إجازة عيد الأضحى بمحافظة قنا    استقبال 13108 حالة طوارئ بالمستشفيات خلال عيد الأضحى بالمنوفية    هل تنتهي مناسك الحج في آخر أيام عيد الأضحى؟    دار الإفتاء تنصح شخص يعاني من الكسل في العبادة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صحيفة بريطانية تكشف عن خطأ وقعت فيه الخارجية المصرية قبل القمة العربية
نشر في أهل مصر يوم 28 - 03 - 2017

كشفت صحيفة الجارديان البريطانية، اليوم، عن رسالة فوجئ بها مراسلو الصحف والوكالات لدى وزارة الخارجية المصرية على البريد الإلكتروني، تقول: "عاجل جدًا وفوري.. أرجو إلغاء كلمة السيد وزير الخارجية التي تم إرسالها على الفور، واعتبارها كأن لم تكن رسالة".
وتقول الصحيفة إن الخارجية كانت قد بعثت في رسالة تحت عنوان: "كلمة وزير الخارجية سامح شكري في الاجتماع التحضيري للدورة العادية ال28 للقمة العربية، التي تعقد غدًا في الأردن".
إلا أن محتوى الكلمة التي طلبت الخارجية عدم نشرها واعتبارها كأن لم تكن، أثار الشكوك لدى الكثيرين حول أسباب الإلغاء، إلا أن بعض المصادر أشارت إلى أن الكلمة أرسلت عن طريق الخطأ، لأنها لم تُعد لشكري، بل للرئيس عبد الفتاح السيسي.
كلمة الرئيس المصري التي ينتظر أن يتم إلقاءها غدًا لم تحمل جديدًا، خاصة أن تلك القمة قد أثير حولها الكثير، من كونها قمة إزالة التوترات بين مصر على سبيل المثال وبعض دول الخليج التي يأتي على رأسها السعودية، إذ لم تشر من قريب أو بعيد إلى إزالة الخلافات التي تصاعدت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، بسبب بعض الملفات الإقليمية كالحرب في سوريا.
وركزت الكلمة على ملفات ليبيا والعراق وسوريا وفلسطين واليمن، واستفاضت في الحديث عن الإرهاب وخطورته في المنطقة، والدور الذي تلعبه مصر لمواجهة الإرهاب وتجفيف جذوره، والحاجة إلى تكاتف كل الجهود للقضاء عليه.
وجاء نص كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي كالتالي:
صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين،
عاهل المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي رؤساء الدول والحكومات العربية،
معالي السيد أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية،
السيدات والسادة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يطيب لي ابتداء أن أستهلَّ كلمتي بتوجيه كل الشكر والامتنان لأخي الكريم، صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني، عاهل المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة العربية الأصيلة، وعلى الجهد المبذول في التحضير والإعداد لهذه القمة، وإنني على ثقة من أن الرئاسة الأردنية لهذه القمة سوف تؤتي ثمارها الطيبة على مسار العمل العربي المشترك.
ولا يفوتني هنا أن أعبر أيضًا عن موفور التقدير لجمهورية موريتانيا الإسلامية الشقيقة بقيادة أخي فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وللجهود الدؤوبة التي قامت بها خلال رئاستها للدورة السابقة من القمة العربية.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو..
ليس بخافٍ عليكم أن قمتنا اليوم تنعقد في لحظة فارقة من تاريخ أمتنا العربية، مليئة بالتحديات الجسام، التي تقتضي منا بذل كل الجهد لإعادة توحيد الصف العربي، واستعادة روح التضامن والتنسيق..
فنحن نجتمع اليوم في ظرف دولي دقيق. المنطقة العربية تواجه أخطارًا غير مسبوقة، سواء من الإرهاب والصراعات الطائفية والمذهبية، أو من ارتفاع وتيرة التدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية. ولقد باتت استمرارية الدولة الوطنية نفسها على المحك في أكثر من قطر عربي. وقضية العرب المركزية، قضية فلسطين، تمر بمرحلة من أصعب المراحل التي شهدها تاريخها. كل ذلك يقتضي منا أن نتحرك حثيثًا، لاستعادة زمام المبادرة، واستنفار روح التضامن، والتأكيد على أولوياتنا وثوابت عملنا المشترك، وعلى رأسها تعزيز أمن واستقرار دولنا الوطنية، ومواجهة كل محاولات التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية.
