صدرت الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر محمد إبراهيم أبوسنة عن سلسلة الأعمال الكاملة، بالهيئة العامة لقصور الثقافة.. حرص الشاعر أن تكون مقدمة المجموعة شهادة للناقد الراحل د. عبدالقادر القط، بعنوان »البحر موعدنا« استعرض فيها د. القط رحلة في شعر محمد إبراهيم أبوسنة.. مشيراً فيها إلي أن رحلة أبوسنة في صحبة الشعر رحلة طويلة استغرقت سبعة عشر عاماً منذ أن صدر ديوانه الأول »قلبي وغازلة الثوب الأزرق« حتي ديوانه »البحر موعدنا«. كما تضمنت صدارة المجموعة مدخلا، قدم فيه الشاعر لمحات من تجربته مع الشهر بعنوان »لمحات من تجربتي مع الشعر« نفي فيها عدم فنية مسرحه الشعري، حيث قال: لقد كنت أطمح إلي مواصلة تجربتي المسرحية، ولكن الإحباط الذي منيت به بسبب عدم تمثيل مسرحيتين لي قد أثناني علي ما يبدو عن المبادرة إلي كتابة المزيد من المسرحيات الشعرية، لكن الهاجس المسرحي يسكنني، فقد ظللت أحاور تجاربي الشعرية بروح درامية، وربما اتضح هذا في بعض القصائد مثل »مشاهدات دامية في مدينة لا مبالية«، و»تأملات في المدن الحجرية« و»أمثولة الشاعر والمدينة الخرساء«، ظل هاجس الدراما مسيطراً لأنني كنت أحاول الاقتراب من نبض الحدث اليومي بإيحاءاته ودلالاته وشخصياته، وربما فراراً من هذه الأحكام المتسرعة التي وصفت تجربتي الشعرية بالرومانسية. ورصد أبوسنة في تجربته كيفية كتابته الشعر، لافتاً إلي أن هناك أحداثاً تزلزلنا ولكن الاستجابة لها شعرياً قد لا تحدث علي الإطلاق، وهناك ومضات غامضة تظل تؤرقنا ثم تفاجئنا بقصائد لم نكن ندري عنها شيئاً، وكيف أن الشعر مفاجأة، ولكنه لا ينبعث من العدم، إنه يقبل من يقظة الحواس والتعاطف مع الوجود والولع بالجمال وإنه أشبه بالمطارحات الغرامية. جاءت أعمال الشاعر الكاملة في أربعة أجزاء، وقد خص الجزء الرابع منها لإبداعاته في المسرح الشعري، كما ضمت المجموعة قصائد دواوين »قلبي وغازلة الثوب الأزرق«، ديوان »حديقة الشتاء«، ديوان »الصرح في الآبار القديمة«، ديوان »أجراس المساء«، ديوان »تأملات في المدن الحجرية«. واختتم الشاعر مجموعته الشعرية الكاملة بمجموعة من الصور الشخصية له مع د. القط، د. عزالدين إسماعيل، الشاعر محمود درويش، وبعض الجوائز التي حصل عليها.