ضوء استيقظ منهكاً خائر القوي إني أراني أحمل رأسي. صوت الطيور - علي أشكالها- تتوحّد بهجتها كل صباح ربما لأن التفاصيل مضحكة أو .. هكذا يكون رثاء الأحياء. شرفة الخامسة صباحاً النيل، يعبر غابة من كتل خرسانية كتلٌ خرسانية هائلة تشق الضباب الكثيف العابرون : رجل، بلا خطايا ليلية.. يمارس رياضة الصباح امرأة تحمل فوق رأسها خبزا عامل نظافة يكنس قمامة.. وأحلاما خلفها المساء سيارات مسرعة بلا تعب عصافير- ملونة- بلا خطيئة أعمدة كهرباء بلا رفيق أشجار بلا ثمر أصابعي بلا وجهة أو حرارة الصباح.. لا ينتظر أحدا الصباح.. يعبر بانتظام، وجدية يسير مسرعا باتجاه وحيد وأنا كعمود إضاءة بلا رفيق كحاملة الخبز.. ربما يأكل الطير منه كعصفور لا أحد يدرك خطاياه ككتلة خرسانية يحاصرها الضباب كرجل النظافة أكنس أفكارا تشوه رأسي أني لي أن أكون كالصباح؟! وحيدَ الاتجاه دائما شاشة السادسة صباحاً أمرُّ بوجهِكِ كل صباحً.. هذا ما يتوسل قلبي أن أفعل فإذا طالعت ابتسامتَكِ المقدسة ضحكَ.. وقهقه فاغراً فاه ومبدياً أسنانه المتناثرة الصفراء هكذا يراودني بضحكة أحِبْ لأكون رسوله إليكِ يُقسم لي أن لا خوف منه علي امرأة فهو مثلي تماماً تُذكِّرنا الأشياءُ بالأشياءْ .. الكلمات، الصور، المشاهد، المدن. الوجوه هكذا تسير الأمور رتيبة وموحشة إلا ابتسامتَك كلما ناظرتها .. تعالت دهشتي. ضحي اللواتي مررن قبلكِ كُنَّ رحيمات اكتفت كل واحدة منهن بقطعة صغيرة ورطبة من قلبي الجاف وكنتِ رحيمةً جداً إذ أخذتِ ما تبقي فأنا الآن بلا قلب لا أحب.. لا أكره لا يفزعني حزنٌ.. لا يُحزنني فزع لا يضنيني شوق ولا يجتاحني حنين لا زلتُ في انتظارها تلك التي ستكون أكثرَكن رحمة وتأخذ ذاكرتي..