إن أي نظرة جادة وصريحة لواقعنا العربي اليوم، لا يمكن إلا أن تلحظ أن حالة الاضطراب السياسي التي تعيشها المنطقة في السنوات الأخيرة، قد أفرزت تحديات حقيقية لاستقرار الدولة الوطنية وسلامة مؤسساتها، خاصة في منطقة المشرق العربي.
وقد رأينا جميعًا خلال السنوات الماضية، أن كل انحسار للدولة الوطنية ومؤسساتها ينتج فراغًا، لا تملؤه سوى التنظيمات المتطرفة، بخطابها الطائفي والمذهبي الإقصائي، وممارساتها الإرهابية.
لقد بات الإرهاب يمثل تهديدا وجوديا لأمننا القومي العربي، ولا يمكن مواجهته سوى عبر مقاربة شاملة تبدأ من حرب لا هوادة فيها على الإرهاب، بكل الوسائل العسكرية والأمنية المتاحة، ولكنها لا تتوقف عندها. فالمطلوب هو مواجهة شاملة لجذور مشكلة الإرهاب، ووقفة حاسمة مع كل من يقامر برعاية ودعم التنظيمات الإرهابية، تحت أي مسمى أو ذريعة.
ويأتي أيضا في القلب من هذه المواجهة الشاملة مع الإرهاب، الدور الذي تقوم به المؤسسات الدينية العربية، وفي مقدمتها الأزهر الشريف، للتصدي للفكر الظلامي الذي تشيعه المنظمات الإرهابية المتطرفة، وإضاءة معالم الطريق القويم لشبابنا العربي، بصحيح الفهم لمقاصد ديننا الحنيف، وقيمه السامية.
ولا ينفصل عن ذلك دور رجال الفكر والثقافة والإعلام والتعليم، الذين تقع عليهم مسؤولية كبرى تجاه أوطانهم وأمتهم، لترسيخ ثقافة المواطنة والدولة الوطنية الحديثة.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو..
في الوقت نفسه، فإنه من المؤسف أن قوى إقليمية ودولية، انتهزت هذا الظرف الدقيق الذي تمر به منطقتنا ودولها الوطنية، واستعار وتيرة الإرهاب بها، لمحاولة تعزيز نفوذها والقيام بتدخلات سافرة، سياسية بل وعسكرية وأمنية، في شؤون دولنا العربية، غير عابئة بتفكيك مؤسسات هذه الدول والمساس بوحدتها وسلامتها الإقليمية، تحت مسميات وذرائع مختلفة.
إن المطلوب اليوم، هو وقفة حاسمة منا جميعًا، لتوجيه رسالة لا لبس فيها، بأن العرب لن يسمحوا لأي قوة إقليمية أو دولية بالتدخل في شؤونهم. وأن كل محاولات للهيمنة العقائدية والمذهبية، أو لنحت مناطق نفوذ داخل أراضي الدول العربية، أو للسيطرة على أقسام من هذه الدول بواسطة الميليشيات والوكلاء المحليين لهذه القوى الإقليمية، ستواجه بموقف عربي موحد وحاسم وقوي، يرفض أي مساس بمؤسسات الدولة الوطنية، ويرفض أن تكون في منطقتنا العربية أية مواطئ نفوذ لأي قوى خارجية مهما كانت.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو..
لعل المأساة الممتدة التي تعيشها سوريا هي المثال الأبرز على الأخطار التي تواجه منطقتنا، ففي سوريا نرى انهيارًا للدولة الوطنية ومؤسساتها، وتفشيًا للإرهاب والاستقطاب الطائفي والمذهبي، ووتيرة غير مسبوقة من التدخل الخارجي، وتفاقما للمأساة الإنسانية لشعب يواجه الأمرين في تلبية تطلعاته المشروعة للحرية والكرامة والعدل.
وبالرغم من عمق المأساة، وقتامة الصورة، فقد شهدت الأسابيع الماضية تطورا إيجابيا وهو استئناف المفاوضات في جنيف بعد ما يقرب من عام على توقفها، فضلا عما تم التوصل له، لأول مرة منذ بدء المفاوضات، من اتفاق على جدول أعمال موضوعي، وبشائر لإمكانية الخروج من السجال العقيم حول القضايا الإجرائية لمناقشة لب المشكلة وإمكانيات حلها.
