الطيور المختلفة في بني سويف شعوري مختلطٌ بشأن الغراب الذي حطّ علي طريقي إلي مكتب الكولونيل.. لا أعرف حقاً إن كان فألاً سيئاً. بعضه أسود وبعضه رماديّ. له حضرةُ وخطوةٌ أثقل. كنت قد خرجتُ من غرفتي. نظرتُ إلي الزهور العجيبة. لم تستيقظ بعد. لها فتنةُ العبور كالحياة تماماً. قبل ذلك فتحتُ خزانتي. ريشة غرابٍ هنا أيضاً. بعض المظاريف البنية الصغيرة. قفلُ جنوني ومفتاحهُ اللذان ربحتهما لقاء قفزة في الماء تحو قاربٍ اسمه الهولندي الطائر منذ أربع سنوات. الآن هناك في قلبي عاصمةٌ للعودة. وتحدث زهورٌ في حياتي. كولونيا أزهار الشر ونظرةٌ في المرآة إلي شعري المهوش تحت الكاب. اللثام مهترئ. هناك شيء ينْقُضُني.. ببطء. أكتشف أن لي روحاً مُبْتَلّة. ربما هي تلك السحب البيضاء الخفيضة. خريفٌ مبكرٌ في القاهرة. يُبشّر ذلك بشتاء غريب. أبو منجل لاقاني صباحاً: بمنقاره الأسود الطويل. حطّ علي قمامة طافية علي التُّرعة تحت الجسر. كان مهيباً ولَهُ خطورةُ الكلام. رأيَتُ أيضاً حمامتين بيضاوين بذيلٍ بني. طارتا معاً إلي الغرب. في اللحظة التالية للحظة التي شكرتُ فيها الشمس. لأنها اختبأتْ خلف سحابة بيضاء. كنتُ أفكّر. هل عليّ أن أمشي علي الرصيف أم في وسط الطريق؟ والطير الأخير الذي رأيتهُ كان هدهداً صغير الحجم نسبياً. يخفق خفقات متقطعة. هل يري ماء؟ وعائداً إلي غرفتي كانت الزهور العجيبة مستيقظةً ومشعّةً بلونها الأرجواني. مزيجٌ من الأزرق والأحمر. باطني جداً. سُوقُها زاحفةٌ علي الأرض تفترش الرصيف. حيةٌ. مؤقتةٌ كالحياة تماماً. 20 سبتمبر 2014 فرح فزا من أجل القلوب الخفيفة لا أكتبُ بالنهار ما أكتبه بالليل ذلك أنني وكالبوم، لي صفقة جناحٍ بطيئة وعيونٌ مفتوحةٌ علي الوَيْل يُشرِقُ الصديقُ من قافلة النسيان كيانُهُ مصفاةٌ مِنَ الرّصاص يتلفتُ حوله: الأنوار يا صديقي النّار في كلّ مكان والكلاب نفسها، تتبع خطواتنا. ولعلّه وقتٌ مُناسبٌ أن أعتَرِفَ: عندما أعودُ وحيداً من صحبةِ الخُفَراء، بقَلْبٍ خفيف من النار بناي مسكوبٍ علي روحي أحن إلي بندقية أيها الحارسُ اللعين يا مَن تعطّلتَ الآن وإلي الأبَد هل رضيتَ مِنَ الأرضِ بلُعَبٍ وحفنةِ أوراق والبداوةُ التي كالكفّ تحمي الشمعة من الريح التي تسربلني بالحزن التي سكبتْ اللبن في جرّتي المملوءة بالخمر أصحو؟ لماذا أصحو؟ علي أيّة حالٍ سيجمعوننا في الميدان وبقذيفة واحدة مصنوعة من عظام الفقراء سيفجرون أحلامنا 19 يوليو 2014 الجنّي يقع في الحب لا أتحدث عن نيرفانا كسولة، أو مُتَنوّرين. أنا أجهلُ المواقفِ؛ هكذا بعد أن عدتُ إلي خندقي، اكتشفت أن البدر هنا علاقته بالماء الحُر الذي يسمونه الصوت والسيف بالمماليك، أنا جنّي، قد تكون أصفادي مكسورة لكنها مازالت حول معصمي وكاحلي، كل جني مملوك. الكلاب في كل مكان، تتشمم العفاريت، لتمسكها مروحة السقف مسكورة، هاتفي في الجنود مكسور الشهب التي يتحدثون عنها، ولا يعرفون أين تسقط الحب الذي يتوهّجُ كفانوسٍ علي سبيل لا يعني شيئا للخائفين يراهُ العابرون، كحصان، يجعلك مُحصّناً من السيوف والخناجر لكنه يكشفك للسهام. أمضي وخيالي، مربوطٌ بقدمي، الحبّ يأكل روحي كحمض الكثبان تغير أمكنتها في الليل، بدون إذني الأسوار المحيطة بي، والحرس المتناوبون عليها لا تمنع البدر الرائع من الوصول إلي قلبي حتي من قبل أن يشرق وأراه وتغمر فضته روحي هاهو بالفأس، يكسّر كل شيء فيّ. 10 أغسطس 2014