في مجموعته القصصية "خط انتحار" الصادرة حديثا عن الكتب خان يبدو أمير زكي منشغلا بدائرة وجودية يعيد كتابتها هو وفقا لمعطيات مختلفة آلت إليها الحال بعد مرور آلاف السنين من ظهور قصص الوجود الأولي وأساطيره، في البداية هو منشغل بأصل كل شيء ولكي يخلق فضاء حكيه الخاص يجب أن ينحي جانبا تلك الحكايات والأساطير التي تزاحمه فضاءه الخاص، فيقوم بمغازلتها رويدا رويدا حتي يصل إلي تسطير حكايته الخاصة، المؤسسة التي تتأسس عليها فضاءات الحكي التالية في المجموعة فهاهو بطله عماد في البداية المعادل الموضوعي لآدم، ولكن وفق حكاية أخري ينسجها هو من خيال محض مستفيد بحكايات الخلق في التوراة، ولكن عماد هنا عنصر فعال في البدايات الأزلية لتشكيل العالم، وهي ربما الصرخة التي ستوأد لاحقا في المجموعة، وبنهاية الأخذ والرد بين المخلوق والخالق يفضي ذلك إلي أن الشروط المحددة للوجود البشري لا تؤول إلا إلي الوحدة والغربة في الكون، وربما كان أمير واعيا بمسألة الفيوض عند الأفلاطونيين الجدد وهو يهبط من مستوي إلي مستوي عبر قصص المجموعة، فابتداء بخلق العالم ثم الخلق البشري، يهبط إلي دائرة الوجود البدائية عند فرويد حيث للقبيلة أب وسيد، ولكن في استعارة/ميتافور سردي كبير يشير إلي كلٍ من حال الإنسان المختار من المجموع وأيضا حالة الابن الذي يتبادل رمزيا مع الأب ثم يقتله، ولكن القتل هنا فعل رمزي بحت، مبني علي رؤية عورة الأب وهي الاستعارة الأخري المثقلة، لكنها تؤدي في النهاية إلي قتل الأب/ السيد، ونشوء الغياب العظيم لمبدأ السيطرة في مجموعة أمير القصصية، ويتلو ذلك نبذ تام للابن، ربما عكس ما قال فرويد من تبوؤ الابن لمكانة الأب بعد قتله، لكن هنا يتوه الابن تماما، وهي ثيمة مسيطرة علي ما يليها من قصص المجموعة. فالنبذ حاضر وانعدام القدرة الكلي يسد آفاق العالم. في الدائرة الأسفل من تلك، هي دائرة الدولة، والقصر الرئاسي، والمرأة التي تم أخذها عنوة من الإنسان مرتين، مرة حين اقتلعت من ضلعه وثانية حين فضلت خالقه عليه، تظهر ثانية هابطة عن سلم السلطة في شكل السيدة الأولي زوجة رئيس الجمهورية، وهي مهمومة بهموم علوية، تبدو غامضة علي بطل قصة السيدة الأولي، ويبدو أنها قد أحضرت الناموس من الأعلي إلي الأسفل وتطلب من البطل أن يوصل ذلك الناموس إلي البشر، بشكل رمزي، وهنا تظهر لأول مرة ثيمة الرسالة التي