ودعوني أؤكد هنا، على أنه لا مناص من الحل السياسي الذي يحقق الطموحات المشروعة للشعب السوري، ويستعيد وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية ويصون مؤسساتها ويقيها خطر الإرهاب والمنظمات التكفيرية والمتطرفة بمختلف ألوانها الطائفية والمذهبية. لقد شاركت مصر ولا تزال في كل الجهود الدولية التي عقدت لحل الأزمة السورية، انطلاقًا من مسؤوليتنا التاريخية والقومية، وستظل مصر متمسكة بالحل السياسي التفاوضي، وبدعم المسار الذي تقوده الأمم المتحدة في جنيف.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو..
على الجناح الآخر لعالمنا العربي، تدخل الأزمة الليبية أيضًا عامها السابع وتستمر حالة التشرذم التي تواجهها دولة شقيقة، تحتل أهمية قصوى بالنسبة لمصر، لاعتبارات الجوار الجغرافي والصلات التاريخية والمجتمعية بين شعبينا، فضلًا عن التأثر البالغ للأمن القومي المصري بكل ما يدور على الأراضي الليبية.
وبعكس الوضع في سوريا، فإن المشكلة في ليبيا لا تتمثل في العجز عن التوصل لاتفاق سياسي. فقد توصل الليبيون، بدعم من الأمم المتحدة والقوى الدولية والإقليمية وفي مقدمتها جمهورية مصر العربية، لاتفاق سياسي في مدينة الصخيرات بالمغرب في عام 2015. المشكلة إذن، هي إيجاد صيغة عملية لتنفيذ الحل السياسي في ليبيا على أساس هذا الاتفاق. وهذا هو أساس التحركات المصرية التي أثق أنكم تابعتموها على مدار الأشهر الماضية في ليبيا.
فقد تحركت مصر في خلال الفترة الأخيرة، مع كل الفعاليات والقوى السياسية الليبية، بلا استثناء، للتوصل لصيغة عملية وممكنة لاستئناف الحوار بين الأطراف الليبية على قاعدة التمسك الصارم بالمرجعية السياسية للاتفاق السياسي الليبي، والتوافق على آلية لمناقشة عدد محدود من القضايا التي ما زالت بحاجة لبناء توافق بشأنها، من خلال لجنة مشتركة تتشكل من مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، اتساقًا مع ما جاء في الاتفاق السياسي الليبي.
إن مصر ملتزمة تماما بالعمل مع القيادات الليبية، وبالتنسيق الكامل مع دول الجوار الليبي، وجامعة الدول العربية، لاستكمال التوصل للتوافقات المطلوبة لإدخال الحل السياسي حيز التنفيذ، بما يتيح إعادة بناء مؤسسات الدولة الليبية واستعادة الاستقرار ومواجهة خطر الإرهاب في ليبيا.
ولعلكم جميعًا قد اطلعتم على البيان الوزاري الثلاثي الذي وقع عليه في تونس وزراء خارجية مصر وتونس والجزائر، بمبادرة كريمة من أخي فخامة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، والذي أكد التزامنا جميعًا بالعمل لدعم جهود الأشقاء الليبيين، للتوصل لحل ليبي توافقي لأزمتهم، بدون تدخل خارجي، ينهي الأزمة الحالية ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاستقرار وإعادة البناء في ليبيا.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو..
إن المعركة الكبيرة التي تخوضها دولنا الوطنية ضد قوى الظلام والإرهاب، ودعاة التفكك والاستقطاب المذهبي والطائفي، مستمرة في كل أرجاء وطننا العربي.
ففي اليمن، ما زال التهديد قائمًا يواجه الحكومة الشرعية ويهدد وحدة الأراضي اليمنية ومقدرات الشعب اليمني الشقيق، ويفاقم الوضع الإنساني المتأزم في مختلف ربوع الجمهورية اليمنية. إن مصر، إذ تجدد التزامها بدعم اليمن والمؤسسات الشرعية فيه، وتقديم العون الإنساني وتأمين وضمان حرية الملاحة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، لتؤكد أيضًا على أهمية التعجيل باستئناف المفاوضات للتوصل للحل السياسي على أساس قرارات مجلس الأمن والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني.
من جهة أخرى، فإنه لا يخفى على أحد منا، أن مواجهة ضارية مع الإرهاب وقوى الظلام تدور رحاها في العراق حاليًا. وإنه مما يثلج الصدر أن نرى العراق الشقيق وقد قطع أشواطًا كبيرة في معركة استعادة سلطة الدولة الوطنية، وبات قاب قوسين أو أدنى من الإعلان عن تحرير كل المناطق التي استولى عليها الإرهابيون.
