مصر كانت محور جزء كبير من حديث الفنان اللبناني زياد رحباني في المؤتمر الصحفي الذي عقد مؤخرا بجريدة الأهرام. جزء كبير من حديث زياد تمحور حول مصر وعلاقته بها. قال إن أباه عاصي رحباني كان لا يحب ميله أحيانا للأداء التطريبي، الذي كان يعتبره أداء مصريا، وعندما لحن زياد أغنية "إسمع يا رضا"، مع مد الفتح في رضا بشكل تطريبي، لم يستوعب أبوه كيف تكون الأغنية تطريبية وفي نفس الوقت تكون مدتها خمس دقائق فحسب، واعتبر ميله لهذا الآداء "المصري" رفضا للتراث اللبناني. أشار زياد إلي ثراء الواقع الموسيقي المصري أيضا : "في بيروت هناك العواد والطبال بألف لام التعريف، أما في مصر فهناك عوادون وطبالون كثيرون ، هذا جيد حتي لا يحتكر أحد الموسيقي." كما أشار إلي حفله الأخير بساقية الصاوي قائلا: "نحنا انبسطنا لدرجة إنه ما عزفنا مظبوط. حماس الناس كان بيداري علي أغلاطنا." تحدث رحباني أيضا عن الدولة وحتمية تدخلها في الثقافة: "الثقافة بمفاهيم السوق هي سلعة خاسرة. لذا لابد من تدخل الدولة، نحن نعاني من عدم تدخلها." وبالنسبة لتداخل السياسة بالفن قال إن هناك فنا طائرا بالجو ومنزة عن جميع الأحداث اليومية، وهو لا ينتمي له، وإنما هو مع الفن الذي يخرج يوميا من الناس: وحكي قصة عن بيروت بعد الحرب الأهلية اللبنانية، حيث كان عضواً بالهيئة التنفيذية لجماعة المؤلفين، وكانت هناك وقفة من أجل المطالبة بالحفاظ علي حقوق الملكية الفكرية، وامتنع هو عنها: "كنا بعد الحرب والمياه تنقطع يوما وتأتي يوما والبلد مازالت في حرب، ونحن نشكو من لحن مسروق. "هاي شغلة الواحد بيستحي يحكي فيها." كما حكي زياد عن تجربة عمله بالمسرح الغنائي. قائلاً أنها جاءت بالصدفة. بعد تركه بيت أبيه وأمه بحث عن مورد للرزق. عثر بالصدفة علي ناد رياضي يقوم بعرض مسرحيات فيروز والأخوين رحباني كل صيف، فعمل معهم وسجل معهم "نوتات" الأغاني التي كان يحفظ بعضها. ثم قرر العمل علي مسرحيته الخاصة "سهرية" وكانت تلك هي محاولته الوحيدة لكتابة مسرح غنائي، حتي مع إلحاح السيدة فيروز عليه، هي التي تحن لأيام مسرحياتها التي كتبها ولحنها لها الأخوان رحباني. ومسرحية "صح النوم" التي أعاد توزيعها في عام 2006، كانت بطلب شخصي من فيروز. وأعلن زياد أن ألبومه الجديد مع السيدة فيروز علي وشك الطرح في الأسواق هذه الأيام، وعنوانه "إي فيه أمل.