لعل من أهم إيجابيات مؤتمر الرواية، الهدية التي كانت تنتظر المشاركين في الملتقي في حقيبة الأبحاث، وما أقصده هو توزيع كتاب الناقدة الكبيرة الدكتورة سيزا قاسم، »طوق الحمامة في الألفة والأُلاف« لابن حزم الأندلسي.. تحليل ومقارنة«، وهو عبارة عن رسالتها للماجستير التي حصلت عليها في صيف 1971، ولكنها لم تنشر من وقتها. سيزا قاسم هي واحدة من جيل الأساتذة العظام، الذين قدموا للثقافة العربية مجموعة من الأبحاث الرائدة، ولكن الأهم من ذلك- من وجهة نظري- أنها من الجيل- أيضاً- الذي لا يكف عن إعطاء الدروس في القيم الأصيلة، فعندما تحدثت معها بعد حضورها إحدي ندوات ملتقي الرواية، وطلبت منها أن نجري حواراً- في الوقت الذي تراه- اعتذرت، إلا أنها استرسلت في لفت نظري لكتاب »طوق الحمامة« مفجرة قضية كبيرة حول علاقتنا بالتراث، حيث تري د. سيزا أنه لم يعد هناك الاهتمام الكافي خاصة بالنصوص التراثية الكبري. كما أنها أفاضت في الإشادة بمن ساعدوها في إنجاز هذه الطبعة من الكتاب، لكن الأهم عندي هو الدرس الذي يجب أن يتوقف عنده الكثير من الباحثين، كيف أنها عندما قررت نشر رسالتها في كتاب، نظرت في كتابها، فأدركت أنها عندما تنشره في العام 2014 لابد أن يكون هناك جديد، فأضافت فصلاً خامساً قارنت فيه »طوق الحمامة« بأعمال عن الحب في تراث الغرب.. هكذا تكون الأستاذة القديرة التي تنظر وتدقق وتضيف لأعمالها بروح متسلحة بقيمة المعرفة والعطاء والوفاء، فكما أهدت رسالتها لأستاذها د. عبدالعزيز الأهواني، تعود فتهديه كتابها: »إهداء.. إلي ذكري أستاذي عبدالعزيز الأهواني«. لكل هذه القيم نعيد في هذه الصفحة نشر مقدمتها التي كتبتها في العام 1971، ومقدمتها لهذا الكتاب، الذي يتضح فيه جلياً علي حد تعبيرها انطلاق الشباب ونضج الكهولة. ط.أ