إن مصر ترى أن معركة العراق الشقيق لدحر الإرهاب هي معركة كل العرب، والنجاح فيها ضروري لتعزيز الأمن القومي العربي. وعلى نفس القدر من الأهمية، تأتي الجهود الدؤوبة التي يشهدها العراق حاليًا لتحقيق المصالحة الوطنية بين مختلف مكونات الشعب العراقي. إن استكمال عملية المصالحة الوطنية والمجتمعية يعد شرطا ضروريا، مثله مثل دحر الإرهاب، لاستعادة الدولة الوطنية في العراق. وستدعم مصر كل جهد لتحقيق هذين الهدفين، وسترحب بكل خطوة تستعيد العلاقات الطبيعية بين العراق وسائر أشقائه العرب، بما يستعيد دور هذا البلد الشقيق والمحوري في منظومة الأمن القومي العربي والعمل العربي المشترك.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو..
لا يداخلني شك في أنكم جميعا ستتفقون معي أن قضية فلسطين تظل قضية العرب الأولى، والمفتاح الضروري لأي استقرار وأمن حقيقيين في هذه المنطقة. وأثق أيضا في أنكم تشاركوني الإحساس بالأسى والقلق العميقين، لأن هذه القضية ما زالت تراوح مكانها، وما زال السلام الشامل والعادل بعيدا عن متناولنا، رغم مرور أكثر من 26 عاما على بدء مفاوضات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية، ومرور 15 عاما على إطلاق المبادرة العربية للسلام.
إن مصر ملتزمة بالدعم الكامل للشعب الفلسطيني في مسعاه للتوصل لاتفاق سلام شامل وعادل، وإقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس الشرقية. فحل الدولتين، وما يترتب عليه من إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، هو الخيار الوحيد لتجنب الدائرة المفرغة من الفوضى وعدم الاستقرار في كل الشرق الأوسط.
ولعلكم قد تابعتم الجهود التي قامت بها مصر على مدار الأشهر الأخيرة في هذا الصدد، بدءًا من المقترحات التي قدمتها في خطابي في مايو من العام الماضي لإحياء المفاوضات، ومرورًا بجهود مصر داخل مجلس الأمن، أو على المستوى الثنائي مع أطراف النزاع، أو دوليًا مع القوى الدولية المؤثرة، لإعادة فتح أفق البحث عن حل عادل ومنصف للأشقاء الفلسطينيين وفقًا للأسس والمرجعيات الدولية المتفق عليها، مع التأكيد في نفس الوقت على موقف مصر الثابت والرافض لفرض الأمر الواقع، أو للمفاوضات اللانهائية بدون أفق سياسي واضح.
إننا نمد يدنا لكل شركائنا الدوليين، للعمل معًا لاستئناف المفاوضات الجدية الرامية لإنجاز حل الدولتين، الشامل والنهائي، وفق إطار زمني محدد. وكلي أمل في أن يكون عام 2017 هو عام التحرك الحقيقي والفعال لحل القضية الفلسطينية.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو..
إن مصر ملتزمة بتعزيز العمل العربي المشترك، واستعادة التنسيق بين دولنا الشقيقة لمواجهة التحديات والأخطار المحدقة بنا. لقد عملت مصر على مدار العام الماضي، بصفتها العضو العربي في مجلس الأمن على تنسيق المواقف العربية بشأن القضايا المطروحة على جدول أعمال مجلس الأمن، والتعامل معها بما يخدم المصالح العربية، فضلا عن المساهمة في بناء رؤية موحدة داخل مجلس الأمن تجاه الشواغل العربية.
وعلى الصعيد الإقليمي، فنحن ملتزمون أيضًا بدعم الجهود التي يقودها الأمين العام لجامعة الدول العربية لإصلاح وتطوير منظومة العمل العربي المشترك، بشكل يعزز حضورها، ويزيد من فعالية الجامعة وكفاءة عملية اتخاذ القرار وتنفيذه سائر مؤسسات العمل العربي.
ولا يسعني هنا، إلا أن أختتم كلمتي بالتأكيد على أهمية أن ترتقي نتائج قمتنا هذه لمستوى الطموحات والتوقعات في الشارع العربي، وأن تفضي إلى رسم خارطة طريق واضحة للعمل العربي المشترك، واستعادة وحدة الصف العربي.
وأود أن أؤكد على استعداد بلادي للتعاون التام مع المملكة الأردنية الهاشمية أثناء رئاستها للقمة العربية، وأن أعرب مجددا لأخي جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، رئيس القمة العربية الثامنة والعشرين، عن التقدير الصادق لكافة الجهود التي قامت بها بلاده لإنجاح هذه القمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.