بدأ النزاع السوري في منتصف مارس 2011 بحركة احتجاج سلمية ضد نظام الرئيس بشار الأسد، سرعان ما تحولت بعد قمعها بالقوة إلى نزاع مسلح دام، تشعب وتعددت أطرافه مع مرور الوقت، وتسبب بمقتل أكثر من 270 ألف شخص ونزوح الملايين. وشهدت سنوات النزاع محطات وتواريخ مفصلية، أبرزها: 1- 15 مارس) 2011: انطلقت احتجاجات غير مسبوقة في البلاد التي حكمتها عائلة الاسد (حافظ الاسد ثم أبنه بشار) بيد من حديد طيلة اربعين عاماً، وفي حين تم تفريق تظاهرات صغيرة بالقوة في دمشق، شكلت درعا (جنوب) مهد الانتفاضة الشعبية المطالبة بإصلاحات، خصوصاً بعدما اقدمت السلطات على اعتقال وتعذيب مراهقين، إثر اشتباهها بكتابتهم شعارات مناهضة للنظام على الجدران. ودانت كل من واشنطن وباريس ولندن "القمع العنيف للمتظاهرين"، وتحدثت دمشق عن "مجموعات سلفية مسلحة"، ثم توسعت دائرة الاحتجاجات وتصاعدت لهجتها لتطالب باسقاط النظام. 2- 17 يوليو 2012: أطلقت فصائل الجيش الحر التي تضم كانت جنوداً وضباطاً منشقين عن الجيش بالإضافة إلى مدنيين انضموا إلى صفوفها، معركة دمشق. وأحكمت قوات النظام سيطرتها على العاصمة فيما استهدفت الفصائل المعارضة المتمركزة على أطرافها، وبعد ثلاثة أيام، أعلنت الفصائل المعارضة انطلاق معركة مدينة حلب (شمال) التي انقسمت بين أحياء تحت سيطرة النظام وأخرى تحت سيطرة فصائل المعارضة، وشهدت منذ ذاك الحين معارك شبه يومية حتى بدء سريان الهدنة في 27 فبراير. 3- 30 أبريل 2013: تحدث الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله للمرة الأولى عن مشاركة عناصره في القتال الى جانب قوات النظام في سوريا. 4- 21 أغسطس 2013: تعرضت منطقة الغوطة الشرقية، ابرز معاقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، لهجوم اتهمت قوات النظام باستخدام غاز السارين خلاله، ما تسبب بمقتل المئات (1400 شخص وفق واشنطن). وفي سبتمبر، أبرمت الولاياتالمتحدةوروسيا اتفاقا حول تفكيك الترسانة الكيميائية السورية، وجاء هذا الاتفاق في اللحظة الأخيرة بعد تهديد واشنطن بشن ضربات على دمشق. 5- 14 يناير 2014: سيطر تنظيم داعش (انبثق عن تنظيم القاعدة في العراق في أبريل (نيسان)2013) على الرقة (شمال) بعد معارك طاحنة مع الفصائل المعارضة للنظام. وحول التنظيم المتطرف الرقة الى معقله الرئيسي في سوريا، لتصبح الرقة المحافظة الاولى التي تخرج عن سيطرة النظام السوري منذ اندلاع النزاع. وفي نهاية يونيو، بات التنظيم يعرف باسم تنظيم "الدولة الاسلامية" وأعلن تأسيس "الخلافة الإسلامية" في مناطق سيطرته في سورياوالعراق المجاور. ومنذ العام 2013، عززت جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) حضورها الميداني في سوريا وتحديداً في شمال البلاد. 6- 9 مايو 2014: تمكنت قوات النظام من استعادة سيطرتها على مدينة حمص القديمة (وسط) والتي كان معارضو النظام أطلقوا عليها لقب "عاصمة الثورة"، بعد حصار استمر عامين ومعارك عنيفة بين قوات النظام والفصائل المعارضة. وفي نهاية العام 2015، تمكنت قوات النظام من السيطرة على اخر حي كان تحت سيطرة الفصائل إثر اتفاق تخلله إجلاء المئات من المقاتلين المعارضين. 7- 26 يناير 2015: نجحت القوات الكردية بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة أمريكية الذي شن أولى ضرباته في سوريا في سبتمبر العام 2014، في طرد تنظيم داعش من مدينة كوباني (عين العرب) الحدودية مع تركيا، بعد معارك استمرت أكثر من أربعة أشهر، ويشكل الاكراد 15 % من سكان سوريا. 8- 28 مارس 2015: تمكن ائتلاف فصائل "جيش الفتح" الذي يضم "جبهة النصرة" وفصائل إسلامية أبرزها حركة "أحرار الشام" من السيطرة على مدينة ادلب (شمال غرب) بالكامل، واعترف الأسد في شهر مايو من العام ذاته بالخسائر التي مني بها جيشه قبل أن يقر في يوليو بوجود "نقص في الطاقة البشرية". وتمكن ائتلاف الفصائل هذا من السيطرة الصيف الماضي على كامل محافظة أدلب، ليقتصر وجود قوات النظام على مسلحين محليين موالين لها في بلدتي الفوعة وكفريا ذات الغالبية الشيعية. 9- 30 سبتمبر 2015: بدات روسيا تنفيذ حملة جوية في سوريا تقول إنها تستهدف تنظيم داعش ومجموعات "إرهابية" أخرى، وتتهمها دول الغرب والفصائل المعارضة باستهداف المجموعات المقاتلة "المعتدلة" اكثر من تركيزها على المتطرفين. وبعد بدء الغارات الروسية، اطلقت قوات النظام هجوما برياً واسعاً بهدف استعادة المناطق الخارجة عن سيطرتها في محافظات عدة، أبرزها في اللاذقية (غرب) وحلب. 10- 27 فبراير: تم التوصل الى اتفاق غير مسبوق لوقف الاعمال القتالية في سوريا بموجب اتفاق أمريكي روسي مدعوم من الأممالمتحدة. ويستثني الاتفاق مناطق تحت سيطرة تنظيم داعش و"جبهة النصرة" اللتين تسيطران على أكثر من 50% من الاراضي السورية.