للسنة الثالثة علي التوالي، أقيم بقصر ثقافة دمياط"حفل توقيع"الكتب المختارة الصادرة عن فرع ثقافة دمياط، وبعض الكتب الصادرة لأدباء من أبناء المحافظة، ممن لهم تجارب يعتد بها. تضمن الكتاب دراسات لثمانية كتب، كالتالي: ديوان"رباعيات اللاوندي"للشاعر أحمد راضي اللاوندي، وتناوله نقديا ناصر العزبي، وديوان"من غير...."للشاعر الشاب أحمد صلاح بدران، وتناوله نقديا سمير الفيل، وهما صادران عن فرع ثقافة دمياط. كما تضمن حفل التوقيع:"الملك الوجه"، رواية لمحسن يونس، عالجها نقديا أيمن مصطفي الأسمر، و"حالة كناريا"مجموعة قصصية لمحمد شمخ، ناقشها الدسوقي البدحي، و"وددت أني لا أري"للشاعر السيد حسن، وناقش الديوان مصطفي العايدي، و"فتح العلي في تشطير ديوان الإمام الشافعي"للشاعر عزت عبدالله، وناقشته هالة الألفي، و"انتهاك حدود اللحظة"للشاعر محمد حمدي غانم، ناقشه حاتم يحيي طه، و"غربة في وطن"للشاعر السيد الصديق حافظ، وناقشه شاكر صبري السيد. أقيمت الجلسات البحثية عبر ثلاث جلسات أدراها كل من: محمد الشوربجي، والدكتور عيد صالح، وناصر العزبي. كان الحضور قليلا رغم أن الندوة سبقها فقرتان للدراما الحركية تدريب الفنان كريم خليل، وحفل توزيع جوائز الفائزين في مسابقة القرآن الكريم. سنتوقف قليلا أمام الدراسات النقدية المصاحبة لحفل التوقيع، فأيمن الأسمر في دراسته بين تأويلات السرد وأسئلة الفلسفة"يقول:"تميز محسن يونس في مرحلة مهمة من مراحل تجربته السردية بكونه كاتبا مرتبطا ببيئته" وفي دراسته"حالة كناريا"قصص قصيرة جدا يسردها قاص بروح شاعر، يقول الدسوقي البدحي:"يمتلك شمخ قاموسا سرديا خاصا به يتميز بالسلاسة والعذوبة وقد تكررت ألفاظ مثل (الوردة والفراشة والعصفور) وغيرها في تشكيلات لغوية وجمل مفعمة بالحيوية والشاعرية، وكتبت أغلب القصص في صورة سطور قصيرة منفصلة تشبه السطور الشعرية". بالنسبة للشعر فقد كانت هناك ست دراسات، إذ كتب مصطفي العايدي عن عالم السيد حسن الشعري، وهالة الألفي عن الشاعر عزت عبد الله، وتناول حاتم يحيي طه ديوان"انتهاك حدود اللحظة"للشاعر محمد حمدي غانم، وتوقف الباحث صبري السيد أمام ديوان الشاعر صديق حافظ، أما الدراستان الأساسيتان فكانتا عن كتابين صدرا عن الفرع، الأول هو"رباعيات اللاوندي"للشاعر احمد راضي اللاوندي من مدينة عزبة البرج، وعن أشعاره يقول ناصر العزبي:"لقد كتب راضي الرباعيات، والزجل، ويجيد صنعة الرباعية، وبشكل خاص استخدامه الكلمات اعتماداً علي التورية، حيث ينتقي مفردات تعطي أكثر من معني، ويعتمد في صنعته علي تقطيع المفردة أونطقها، وهوغالباً ما يصيب وأحياناً يعتمد علي حيلة أووسيلة تحقق هدفه بأن ينطق كلمة بلهجة مختلفة حتي تحقق جناساً مطابقاً مع المفردة التي يركز عليها في الرباعية التي يكتبها". أما سمير الفيل في دراسته"أقنعة السخرية في ديوان"من غير..."للشاعر أحمد صلاح بدران، فهويحتفي بالمبدع الشاب، ويدشنه كشاعر موهوب قائلا:"يقترب الشاعر من قضايا حساسة في وطنه، من أبرزها قضية الحرية، وقضية العدل الاجتماعي، وقضية الانتماء لجذور البلد، وهويسوق أفكاره في قوالب شعرية بسيطة متسلحا بروح ابن البلد الأصيلة، وبخفة دم غير مستغربة عند المصريين. وفيما نري فإن الأمسية التي احتفت بالكتب الصادرة مؤخرا عن مبدعي دمياط، والدراسات النقدية المصاحبة لها، هي مكسب كبير للحركة الأدبية وسط مظاهر الانكماش الثقافي الذي يرين علي الساحة.