فراغ وجدته يوما تحت حجر مرمري شبه مدفون في هالة تامة من أوراق الشجر الجافة و الأفرع الصغيرة "المحطبة" حول شجرة الخريف مثل عش تام متكامل مثل كف بشري خاشع آوي مرة ذكري عصفور غناء بلا صوت. فراغ مقعر كينونته أقوي من أي شيء قد يحتويه تجربة عندما ينتصف النهار أرسم ليلا عميقا في طموح هامس بارد، مرحبا بصعاليك المدينة الصاخبة حيث أصبح الشقاء متعة وصار الأمر قانونا بتعويض بسيط من مباهج الحياة الموهوبة من الله. مثل قفص وحيد في حقل أجدب صارت تلك المصيدة بيتا لنا و نثق بحيواتنا في حارس أسوار السجن وأسبابه المبهمة، نسرع في مطاردة خطيئة التوقع، و نسأل: أي علاج يستحقه قلب طفل قبل أن تصمه ندوب التجربة؟! فقد خسارة غير مبررة ماذا عنها؟ وتسقط ألف نفس في صمت يعدون خطواتهم، يملأون رئاتهم هواء باردا. المغفل ينظر لأعلي وتنظر العيون الجاهلة للأمام. قبلت ملاكا ذا حجاب أبيض فوق بحيرة من الماء الرائق وخفضت رأسي خجلا لما رأيت ملامح إبليس غير مبالية في مرآة محاطة بنار أسود. وصمت نفسي و حكمت عليها بالعذاب الأبدي وفي استسلام الإرهاق غطيت كتفي المثخن بملاءة دافئة ورحت أطلب الحماية من ناسجي الخرافات.