السبب المعلن من قبل إسرائيل عند بداية الحرب الأخيرة علي غزة، كان الانتقام من قتلة ثلاث صبايا من المستوطنين الإسرائيليين، وقتها شجعت الحكومة الإسرائيلية إذكاء نار الانتقام علي الشبكات الاجتماعية وضخمت من تأثيرها، علي تويتر تحديداً اطلق الشباب الإسرائيلي المتطرف حملة وهاشتاج يطالبون فيه بالانتقام، وحينما اندفع نتنياهو إلي المعركة حمل صور مستخدمي الشبكات الاجتماعية وهم يحملون لافتة الانتقام، مسوغا لمعركة انتقامية تغرق فيها إسرائيل يوماً بعد يوم. بينما تشتعل الحرب علي الأرض، بدأت معركة آخري علي الانترنت والشبكات الاجتماعية، هذه المرة معركة بالهاشتاج، ما بين "هاشتاج" التضامن مع غزة بمختلف أشكاله، "هاشتاج" التغريدات المتضامنة مع إسرائيل. حمل أشهر "هاشتاج" متضامن مع إسرائيل اسم # إسرائيلتحتالنار في محاولة للدفاع عن الجرائم الإسرائيلية وإعادة خلق صورة الضحية اليهودي المعتادة. وهذا الهاشتاج بدأ بحملة نظمها مجموعة من الطلبة الإسرائيليين حوالي 400 طالب يحملون اسم "هاسبارا" وينشرون التعليقات والفيديوهات إلي جانب التغريدات والرسومات التوضيحية التي تضخم الرعب الإسرائيلي، وتلقي باللوم علي حماس وغزة. جدير بالذكر أن هناك جنوداً اسرائيليين يتولون مسئولية إدارة المعركة علي الإنترنت، ينتجون الفيديوهات والمواد المختلفة التي تروج لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ويخاطبون بشكل أساسي الرأي العام الغربي، مشبهين ما تتعرض له إسرائيل بالهجمات الإرهابية علي بوسطن أو مدريد أو نيويورك. وبحسب تقارير نشرت الأسبوع الماضي فهاشتاج "إسرائيلتحتالنار" لم يحقق أكثر من 400 ألف تغريدة علي تويتر وحوالي ألف بوست علي الفيسبوك، في ذات الوقت فهاشتاج "غزة تحت القصف" وهاشتاج "الحرية لفلسطين" حققا خلال نفس المدة أكثر من مليون تغريدة، وزاد من شعبية »الهاشتاج« أن نجوما رياضيين وفنانين لهم شعبية مليونية علي الانترنت استخدموا "هاشتاج" الحرية لفلسطين وغيره من "الهاشتاج" الداعمة لفلسطين وغزة ومن أبرزهم المغنية الأمريكية ريحانا، ولاعب كرة السلة داويت هوارد. حملت معظم التغريدات دعوات بالنصر لحفظ أهل غزة ونصرهم، إلي جانب تغريدات الفلسطينيين أنفسهم من أهل غزة، في تغطية حية للقصف والحرب، لكن أبرز "هاشتاج" ظهر مؤخراً، هو ما أطلقته الشبكة الفلسطينية للإعلام الانساني "أنسنة" ويحمل اسم "# حكايةغزة" ويقدم قصص الحياة والموت بغزة، وأوضح محسن الإفرنجي، رئيس الشبكة إن الوسم الجديد يركز علي توثيق القصص الإنسانية ويوميات العدوان، ومشاهد ولقطات إنسانية خلال العدوان الإسرائيلي, وذلك من خلال النصوص والوسائط المتعددة المختلفة. وأضاف أن هذا الوسم يتميز بالتخصص، حيث يركز فقط علي نشر تغريدات وبوستات متعلقة بالجانب الإنساني، دون التركيز علي الأخبار العاجلة والمتلاحقة المتعلقة بمجريات العدوان علي غزة وتصدي المقاومة الفلسطينية له. وأوضح أن الشبكة تعتمد في تزويد الوسم بالتغريدات والتعليقات علي المصادر الإعلامية المنشورة ،حيث يتم اختيار القصص المميزة لنشرها في الصفحة المخصصة لهذا الغرض، إلي جانب دعوة النشطاء والمدونين والمواطنين لكتابة تجاربهم الإنسانية ووصف مشاهد من حياتهم بطريقة مختصرة خلال العدوان. وأشار إلي أن دور شبكات التواصل الاجتماعي برز بصورة واضحة خلال العدوان الأخير علي غزة، حيث تدار معركة إعلامية افتراضية أخري عبر تلك الشبكات من أجل فضح جرائم الحرب، وحشد التأييد لغزة، ودعم مقاومتها والتصدي للشائعات التي يروجها الاحتلال وحلفاؤه. وحث الإفرنجي المدونين والناشطين علي زيادة عدد التغريدات والتعليقات لإنتاج المزيد من القصص الإنسانية, وكتابة يومياتهم خلال العدوان لتظهر للعالم كيف يعيش الفلسطينيون خلال العدوان, وكيف يقضون ساعاتهم وينامون ويأكلون ويؤدون مناسك العبادة في رمضان تحت تهديد القصف المتواصل عليهم ليل نهار.